مخاوف «الجبهة الداخلية» في إسرائيل: «داعش» بين بدو الأردن.. وصواريخ «حزب الله»

مخاوف «الجبهة الداخلية» في إسرائيل: «داعش» بين بدو الأردن.. وصواريخ «حزب الله»

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١ أبريل ٢٠١٥

بعد أن سعت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لأن تغرس في الأذهان أن الخطر المقبل الأساسي هو مع «حزب الله»، أعلن قائد الجبهة الداخلية المنصرف الجنرال إيال آيزنبرغ أن «الجبهة الداخلية الإسرائيلية بانتظار اختبارات قاسية ومركبة في المستقبل».
وأشار آيزنبرغ إلى أن السيناريو، الذي تعتمده قيادة الجبهة الداخلية في تدريباتها على الحرب المقبلة، يرتكز إلى فرضية التعرض لمئات، بل آلاف الصواريخ يومياً. ومن جهة أخرى، تبدي إسرائيل قلقاً متزايداً من احتمال تغلغل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش» في الأردن بعد ظهور إشارات حول انتشار نفوذه في صفوف القبائل البدوية في جنوب الأردن.
وقال آيزنبرغ، الذي ينهي هذه الأيام ولايته بعد أربع سنوات في قيادة الجبهة الداخلية ليحل مكانه الجنرال يوئيل ستروك، أنه ينبغي على الإسرائيليين أن يكونوا على استعداد لمواجهة تحديات المستقبل. وحسب سيناريوهات قيادة الجبهة الداخلية فإنه في أثناء هجوم مستقبلي سيقع مع «حزب الله»، يتوقع أن تسقط على إسرائيل مئات وربما آلاف الصواريخ يومياً.
وأكد آيزنبرغ أن «إطلاقات بهذه الكثافة ستقود إلى المساس بالمدنيين. وحسب تقديرات قيادة الجبهة الداخلية، فإن مئات من الأشخاص قد يسقطون قتلى في هجوم كهذا، لكننا نعتقد أن بالوسع تقليص هذه الأعداد عن طريق التصرف السليم من جانب المدنيين».
وحسب تقديرات القائد المنصرف لقيادة الجبهة الداخلية فإنه ينبغي الاستعداد لاحتمال التعرض لهجوم صاروخي شامل، يشهد سقوط ما بين ألف إلى 1500 صاروخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية يومياً. ومع ذلك، وحسب معطيات قيادة الجبهة الداخلية، فإن 27 في المئة من الإسرائيليين لا يملكون أي نوع من الحماية. وحول ذلك يقول آيزنبرغ إن «هذه الحماية، التي نعتبرها وكأنها كل شيء، ليست بذاتها عاملاً كافياً. إذ ينبغي أن نرى المكونات الأخرى كعوامل لإنقاذ الأرواح، وهذا يبدأ من بيت الدرج الذي يعتبر أهم منطقة محمية. ويرد على السؤال: هل سيكون الوضع صعباً في المواجهة المقبلة مع حزب الله؟ بنعم. أما هل سنتغلب على الهجمة؟ فيقول: بشكل قاطع، لا مفر أمامنا».
وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن قيادة الجبهة الداخلية شرعت بإطلاع السلطات المحلية في شمال إسرائيل بالسيناريوهات هذه، وكذلك بالأخطار التي قد تنشأ في حال هجوم محتمل من «حزب الله». وقدرت قيادة الجبهة الداخلية «مثلا الإطلاقات على كريات بياليك بأنها ستكون سقوط عشرات الصواريخ في أيام الحرب المتوسطة، وسيتم إخلاء مئات المستوطنين، وسيقع عدد من القتلى وعشرات المصابين بجروح متوسطة وبليغة ومئات السكان ممن يعانون من نوبات خوف».
وفي إطار المخاطر التي يستعد لها رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت خطر «ديناميكية التصعيد» في الجبهة الشمالية. ويذكر خبراء عسكريون أنه في نهاية العام 2014 ومطلع العام الحالي، قرر الإيرانيون و «حزب الله» والسوريون عدم استعدادهم لضبط أنفسهم بعد الآن في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على قوافل الأسلحة أو اغتيال شخصيات. وهي تنظر بجدية إلى ما أعلنه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عن قواعد جديدة للعبة.
ومن جهة أخرى، تتزايد المخاوف في إسرائيل من تنامي قوة «داعش» في جنوب الأردن، على بعد بضع عشرات الكيلومترات من وادي عربة. وقالت مصادر في قيادة الجبهة الجنوبية الإسرائيلية إن «داعش» بدأ في حشد التأييد له في صفوف قبائل بدوية في الأردن. وهناك خوف من أن مظاهر التأييد للتنظيم التي تتجلى حالياً في مسيرات علنية مؤيدة، يشارك فيها مواطنون أردنيون يمكن أن تنتقل بسرعة إلى إنشاء خلايا إرهابية يمكن أن تستغل الحدود المفتوحة وتتسلل إلى إسرائيل لتنفيذ عمليات.
وتتعاظم الخشية جراء عدم وجود جدار أمني ذكي على طول الحدود مع الأردن في منطقة إيلات، والفقر في الموارد والقوى البشرية الذي تعاني منه «كتائب لواء عربة». فقط في الشهر الماضي تم الإعلان عن تسلل سبعة أشخاص في تلك المنطقة إلى إسرائيل، ولم يعثر عليهم حتى الآن.
ومعروف أن الأردن يعاني في العامين الأخيرين من موجات اللاجئين جراء الحرب السورية، كما أن أجهزة الأمن الأردنية تواجه محاولات تسلل عبر الحدود مع سوريا من جانب قوى مثل «داعش» و «جبهة النصرة». وتؤكد مصادر استخباراتية إسرائيلية وجود تجمعات متزايدة مؤيدة لـ «داعش» في محيط معان، رغم عدم وجود معلومات حول خلايا إرهابية.