معلومات سرية عن مخطط بريطاني لتقسيم ليبيا

معلومات سرية عن مخطط بريطاني لتقسيم ليبيا

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢١ مايو ٢٠١٥

 تلقت هيلاري كلينتون، عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأميركية، معلومات سرية عن مخطط بريطاني لتقسيم ليبيا، من خلال تقارير وصلت الى بريدها الالكتروني، وكان المرسل آنذاك سدني بلومنتال، المقرب من عائلة الرئيس الأميركي الأسبق.
لندن: مارست بريطانيا الخداع في ليبيا، وأعطى رئيس وزرائها ديفيد كاميرون موافقته على خطة أعدها جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية أي آي 6 "لتقسيم" ليبيا، كما حذر مصدر قريب من هيلاري كلينتون في سلسلة من التقارير السرية التي أرسلها إلى وزيرة الخارجية وقتذاك.
وبعث سدني بلومنتال، صديق عائلة كلنتون القديم وموضع ثقتها، بتقاريره السرية مستخدمًا حساب هيلاري كلينتون الخاص على البريد الالكتروني ليحذرها من أن بريطانيا "تلعب" بخبث في ليبيا.
ولم يكن لدى بلومنتال دور رسمي في وزارة الخارجية الاميركية لكنه كان يعمل في مؤسسة كلينتون الخيرية واستند في تقاريره إلى مصادره الخاصة في الشرق الأوسط واوروبا. ولكن كلينتون تعاملت مع بعض تقاريره بجدية وأحالتها إلى دبلوماسيين كبار يعملون على أعلى مستويات السياسة الخارجية الاميركية.
وأرسل بلومنتال أول تقاريره التي سربتها صحيفة نيويورك تايمز في 8 نيسان(ابريل) 2011 عندما كان الثوار الليبيون يخوضون معارك صعبة مع قوات القذافي، وكان عنوان تقريره "بريطانيا تلعب" في ليبيا.
وحذر التقرير من أن دبلوماسيين وجواسيس بريطانيين فتحوا قنوات سرية مع نظام القذافي "في محاولة لحماية موقف بريطانيا في حالة دخول الانتفاضة طريقاً مسدودًا".
وذهب بلومنتال إلى ان جواسيس الاستخبارات البريطانية يجرون محادثات مع سيف الاسلام القذافي نجل الدكتاتور السابق "بشأن العلاقات المستقبلية بين البلدين، إذا تسلم مقاليد السلطة من والده ونفذ اصلاحات".
كما يقول احد التقارير إن الثوار الليبيين ينظرون إلى بريطانيا بعين الريبة، ويخشون أن ترضى لندن بوصول الثورة إلى طريق مسدود، يستمر معه القذافي أو عائلته في السيطرة على جزء من ليبيا. 
وازدادت هذه الشكوك عندما انشق وزير الخارجية الليبي موسى كوسة وهرب إلى بريطانيا في آذار (مارس) 2011، كما ذهب بلومنتال في تقاريره إلى هيلاري كلينتون. ورأى الثوار في هروب كوسة إلى بريطانيا دليلاً على ان لدى لندن خطوط اتصالات سرية مع أعلى مستويات النظام الليبي.
وبعد 8 دقائق على تسلم كلينتون تقرير بلومنتال أحالته إلى واحد من كبار مساعديها دون تعليق على ما جاء فيه عن مناورات البريطانيين. وبعد اسبوع التقت كلينتون وزير الخارجية البريطاني وقتذاك وليام هيغ، في قمة حلف الأطلسي في برلين.
وما لم يكن يعرفه بلومنتال الذي كان حينذاك موظفًا في مؤسسة كلينتون الخيرية، أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية، كانت لديها قنوات سرية خاصة بها مع نظام القذافي. وكان نائب مدير الوكالة مايكل موريل، يتحادث بانتظام مع عبد الله السنوسي رئيس استخبارات القذافي حتى عندما كانت الطائرات الاميركية تقصف قوات النظام.
وارسل بلومنتال تقريرًا آخر إلى كلينتون في 8 آذار (مارس) 2012 تحت عنوان "فرنسا وبريطانيا وراء تقسيم ليبيا".
وكان القذافي قُتل وقتذاك بعد وقوعه في قبضة الثوار، وشُكلت حكومة المجلس الانتقالي الوطني الليبي التي كانت تعمل على بسط سيطرتها في انحاء البلاد.
وقال بلومنتال في تقريره إلى كلينتون، إن جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية ونظيره الفرنسي، يشجعان الثوار الليبيين في شرق ليبيا سرًا على اقامة "منطقة شبه مستقلة" خارج سيطرة الحكومة الفتية.
وكانت المؤامرة بدفع من الرئيس الفرنسي وقتذاك نيكولا ساركوزي الذي كان يعتقد بأن الحكومة الليبية الجديدة "لا تكافئ" الشركات الفرنسية على دور باريس في اسقاط القذافي. وذهب بلومنتال إلى ان الاستخبارات الخارجية البريطانية، شاركت في المخطط "بتوجيه من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون".
وكتب بلومنتال في تقريره إلى كلنتون "أن مسؤولي الاستخبارات الفرنسية والبريطانية يعتقدون بأن النظام شبه المستقل في مدينة بنغازي شرق ليبيا سيكون قادرًا على توفير فرص تجارية في المنطقة".
واحالت كلينتون التقرير إلى مستشارها جايك سولفيان طالبة رأيه، وابدى سوليفان شكه في مصداقية التقرير قائلاً انه ينتمي إلى نظريات المؤامرة.
وسُئلت كلينتون عن هذه التقارير خلال فعالية انتخابية في ولاية آيوا، بالارتباط مع استخدام حسابها الشخصي على البريد الالكتروني في مراسلاتها الشخصية. وقالت كلينتون إن بلومنتال كان يرسل هذه التقارير بمبادرة منه، وانها كانت تحيل بعضها إلى مساعديها. وامتنعت وزارة الخارجية البريطانية عن التعليق.
واثارت تقارير بلومنتال اهتمامًا واسعًا في الولايات المتحدة لأنها على ما يبدو تطمس الخط الفاصل بين وزارة الخارجية بقيادة هيلاري كلنتون، ونشاط مؤسسة كلينتون الخيرية التي أنشأها زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن سدني بلومنتال كان يعمل لمؤسسة كلينتون ومنظمات سياسية متحالفة مع هيلاري كلينتون، رغم انه لم يكن له دور رسمي في وزارة الخارجية.
وكان بلومنتال عمل في البيت الأبيض خلال رئاسة بيل كلينتون وعُرف بإخلاصه للثنائي بيل وهيلاري كلينتون والتصدي لمنتقديهما.