«إسرائيل» تدخل الحرب في القلمون، وحزب الله يتحضر للرد!

«إسرائيل» تدخل الحرب في القلمون، وحزب الله يتحضر للرد!

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٧ أبريل ٢٠١٥

دخلت منطقة القلمون الحدودية بين سوريا ولبنان في عهدٍ جديد مع دخول العامل الاسرائيلي بشكل مباشر إلى مجرى الاحداث في ظل حشودات عسكرية بين الجيش السوري وحزب الله من جهة، وجبهة النصرة ومن معها من جهةٍ أخرى.

القلمون الذي لا يمكن فصل مجرى أحداثه عما يجري في كل سوريا، اضحت منطقة تجاذب إقليمي واضح يحتل فيها العامل الاسرائيلي جيزاً واسعاً، هذا الحيز إتضح بشكلٍ جلي في الايام الماضية مع الغارة التي إستهدفت مربض تابع للجيش السوري.

وفي هذا السياق، وفي معلومات هي الأولى من نوعها، كشف مصدر مقرب من حزب الله لـ “الحدث نيوز”، حصول الغارة الصهيونية على منطقة القلمون، واضعاً إياها في إطار التدخل المباشر في مجرى الاحداث لصالح الحليف الذي بات معلناً لـ “إسرائيل”، “جبهة النصرة”.

وإذا أقرّ المصدر في حديثٍ لـ “الحدث نيوز” حصول الغارة، قال انها “إستهدفت مربض مدفعية وصواريخ، يحوي صواريخ متوسطة المدى تستخدم  بإستهداف تحركات المجموعات المسلحة في الجرود دورياً، حيث يعتبر هذا المربض من أهم المرابض النشطة في المنطقة، كما يحوي منصات رصد حرارية تتابع تحركات المجموعات المسلحة وتبنيى الاستهدافات على هذا العامل كما انها تلبي طلبات الوحدات الناشطة في الميدان، وهو يقع على سفح تل في الجرود المتصلة بين مدينتي قـارة ويبرود في عمق منطقة القلمون، فيما تستلم وحدات الجيش السوري مهام العمل فيه”.

وتأتي الغارة الصهيونية التي نفذت ليل يوم الجمعة الماضي في ظل الحشودات والتحضيرات العسكرية لمعركة الفصل في جرود القلمون وتطهيرها من وجود المسلحين، والتي من المتوقع ان تأتي في أي لحظة.

النشاط الاسرائيلي المباشر في منطقة القلمون ليس الأول من نوعه، فبتاريخ الأربعاء 18 آذار 2015، رصد تحليق مكثيف لطائرات إستطلاع صهيونية فوق السلسلة الشرقية المواجهة لمنطقة جرود القلمون كما محيط بلدة بريتال (راجع الارشيف)، وبعد أيـام رصد تحليق آخر لطائرات إستطلاع فوق المنطقة ذاتها، وتلى هذا، تحليق دوري لهذا النوع من الطائرات المختصة بالاستكشاف. هذا الأمر إن دل، فيدل على مدى الإتهام الاسرائيلي في مجرى الاحداث وطبيعة الميدان في منطقة القلمون والاهتمام بدراسته ومتابعته عسكرياً، كما يدل على ان تلك الطائرات تعمل على تجميع بنك أهداف عسكرية.

وربط المصدر في حديثه لـ “الحدث نيوز”، بين ما يجري من تحضيرات عسكرية لمعركة حاسمة في الجرود، وبين الاستهدف الاسرائيلي الذي وضعه تحت خانة “المريب”، خاصة وانه إستهدف منصة ومربض تستخدم لاستهداف المسلحين الذين يتحركون في الجرود يدل على تأمين ظهر المسلحين من قبل العدو الاسرائيلي الذي يظهر بشكلٍ واضح انه يسهر على تأمين نشاطهم العسكري.

وعلى ما يبدو، من سياق الميدان والاهداف، فإن الغارة أتت في صالح المسلحين عبر إستهداف هذا المربض بالذات وتدمير أي تغطية نارية ممكن ان تؤثر على مسلحي القاعدة في الجرود، وبالتالي إفقاد الجيش السوري وحزب الله عاملاً أساسياً في إستهداف تلك التحركات لما لها من أهمية في دعم قوات المشاة التي ومن المتوقع انها ستشن العملية الحاسمة تلك على المسلحين قريباً.

لكن حزب الله والجيش السوري وإن آثرا السكوت إعلامياً، إلا انهما أدركا جيداً أسباب الغارة والاهداف الرامية إليها. ووضع المصدر عدم تعليق حزب الله أو الجيش السوري على ما جرى بـ “سياق الحرب السرية والكتمان الدائر حولها بين العدو والمقاومة”، فـ “إسرائيل” ايضاً تنتهج ذات الاسلوب في التعاطي مع الضربات الحساسة الموجهة إلى المقاومة”، وذكّر ان “العدو حتى اليوم لم يعلن انه نفذ أي إستهداف في القلمون بل إقتصر الأمر على تمرير تسريب إلى وسائل إعلام مقربة من الجيش دون التعليق عليها”.

حزب الله الذي إمتص الصدمة، يعمل للرد على ما جرى في منطقة القلمون هذه المرة وليس على أي جبهة اخرى، فبعد ان حوّل “الاسرائيلي” الحرب ونقلها إلى ميدان القلمون، بات محتّماً الرد عليه في ذات الميدان. الجيش السوري وحزب الله أدركا بالدليل ان منطقة القلمون باتت هامة جداً للعدو الصهيوني من سياق ما جرى في الغارة، وعليه، فإن اي ضربة للجماعات المسلحة المنتشرة في الجرود، باتت تعتبر دون أدنى شك ضربة موجهة بشكلٍ مباشر إلى العدو الاسرائيلي وإن كانت بعيدة عن حدوده.

وفي هذا السياق، تشير المعلومات الواردة لـ “الحدث نيوز” ان حزب الله والجيش السوري رفعا من درجة الجهوزية في منطقة القلمون وهو ما يدل على قرب عمل عسكري مـا.

الخبر الذي ورد على وسائل إعلام العدو تعليقاً على الغارة حرفياً:

نفذ سلاح جو جيش “الدفاع الاسرائيلي” غارة جوية على الأقل إستهدفت مواقع لـ “منظمة حزب الله الارهابية” وجيش النظام السوري في القلمون، المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا قرب البقاع الشرقي اللبناني.

ووقعت عدة انفجارات في وسط مدينة القطيفة ومحيط مدينتي يبرود وقارة في منطقة القلمون بريف دمشق اللتان تسيطر عليهما “المنظمة الارهابية اللبنانية”.

وشُنت الغارة مساء الجمعة، وهي استهدفت اللواءين 155 و65 اللذين يختصان بالأسلحة الإستراتيجية والصواريخ البعيدة المدى.

ويندرج الاستهداف ضمن سياسية “دولة إسرائيل” الرامية إلى منع وصول صواريخ إستراتيجية إيرانية إلى “منظمة حزب الله الارهابية” او أخرى بعيدة المدى تهدد “أهالي ومدن دولة إسرائيل”.