كارثة إنسانية جديدة في "المتوسط":غرق 700 مهاجر خلال إبحارهم نحو الشمال

كارثة إنسانية جديدة في "المتوسط":غرق 700 مهاجر خلال إبحارهم نحو الشمال

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١٩ أبريل ٢٠١٥

أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها تخشى أن يكون 700 شخص لقوا مصرعهم في غرق قارب مكتظ بالمهاجرين، اليوم الأحد، قبالة الشواطئ الليبية في كارثة تعد الأسوأ حتى الآن في البحر المتوسط.
وأعلن الاتحاد الأوروبي بعد تكاثر الدعوات منذ أيام كي يفعل المزيد إزاء هذه المآسي، عن اجتماع لوزراء داخلية وخارجية الاتحاد لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
من جانبها، قررت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وضع هذه القضية على جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية في لوكسمبورغ غداً الاثنين. ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى اجتماع عاجل لوزراء داخلية وخارجية دول الاتحاد عقب الكارثة.
وأضاف: "علينا أن نتحرك" أمام "تسارع" الكوارث منذ مطلع العام، مشيراً إلى انه تحدث إلى رئيس الحكومة الايطالي ماتيو رنزي.
كما اعتبر رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أن "مصداقية" أوروبا على المحك وحان الوقت كي "تتحرك". وأكد "ينبغي أن يأتي الرد من أوروبا، والكلام لم يعد كافياً. عليها أن تتحرك. نحن الأوروبيون نجازف بفقدان مصداقيتنا إن عجزنا عن تجنب أوضاع مأسوية تجري يوميا".
وطالب المفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة انتونيو غوتييريز، اليوم، بتحرك عاجل لمواجهة ما قد يكون "المأساة الأفظع" التي يشهدها مهاجرون في المتوسط على الإطلاق.
وذكرت المفوضية وحرس السواحل الإيطالي أن 28 شخصاً فقط نجوا من حادث الغرق. وتشير شهاداتهم إلى أن نحو 700 شخص كانوا على متن قارب الصيد البالغ طوله 20  متراً، بحسب ما أفادت المتحدثة باسم المفوضية كارلوتا سامي.
وأفاد رئيس الوزراء المالطي جوزيف مسقط، في لقاء سياسي، أن عمال الإنقاذ "يحاولون العثور على ناجين وسط الجثث العائمة في البحر".
وبعد ظهر اليوم تم انتشال 24 جثة بحسب قوة خفر السواحل الإيطالية، التي لم تؤكد وجود 700 راكب على المركب. لكنها أشارت إلى انه "قادر على نقل مئات الأشخاص".
وهذه كارثة جديدة في سلسلة حوادث غرق قوارب المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي على متن قوارب مكتظة غير متينة يديرها تجار بشر ينطلقون من ليبيا من دون أي رادع وسط الفوضى التي تعم ذلك البلد.

وفي وقت لاحق اليوم، دعا رئيس الوزراء الإيطالي إلى تضافر الجهود الدولية للإجهاز على مهربي البشر بعد أنباء عن وفاة ما يصل إلى 700 مهاجر في حادث غرق في البحر المتوسط.
وقال رينزي للصحافيين، بعد اجتماع حكومي عاجل: "نطلب ألا نكون بمفردنا"، مضيفاً أنه دعا لاجتماع طارئ لزعماء الاتحاد الأوروبي يعقد هذا الأسبوع لبحث أزمة اللاجئين المتفاقمة.
وشدد على أن مهام البحث والإنقاذ لم تكفي لإنقاذ الأرواح. وتابع أن المشكلة لا يمكن حلها إلا من خلال منع النشاط الإجرامي لمهربي البشر ومنع قوارب المهاجرين من مغادرة ليبيا.
وقال إنه ما يزال من غير الممكن تقدير إجمالي عدد الوفيات خلال أحدث مأساة. وأشار إلى أنه لا يمكنه إلا تأكيد العثور على 24 جثة وإنقاذ 28 شخصاً.
ويأتي هذا الحادث بعد مصرع أو فقدان 450 مهاجراً آخرين في حادثي غرق خلال أقل من أسبوع.
وأفادت البحرية المالطية بأنها تلقت إشعاراً عن قارب يواجه مشكلة عند منتصف ليل السبت. وكان القارب على بعد 177 كيلومتراً جنوبي جزيرة لامبيدوزا الايطالية عندما أصدر نداء استغاثة، بحسب حرس السواحل الايطالي.
وعلى اثر ذلك طلب حرس السواحل الايطالي من سفينة شحن برتغالية قريبة من القارب التوجه إلى موقعه للمساعدة. وعندما وصلت السفينة إلى الموقع كان قارب الصيد قد انقلب. ويرجح أن يكون السبب في ذلك تجمع كل ركاب القارب في جهة واحدة رغبة منهم في مغادرته عندما شاهدوا السفينة البرتغالية، بحسب سامي.
ووصل 17 قارباً إلى المنطقة صباح اليوم، للمشاركة في عملية البحث عن ناجين والتي تنسقها قوة خفر السواحل الإيطالية وتشارك فيها البحرية الايطالية والمالطية.
وتم إنقاذ أكثر من 11 ألف مهاجر غير شرعي منذ منتصف الأسبوع الماضي.
وندد عدد من المنظمات الدولية والإنسانية، أخيراً، بجمود السلطات الأوروبية. وقالت المتحدثة باسم المفوضية "المطلوب وضع عملية ماري نوستروم أوروبية"، وهذه التسمية أطلقت على برنامج لإنقاذ المهاجرين استبدل في العام الجاري بعملية "ترايتون" الأقل إمكانات وتقضي بمراقبة الحدود.
وفي تشرين الأول العام 2013 لقي أكثر من 360 أفريقياً حتفهم عندما اشتعلت النيران في قارب صيد صغير كانوا على متنه على مقربة من شواطئ لامبيدوزا.
ووصفت تلك الكارثة في ذلك الوقت بأنها إشارة تنبيه للعالم، ولكن بعد ذلك الحادث بـ18 شهراً، لا يوجد ما يشير الى انخفاض عدد المهاجرين الذين يحاولون قطع هذه المياه الخطرة بحثاً عن حياة أفضل في أوروبا.
وقضى أكثر من 900 مهاجر منذ مطلع العام الجاري، أثناء محاولة عبور المتوسط بين ليبيا وايطاليا، من دون احتساب الكارثة الأخيرة، مقابل أقل من 50 شخصاً في العام الفائت عندما كانت عملية "ماري نوستروم" سارية.
من جانبه أطلق البابا فرنسيس اليوم نداءً جديداً إلى قادة الاتحاد الأوروبي يدعوهم إلى العمل على وقف فقدان الأرواح قبالة سواحل ايطاليا الجنوبية. وقال، في كلمته الأسبوعية أمام المصلين في ساحة القديس بطرس "إنهم رجال ونساء مثلنا".