معركة القلمون حتميّة لنزع ورقة القرى الحدودية من الارهابيين

معركة القلمون حتميّة لنزع ورقة القرى الحدودية من الارهابيين

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١٩ أبريل ٢٠١٥

هيام عيد
مع ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري في اكثر من منطقة حدودية سورية يعيد الحدث بقوة الى الوضع في القلمون في ظل المؤثرات الميدانية كما السياسية على اقتراب معركة الحسم في هذه المنطقة وذلك بفعل تطورين فرضا نفسيهما ولو انهما يختلفان من حيث الطبيعة والحجم وهما الحدث اليمني وفصل الربيع وذوبان الثلوج. وقد كشفت مصادر سياسية مطلعة ان المناخ العام في اكثر من قرية حدودية بقاعية مع سوريا، يوحي بان ساعة الصفر لم تعد بعيدة وان الاستعدادات والاجراءات «الاستباقية» قد اتخذت، وذلك بهدف اخراج المعادلة الامنية من حال المراوحة المستمرة منذ اكثر من عام والتي دخلت فيها هذه المنطقة لدى انطلاق المعارك وبقوة خلال الصيف الماضي ثم توقفت مع حلول فصل الشتاء والثلوج وتعثر تحقيق اي تقدم. واضافت هذه المصادر ان الاستعدادات الميدانية لحزب الله ليست حديثة بل بدأت منذ بضعة اسابيع وتحديدا قبل التطورات العسكرية في اليمن، وذلك بحسب روزنامة معدة سلفا لتأمين كافة المناطق اللبنانية المواجهة للقلمون والحد من اي تسلل او تسرب لاي تنظيمات مسلحة باتجاه قرى البقاعين الشمالي والاوسط.
وفي سياق متصل، قللت المصادر من تأثير السجال الداخلي والانقسام الحاد بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» حول الحدث اليمني على هذه المعركة في القلمون، معتبرة ان لا مجال لاي ارتباط ما بين مواجهة التنظيمات الارهابية وهو القرار المتخذ من قبل الحزب كما الجيش اللبناني في الجرود البقاعية، بالوضع الناشئ محليا او اقليميا او بالخلافات في المنطقة. واكدت ان كافة مقومات المواجهة المرتقبة قد تحققت والى جانبها القرار بالسير في المعركة في القلمون والتي باتت ضرورية في المرحلة الراهنة كونها سترسم مسارا جديدا للوضع الامني على الحدود وذلك بالنسبة للمواقع العسكرية المهمة والدقيقة التي يحدد السيطرة عليها مشهد المعادلة الامنية التي ستتحكم بالجبهة المحاذية في مناطق البقاع الشمالي والاوسط.
كذلك اكدت المصادر نفسها انه قد بات من الصعب الفصل ما بين معركة القلمون ومجمل التطورات على الساحتين السورية والعراقية لجهة تصعيد المواجهة العربية والدولية ضد تنظيم «داعش» وكافة التنظيمات الارهابية وبالتالي فإن تزامن هذا التقدم في المواجهة مع اكتمال الجهوزية على كل المستويات بات يسرّع من موعد اطلاق المعركة وذلك للامساك بزمام الامور ونزع كل اوراق الضغط التي يمتلكها المسلحون ضد الجانب اللبناني من الحدود في القلمون وبالتالي اقفال الباب بشكل نهائي امام اي تهديد مرتقب فيما لو استمرت التنظيمات المسلحة بتعزيز مواقعها وتجهيزها استعدادا لمعركة الربيع التي تأخرت بسبب الاحوال المناخية الاخيرة.
وخلصت المصادر السياسية المطلعة الى انه بصرف النظر عن المعطيات السياسية الاقليمية والدولية وايضا الداخلية التي تنذر بتقويض المعادلات الامنية القائمة فإن تنسيقا يجري على اكثر من مستوى يهدف الى الحد من موجة التغييرات الميدانية التي يقوم بها «داعش» في اكثر من منطقة وفي هذا المجال تندرج معركة القلمون الضرورية للوقوف في وجه المدّ الارهابي الذي لا يهدد القرى الحدودية فقط بل اكثر من منطقة في الداخل.