دور الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة أتمتة وأمن المنازل

دور الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة أتمتة وأمن المنازل

مدونة م.محمد طعمة

الاثنين، ٢ يوليو ٢٠١٨

نتيجة بحث الصور عن دور الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة أتمتة وأمن المنازل
 
تتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة وأصبح الاعتماد عليها في شتى المجالات أمرًا لابد منه، لذلك سيكون لها تأثير كبير على أنظمة أمن وأتمتة المنازل مستقبلًا، حيث أوضح تقرير مؤسسة RnR لأبحاث السوق أنه من المتوقع ارتفاع قيمة سوق أنظمة أمن المنازل إلى 47.5 مليار دولار بحلول عام 2020.
 
ويمكن أن تشمل الأنظمة المتطورة أجهزة الإنذار والكاميرات والممرات السرية والمراقبة البشرية، ولكن حتى أكثر الأنظمة تعقيدًا وأمانًا يمكن أن يكون بها عيب أساسي وهو الخطأ البشري، لذلك تسعى شركات الأمن إلى استغلال إمكانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في حماية المنازل بشكل أفضل.
 
ووفقًا للخبراء فإن هناك مخاطر لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة أمن المنازل أهمها المخاوف المتعلقة بالخصوصية، وجمع البيانات الشخصية والحساسة ومشكلة التحيز البشري في خوارزميات الذكاء الاصطناعي، لكن شركات الأمن تعد بتقديم خدمة أفضل بأسعار أقل. حيث يمكن أن يرى الذكاء الاصطناعي الأشياء بسرعة أكبر من الأنظمة التي يعتمد عليها البشر، حيث تستخدم أنظمة الأمن السابقة أجهزة استشعار وإنذارات بسيطة للكشف عن المتطفلين بسهولة بالإضافة إلى أنها تحتاج مراقب بشري طول الوقت والذي يستغرق الكثير من الوقت لاكتشاف الخطر لكي يتصل بخبراء الأمن.
 
وستتغلب الأنظمة المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي على هذه المشكلات حيث سيصبح بإمكانها أن تتوقع المخاطر وتقلل نسب حدوثها.
 
قال كين يونغ الرئيس التنفيذي لشركة إيدجوورث للأمن وهي شركة استشارية في بيتسبرغ تقدم حلول مراقبة: “لقد استخدمنا كاميرات مراقبة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء سياج جغرافي بحيث لا توجد به مناطق لم يتم تغطيتها”.
 
لحماية الممتلكات تستخدم هذه الأنظمة تكنولوجيا مثل السياج الجغرافي والتعرف على الوجه والكاميرات التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد المتطفلين. إذا قام شخص ما باختراق هذه الحدود فستقوم الكاميرات بتنبيه مركز المراقبة. وإذا كان شخص ما يسير بطريقة متطفلة لفترة طويلة عند مدخل المكان سيرسل النظام تنبيهًا إلى مركز المراقبة، والذي يستجيب بتحذير مخصص.
 
وقال يونغ إن النظام يستخدم الذكاء الاصطناعي لمعرفة الفرق بين الحركة داخل وخارج العقار، لكنه يستخدم أيضًا تقنيات التعرف على الوجه لتحديد الزوار المنتظمين مثل عمال الحدائق أو الأشخاص الذين يقومون بتوصيل الطلبات وتمييزهم عن الغرباء.
 
ويمكن للأنظمة التي تركبها شركة إيدجوورث أن تبدأ من حوالي 20 ألف دولار لثمانية كاميرات في عقار صغير وترتفع إلى أكثر من 600 ألف دولار للممتلكات الكبيرة. كما تبلغ تكاليف المراقبة من 8 إلى 12 دولارًا في الساعة، ويمكن لمالكي المنازل اختيار وقت تشغيل المراقبة.
 
ويقول كثير من المتخصصين إن العديد من المنازل التي تبلغ تكلفتها ملايين الدولارات غير مجهزة من الناحية الأمنية. وفقا لدراسة أجرتها وزارة العدل في عام 2011 كان هناك حوالي 94 إلى 98 في المائة من أجهزة الإنذار ضد السرقة غير فعالة مما جعل هذه الأنظمة الأمنية غير موثوق بها.
 
وقال توماس تول الرئيس التنفيذي لشركة تولكو Tulco التي تمتلك شركة إيدجوورث: “نحن نريد نظامًا يتوقع المخاطر وليس الإبلاغ عنها فقط”.
 
ولكن كيف تعلم هذه الأنظمة الفرق بين السلوك الجيد والسيئ هو مسألة أخلاقية معقدة..!، قال إلا ر. نوربخش أستاذ الأخلاقيات والتقنيات الحاسوبية في جامعة كارنيجي ميلون “هناك تحيز متأصل في الأنظمة الحاسوبية”.
 
قد أظهرت دراسة حديثة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كيف أن التحيزات البشرية في العالم الحقيقي يمكن أن تتسرب إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي، كما أظهرت دراسة أخرى أن برمجيات التعرف على الوجه التجارية قد تعرفت بشكل أكثر دقة على جنس الأشخاص ذوي درجات البشرة الفاتحة في حين كانت أقل دقة مع ذوي درجات البشرة الداكنة، وأنها كانت أفضل أداء على الذكور ذوي البشرة الفاتحة وكانت أسوأ على الإناث ذات البشرة الداكنة.
 
كما اعتذرت شركة جوجل في عام 2015 بعد أن وصف تطبيق التعرف على الصور التابع لها عن طريق الخطأ صور السود بأنها صور غوريلا.
 
وقال الأستاذ نوربخش: “عندما نخرج الإنسان من الدائرة نفقد العنصر المتعاطف، لذلك إذا حافظت على البشر في الدائرة واستخدمت هذه الأنظمة فستحصل على أفضل ما في كل العالم”. كما يوصي مستشارو الأمن بنهج متعدد الطبقات يمكن أن يشمل الذكاء الاصطناعي.
 
قال مايكل أ. سيلفا مدير شركة سيلفا كونسلتنتس في سياتل ، إن الناس بحاجة إلى إجراء تقييم للمخاطر أولاً. وقال إن بعض الأثرياء غير معروفين نسبياً، لذا فإن مخاطرهم منخفضة لكن شخصاً أقل ثراءً وله آراء مثيرة للجدل قد يكون هدفاً أكثر بروزاً.
 
قال السيد سيلفا أن أي خطة أمنية تبدأ بالأساسيات -الأقفال الجيدة والأبواب القوية ونظام الإنذار- ويمكن توسيعها لتشمل الفحص الكامل للمحيط إما بمراقبة معززة بالذكاء الاصطناعي أو المزيد من أجهزة كشف الحركة التقليدية والإنذارات، مضيفًا “قبل البدء في وصف الدواء تحتاج إلى تشخيص الحالة حيث يعتبر تقييم المخاطر أمر حاسم حقاً”.
 
يحذر الكثير من خبراء الأمن الإلكتروني من مخاطر استخدام تقنيات التعلم الآلي القائمة على جمع البيانات الشخصية الحساسة في المنازل الذكية، لأنها من الممكن أن تعرضهم للكثير من الاختراقات وأكبر دليل على ذلك المساعدات الرقمية المنزلية مثل إليكسا وجوجل هوم، الذين عانوا من حوادث تسرب البيانات التي تم جمعها من خلال الميكروفونات الخاصة بهم في حين يتم تطويرهم اعتمادًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
 
لذلك مع طرح أنظمة الأمن المنزلي التي تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي ستنشأ أسئلة جديدة حول الخصوصية والأمان.