الخارجية الإسرائيلية تحذّر من الثمن الباهظ للأزمة مع أميركا

الخارجية الإسرائيلية تحذّر من الثمن الباهظ للأزمة مع أميركا

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٧ أبريل ٢٠١٥

هآرتس - باراك ربيد 
نشرت صحيفة هآرتس رسالة مسرّبة من مدير عام وزارة خارجية العدو الإسرائيلي، نسيم بن شطريت، الى وزير خارجية العدو افيغدور ليبرمان حذّر فيها من أنّ "إسرائيل" "قد تدفع ثمنًا باهظًا" في سلسلة من المسائل السياسية والامنية بسبب "الازمة الحادة، المستمرة والعلنية" في العلاقات مع الادارة الامريكية. حيث دعا بن شطريت الى المبادرة بخطوة إسرائيلية تؤدي الى ترميم سريع للعلاقات مع الولايات المتحدة.
ووصلت نسخة من الرسالة التي تقع في صفحتين الى "هآرتس". وتحت عنوان "تحديات سياسية واستعداد جديد من وزارة الخارجية" يفصل بن شطريت موقف المستوى المهني في السلك الدبلوماسي الاسرائيلي من سلسلة مسائل سيتعين على "إسرائيل" التصدي لها في الاسابيع القريبة القادمة فور تشكيل الحكومة الجديدة.
وقد تضمنت رسالة بن شطريت استعراضًا للعلاقات المتوترة بين حكومة نتنياهو وإدارة أوباما. وعلى حد قوله، فإنّ التنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة حيوي للغاية ويرتبط بشكلٍ مباشر مع قدرة "إسرائيل" على مواجهة كل تلك التحديات السياسية والامنية التي تقف أمامها.
وأوضحت الرسالة أنه قبل نهاية موعد تحقيق اتفاق شامل في مسألة النووي بين ايران والقوى العظمى في 30 حزيران، سيتعين على "إسرائيل" أن تواجه عدة مسائل سياسية وأمنية. المسألة التي يصفها بن شطريت كأولى المسائل التي ستكون أمام الحكومة الجديدة هي مشروع قرار لمجلس الأمن في الأمم المتحدة تبادر اليه فرنسا ويعنى بطلب فلسطيني بعضوية كاملة في الامم المتحدة. وسيحدد مشروع القرار هذا مبادئ لحل المسائل الجوهرية في التسوية الدائمة بين "إسرائيل" والفلسطينيين كتحديد حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية على اساس خطوط 67 مع تبادل للأراضي.
المسألة الثانية هي دعاوى فلسطينية ضد "اسرائيل" في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. اما المسألة الثالثة فهي الضغط على "إسرائيل" في موضوع برنامجها النووي في إطار لجنة استطلاع الميثاق لمنع انتشار السلاح النووي والتصدي لمبادرات مناهضة لـ"إسرائيل" في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقد كتب بن شطريت يقول "إنّ إحدى المشاكل الأكثر حدةً التي تقف أمامها "إسرائيل" هي الحاجة الى بلورة موقف واضح ومصمم بالنسبة لتسلّح حزب الله والتهديد المتعاظم على الحدود الشمالية." ووصف مدير عام وزارة الخارجية المواجهة مع حماس بأنها "المسألة الأكثر إلحاحًا وحرجًا بالنسبة لـ"إسرائيل"." وبحسب قوله، فإنّ "التصدي الجيد لهذه المسألة، اذا ما تمّ بلا تنسيق وثيق مع الولايات المتحدة، فإنه مهمة تكاد تكون متعذرة".
وتناولت الرسالة أيضاً محاولات "إسرائيل" تحسين اتفاق نووي بين ايران والقوى العظمى قبيل 30 حزيران. فانتقد بن شطريت الطريقة التي ادار بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخلاف مع ادارة اوباما في الموضوع. مشدداً على أنّ "الجدال الصاخب الذي يجري مع البيت الابيض في المسألة الايرانية، فضلًا عن الاضرار الاخرى، يمس أيضًا بقدرة "إسرائيل" على اقناع الادارة بالحاجة الى تعديلات حيوية في الصيغة النهائية للاتفاق النووي المتبلور".
وأضاف أنّ المستوى المهني في الوزارة يعتقد بأنه في ضوء كل هذه المسائل، فإنّ التحدي الأهم امام حكومة "إسرائيل" هو ترميم العلاقات مع الولايات المتحدة. "نحن نرى أهمية كبيرة للغاية في اتخاذ خطوات تؤدي الى ترميم سريع للعلاقات الاسرائيلية – الامريكية منعًا للمس بالعديد من المصالح الاسرائيلية الحيوية في الساحة الدولية".
وفي السياق، نقلت هآرتس عن موظف كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية، قوله إنّ رسالة بن شطريت تأتي على خلفية احساس عسير وتقارير سلبية للغاية تصل الى مقر وزارة الخارجية من ممثليات "إسرائيل" المختلفة في ارجاء الولايات المتحدة. وعلى حد قوله، تأتي كل يوم رسائل من كبار المسؤولين في الجالية اليهودية ومن شخصيات مؤيدة لـ"إسرائيل" قلقة من خطورة الازمة ومن حقيقة ان التدهور لا يتوقف.
ولم يوضح بن شطريت في رسالته تمامًا ماذا يقصد بـ"خطوات تؤدي الى ترميم سريع" للعلاقات مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، فالكثيرون من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وفي المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وفي الادارة الامريكية يعتقدون بأنه في ضوء الوضع الناشئ مع البيت الابيض، فإنّ إحدى الخطوات اللازمة كسبيل لإنهاء الازمة هي تغيير السفير الاسرائيلي في واشنطن رون ديرمر، الذي يسانده نتنياهو حتى الآن حتى الآن، و يعتبر أحد مستشاريه الاكثر قربًا، ولا يفكر بتغييره.
أحد الاقتراحات الاخرى في الرسالة في كل ما يتعلق بترميم العلاقات مع الولايات المتحدة هو تعزيز الوحدات في وزارة الخارجية التي تعنى بعلاقات "إسرائيل" مع الجالية الافروامريكية ومع الجالية اللاتينية في الولايات المتحدة ومع العالم المسيحي بشكل عام، وذلك على حد قوله "في ضوء الاِضرار الشديد من جانب الإسلام المتطرف بالسكان المسيحيين في الشرق الاوسط وافريقيا."