اليمن: حوار غير معلن مع «أنصار الله»

اليمن: حوار غير معلن مع «أنصار الله»

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٦ مايو ٢٠١٥

بادرت جماعة «أنصار الله»، إلى توجيه رسالة ميدانية إلى السعودية التي تقود الحرب على اليمن، تجاوزت التصعيد الكلامي، يوم أمس، لتترجم بهجوم صاروخي على مدينة نجران الجنوبية، ما يشي بمزيد من التوتّر على حدود البلدين، غداة توعّد «التحالف» بأنّ الهجوم لن يمرّ من دون ردّ.
وفي ظلّ المراوحة السياسية، أعلن مسؤول يمني رفيع المستوى ومقرّب من جماعة «أنصار الله» أنّ هناك محادثات جارية منذ أسبوع بين قادة الجماعة وقوى غربية إلى جانب الأمم المتحدة، هي الأولى منذ بدء عملية «عاصفة الحزم» في 26 آذار الماضي.
ونقلت «سي ان ان» عن المسؤول اليمني قوله، إنّ الحوار يجري «بوساطة شخصية يمنية لها علاقات جيدة مع جميع الأطراف بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار» من دون تسمية تلك الشخصية. وأضاف أنّ الحوار «يهدف أيضاً للتوصل إلى قاعدة حوار بين الفصائل اليمنية»، مؤكداً أن إيران لا تلعب أي دور في هذه المحاولات.
وتعدّ مبادرة الهجوم الصاروخي عبر الحدود والتي تزامنت مع انعقاد قمة تشاورية خليجية في الرياض، الأولى من نوعها، بعدما كانت «أنصار الله» حذّرت، أكثر من مرة، الجهات السعودية بأنّ الرد سيكون قريباً إذا لم تتوقف الحرب.
وبعد إعلان السلطات السعودية عن سقوط قذائف «هاون» وصواريخ «كاتيوشا» على مدينة نجران الحدودية جنوب غرب البلاد، أكدت مصادر الجماعة أنّ ما لا يقل عن 200 من مسلّحي القبائل في شمال اليمن، شنّوا هجوماً بالقذائف الثقيلة على المدينة، بالتنسيق مع الحوثيين.
ونقلت شبكة «سي ان ان» عن المصادر قولها إنّ اشتباكات اندلعت بين مسلّحي القبائل وأفراد من حرس الحدود والشرطة السعودية، مؤكدة أنّ «المسلحين لا يخطّطون للبقاء طويلاً في نجران»، في وقتٍ أشارت إلى أنّ الهجوم يعدّ بمثابة «رسالة» إلى السلطات السعودية.
المتحدث باسم «التحالف» أحمد عسيري أكّد أنّ «عمل اليوم (أمس) لن يمر من دون ردّ»، معتبراً أنّه بعد الإعلان عن المبادرة الإنسانية، أمس الأول، أراد الحوثيون التعبير عن رفضهم لأيّ مبادرة سلمية واستهدفوا مدينة نجران، ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات.
وقال عسيري إنّ «هذا التصرف من المليشيات الحوثية ينسجم مع رفضهم التام لقرار الأمم المتحدة 2216، ولا نتوقع خلاف ذلك من هذه المليشيات الفاقدة لأي منهج أو برنامج سياسي، هذه المليشيات هدفها الوحيد هو القتل لمجرد القتل».
من جانبها، أكدت شركة الخطوط الجوية السعودية، عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، أنّها أوقفت جميع رحلاتها المتجهة من وإلى نجران «حتى إشعار آخر»، فيما ذكرت إدارة تعليم نجران، على الموقع ذاته، أنه تم أيضاً «إيقاف العمل في جميع مدارس المنطقة، بنين وبنات، ورياض الأطفال».
وفي وقت ترفض «أنصار الله» أيّ حوار برعاية مجلس التعاون الخليجي، دعا الرئيس اليمني، المقيم في السعودية، عبد ربه منصور هادي إلى اجتماع للقوى السياسية في 17 أيار الحالي، لبحث الحرب في بلاده، والوصول إلى أرضية مشتركة بين مناهضي الجماعة للاستفادة منها في أيّ حوار مستقبلي معهم.
وقال المستشار الصحافي في مكتب هادي، مختار الرحبي، إنّه يستبعد مشاركة الحوثيين أو الرئيس السابق علي عبد الله صالح في الاجتماع الذي سيعقد في الرياض، لكنه أشار إلى أنّ بعض الشخصيات التي انشقت عن صالح في الآونة الأخيرة، ستحضر الاجتماع إلى جانب «رئيس الوزراء السابق حيدر العطاس... ولم تتأكد مشاركة علي سالم البيض، لكن المجلس الأعلى للحراك الجنوبي قد يشارك ولكن بشرط وقف الحرب على عدن».
وفي بيان مشترك أصدرته في وقت متأخر، أمس الأول، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر و «أطباء بلا حدود» من هجمات «التحالف» ضدّ «منافذ وصول حيوية» في اليمن، وخصوصاً مطار صنعاء.
وقالت المنظمتان إنّهما تشعران «بقلق بالغ بشأن الضرر الجسيم التي تسببت به هجمات التحالف مؤخراً على مطار صنعاء».
وندّد منسق الأنشطة الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن يوهانس فان در كلاو بالغارات على مطار صنعاء، مضيفاً أنّ هذا المطار «يشكّل منفذ وصول حيوي للبلد ومن دون الوصول إلى المطار، فإنّ الوكالات التي تقدّم مساعدات لن يكون بإمكانها إرسال طواقمها ومعدات حيوية وأدوية».
وحذرت المنظمتان من أنّ «عرقلة البنى التحتية اللوجستية الرئيسية، ومن بينها المطارات والموانئ والجسور والطرق، لها انعكاسات خطيرة على السكان المدنيين والوضع الإنساني أصبح الآن كارثياً».
وفي هذا الإطار، أعلن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عن تأسيس مركز لتنسيق المساعدات الإنسانية لليمن، مقره الرياض، داعياً الأمم المتحدة إلى المشاركة في أنشطة الإغاثة.