هل تتلاعب تركيا حول حقيقة علاقتها بداعش؟

هل تتلاعب تركيا حول حقيقة علاقتها بداعش؟

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٦ مايو ٢٠١٥

 مع استمرار مزاعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده للتعاون مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن أنقرة تصدر مواد قابلة للتحول إلى قنابل فتاكة بكميات كبيرة للتنظيم عبر حدودها مع سوريا.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها، أن آلاف الأرطال من الأسمدة ومواد البناء تصل يومياً إلى عناصر تنظيم داعش.

وقال السياسي التركي محمد إيهان إن "هذه المواد ليست للزراعة، بل لصنع القنابل"، وأضاف أنه "طالما أن الحكومة التركية تستفيد من مثل هذه الصفقات، بغض الطرف عن أين تذهب أو فيما تستخدم، فهي تعتبر تجارة جيدة".

وكشفت الصحيفة أن عشرات الشاحنات المحملة بآلاف الأرطال من الأسمدة ومادة نترات الأمونيوم، تعبر الحدود التركية من منطقة تل أبيض إلى سوريا، حيث يستقبلها في الجانب الآخر عناصر من داعش، وتعود فارغة.

وبحسب مراسل الصحيفة، فإنه على مدى اليومين الماضيين، قامت عناصر بجر عربات خشبية ضخمة محملة بالأسمدة وعبرت بها إلى الجانب الآخر من معبر تل أبيض الحدودي، وعادت فارغة بعد وقت قصير.
 

يشار إلى أن مادة نترات الأمونيوم معروفة بإمكانية تحولها إلى مادة متفجرة فتاكة للغاية إذا تم خلطها بالوقود.

وقال إيهان، بحسب الصحيفة: "حظرت أنقرة في وقت سابق التعامل مع تنظيم داعش ودعمه بكافة الأشكال ومنها التجارة، إلا أن غالبية الأتراك الذين يعيشون على طول المنطقة الحدودية مع سوريا يعتمدون بشكل كبير على التجارة مع عناصر داعش".

وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت تركيا تقوم بالسماح لهؤلاء المواطنين بالتجارة الحرة مع التنظيم الإرهابي، عن قصد، وذلك لمحاولة إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أم أنها تتجاهل ما يحدث على حدودها.

يذكر أن أنقرة رفضت السماح للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شن ضربات جوية على داعش من داخل أراضيها، على الرغم من أن هناك مشاورات جارية حول السماح لاستخدام طائرات بدون طيار تقلع من قاعدة أنغرليك الجوية التركية القريبة من الحدود السورية، بالإضافة إلى إقدام تركيا للتعاون مع أمريكا بإقامة معسكرات تدريبية لعناصر المعارضة السورية المعتدلة.

تساؤلات طرحتها الصحيفة في إشارة واضحة إلى أن العلاقة بين تركيا وداعش تزداد غموضاً يوماً بعد يوم مع استمرار التجارة الحرة على حدودها، والتي تصب في مصلحة تنظيم داعش الإرهابي.