«القاعدة» تتحضّر لإجتياح درعـا بدعمٍ أردني

«القاعدة» تتحضّر لإجتياح درعـا بدعمٍ أردني

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢ أبريل ٢٠١٥

سيطرت مجموعاتٍ من جماعة “جبهة النصرة” الذراع الرسمية لتنظيم “قاعدة الجهاد” الدولي، على معبر “نصيب” الحدودي بين الاردن وسوريا جنوب البلاد.

وتأتي سيطرت “النصرة” على هذا الموقع في وقتٍ يشهد ريف درعا نشاطاً وتمدداً عسكرياً لـ “القاعدة” تجلى بالسيطرة على مدينة “بصرى الشام” الاثرية في الريف الشرقي بمشاركة فصيلان يتماهيان مع فكر القاعدة. سقوط معبر “نصيب” بيد الجماعة الإرهابية، يفقد قوات الجيش السوري السيطرة على الحدود الأردنية – السورية، كون “القاعدة” باتت تُسيطر على جميع المعابر. كان آخرها السيطرة على معبر “الجمرك القديم” أواخر عام 2013، وعليه، فإن الحدود الأردنية – السورية باتت مسرحاً لعبور عناصر “القاعدة”.

ويرتبط الأردن وسوريا بمعبرين حدوديين هما “درعا – الرمثا” (الجمارك القديم سورياً) و”نصيب – جابر”، ويبعد الثاني عن الأول بكيلومترين فقط، وقد سيطرت “جبهة النصرة” على معبر درعا منذ أكثر من عام.

تعزيز تواجد “القاعدة” في مناطق جنوب سوريا على الحدود الأردنية، يندرج كما هو واضح ضمن مخطط إسرائيلي يعتبر الأردن جزءً منه. فـ “جبهة النصرة” المتواجدة في قرى خط الجولان دون أي إشتباك مع العدو الاسرائيلي والتسهيلات المقدمة هناك، تفتح الباب امام اسئلة عن الدور الاردني الموازي للدور الصهيوني في السماح للجماعة المتشدّدة بالانتشار على النقاط الحدودية.

وعلى ما يبدو من سياق الأحداث، فإن “النصرة” التي تخسر على جبهة مثلث أرياف القنيطرة – درعا – دمشق، تسعى للتعويض في جبهة الريف الشرقي عبر تعزيز قوتها وسيطرتها هناك. ويبدو، ان أمر عمليات صدر من غرف إدارة معارك “النصرة” داخل الأردن، خاصة غرفة “MOC” لتحريك قواتها نحو التمدد شرقاً بمؤازرة أردنية، وعليه، فإن التحليل المنطقي لمجرى الأحداث، يظهر نوايا “غزو” لـ “القاعدة” تُحضّر في منطقة شرق درعا من أجل خلط الأوراق في جنوب سوريا وإستبدال مناطق الخسارة في ريف درعا الشمالي الغربي بتلك التي في الشرق.

ويعتبر سعي “القاعدة” للسيطرة على مناطق الحدود الشرقية مع الأردن، يهدف إلى إيجاد منطقة حشد عسكري وقاعدة لها من أجل خلق خطٍ مؤازرٍ خلفي في حال صدر الأمر بالتقدم نحو كامل منطقة ريف درعا الشرقي، ولاحقاً التغلغل في درعا المدينة”.

الريبة من الدور الأردني مشروعة، خصوصاً يظل غض النظر عن توسّع القاعدة على حدود المملكة الهاشمة وسماح عمّان بهذا النشاط على الرغم من العداوة التاريخية بين الطرفين، وعلى ما يبدو، ثمة تظمينات وبوادر حسن نية وسلوك إن لم نقل إتفاقاً، حصلت عليه الأردن من “النصرة” او من يدعمها يقضي بتسهيل عملها على خواصر الأردن، وهذا يتجلى بتجاهل نشاطات القاعدة على حدودها لا بل دعمها.

الدور الأردني في ما جرى اليوم بدا مشبوهاً، خصوصاً لجهة أمر “عمّان” بإغلاق المعبر المسمى في جهتها “معبر جابر” أمام الحركة التجارية وإستبدال العناصر المدنية بأخرى عسكرية دون أي حركة تبعد “النصرة” عن المعبر، كون الجماعة مصنفة إرهابية وفق القوائم الأمريكية التي تسير الأردن عليها. وعليه، فإن المعبر المشار إليه، خصوصاً بعد سحب الموظفين المدنيين وإستبدالهم بعسكر، يتجه لان يكون “خط دعم” من الأردن لصالح النصرة عبر إدخال المقاتلين مثلما جرى ويجري على الحدود مع تركيا في إدلب وحلب مثلاً.

ميدانياً ذكرت شبكة سوريا مباشر أن مسلحي الجيش الحر (الجبهة الجنوبية) وجبهة النصرة هاجموا مخافر لقوات الجيش السوري المتمركزة عند المعبر صباح الأربعاء ضمن معركة أطلقوا عليها “يا لثارات المعتقلين”.

ونقلت الشبكة عن العضو في المكتب الإعلامي ميليشيات “للجيش الأول” التابع للجبهة الجنوبية ماهر العلي قوله إن الفصائل هاجمت المعبر من ثلاثة محاور، وإن عناصر النظام انسحبت إلى محافظة السويداء عبر الطريق الحربي.

بدوره ذكر المرصد السوري المعارض امس الأربعاء أن “اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات المعارضة والقوات السورية قرب نصيب بعدما طوقت قوات المعارضة منطقة المعبر، وأضاف أن المنطقة تعرضت أمس الثلاثاء لقصف عنيف من جانب سلاح الجو السوري”.

وكان الأردن قد أعلن إغلاق معبر جابر (نصيب) في وجه حركة المسافرين والبضائع، واصفا الخطوة بالمؤقتة بسبب اشتداد المعارك في بلدة نصيب بمحافظة درعا (جنوبي سوريا).

وأوضح وزير الداخلية الأردني حسين المجالي في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية (بترا) أن إغلاق الحدود “يأتي كإجراء احترازي للحفاظ على أرواح وسلامة المسافرين، نظرا لأحداث العنف التي يشهدها الجانب الآخر من الحدود”.

سوريا ردت على التصريح. وكالة “سانا” نقلت في وقت سابق عن مصدر بوزارة الخارجية قوله إن السلطات الأردنية أغلقت معبر نصيب الحدودي الرئيسي بين البلدين اليوم الأربعاء بعد أن تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات في المنطقة بين قوات الحكومة السورية والمعارضة المسلحة.

وحمل المصدر السلطات الأردنية مسؤولية تعطيل حركة مرور الشاحنات والركاب وما يترتب على ذلك اقتصاديا واجتماعيا.