«حزب الله» يحبط مخطط مجزرة حقيقيّة أعدّت له في القلمون: تسديد إلهيّ أم قدرات عسكريّة؟

«حزب الله» يحبط مخطط مجزرة حقيقيّة أعدّت له في القلمون: تسديد إلهيّ أم قدرات عسكريّة؟

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٥ مايو ٢٠١٥

«ذاب الثلج وبان المرج»، فاتّجهت الأنظار إلى جرود القلمون، وترقّب لبنان والعالم أجمع تنفيذ وعد «صادق الوعد»، في القضاء على الشرذمة الباقية من جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابيين التي ما تزال متمركزة فيها.
بعد عاصفة الحزم السعوديّة التي أخذت بالانحسار أمام صمود الشعب اليمنيّ، ها هي عاصفة حارّة أخرى تصل للحدود اللبنانيّة – السوريّة، لتذيب الثلج عن القلمون، وترسم خطّ معركة فاصلة. الجبهتان استعدتا وشحذتا همّتيهما، وشخصت عيون الإعلام ناحية أرض المعركة، وجهّزت الأقلام لتكتب مجريات المعركة، التي ما كانت لتبدأ قبل تهيئة نفسيّة من الطرفين، كمحاولات لإحباط أو تغيير خطط وضعت مسبقًا، فانتشرت معلومات «مجهولة المصدر» عن انسحاب كليّ للعناصر المسلّحة التكفيريّة، لم يتضّح الهدف منها بل أثارت التساؤلات أكثر، فإن كانت جبهة النصرة تعتمد على معركة القلمون لتقليص دور حزب الله في سوريا ولتمهد الطريق لها إلى لبنان، فلمَ تنسحب وتترك القلمون لقمة سائغة للحزب؟! ما لم يكن الانسحاب خطّة استباقيّة لاستدراج السرايا التابعة لحزب الله التي كانت تتحضّر لاقتحام النقاط المتقدّمة التي تسيطر عليها جبهة النصرة وداعش، للانقضاض عليها والإيقاع بها بكمين قاتل!
خطّة محكمة تستلزم خبرات عسكريّة متطوّرة، لا يمكن لعصابات ومرتزقة أن يضعوها بمفردهم دون توجيه من خبراء وهنا تتكشف دلائل بحسب معلومات خاصة حصلت عليها «الخبر برس» على ضلوع أيدٍ تركيّة – إسرائيليّة في المخطط.
فالخطّة التركيّة الإسرائيليّة ودائماً بحسب معلومات خاصة بـ«الخبر برس» كانت تقضي بانسحاب النصرة وداعش من النقاط المتقدّمة والإعلان عن ذلك من خلال إعلامها وشبكات التواصل الاجتماعيّ الخاصّة بها، للإيحاء لحزب الله أنّ المكان آمن فيقدم على الدخول إلى تلك النقاط بهدف تطهيرها من بقايا داعش والنصرة، وعند تمركزه في تلك النقاط، تقوم المجموعات الإرهابيّة المسيطرة على التلال المشرفة عليها، بإمطارها بوابل من الصواريخ الموجّهة والقذائف، ثم تنقضّ على من بقي من فرق حزب الله قتلًا وأسرًا، وبهذا تتمكنّ من توجيه ضربة قاسمة لظهره.
وبالفعل، ضجّت فجر الأحد 3/ 5/2015 شبكات التواصل الإجتماعيّ والمنتديات الجهاديّة وحسابات تويتر، بأخبار تتحدّث عن انسحاب كلّ «المجاهدين» من منطقة القلمون وتراجعهم إلى الداخل السوريّ تنفيذًا للخطة كما أعدّتها قيادة الأركان في الجيش الإسرائيليّ بالتعاون مع المخابرات التركيّة.
لكنّ قيادة حزب الله أجهضتها قبل مخاضها، وفاجأت داعش والنصرة ومن يدعمهما، ومن ورائهم تركيا وإسرائيل، وألغت خططها المعتمدة…وأجّلت المعركة.
فكيف علم حزب الله بما خُطط له؟ وكيف لمن يجهل قدراته العسكريّة أن يتأمّل النصر في حربه معه؟! لا شكّ بغباء من يظنّ أنّه قد يقهر حزب الله، ولكن ذلك متوقّع منه ما دام يجهل العربيّة ولا يعرف معنى: «كما وعدتكم بالنصر دائمًا، أعدكم بالنصر مجدّدًا».