السعودية تواصل الحرب..وإيران تقترح حلاً..الأمم المتحدة تحذر من "انهيار" اليمن

السعودية تواصل الحرب..وإيران تقترح حلاً..الأمم المتحدة تحذر من "انهيار" اليمن

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٣١ مارس ٢٠١٥

ارتفعت وتيرة التصريحات السياسية في اليوم السادس للحرب على اليمن، والرسائل المتبادلة بين طهران والرياض، من دون أن تحجب فظاعة ما أنجزته "عاصفة الحزم" العربية حتى الآن، التي كانت غاراتها منذ ليل أمس، الأكثر كثافة منذ انطلاق الحملة العسكرية، حاصدة المزيد من الأرواح، ولكنها تثير أيضاً تساؤلات حول أسباب هذا التكثيف، الذي قد يكون استباقاً لأي طرح جدي للحل.
هذا الطرح، الذي لم يأت بعد، قد تسرعه بدء الصرخات التي تحذر من وضع إنساني" كارثي" قد يصيب اليمن، وأولها تحذير أممي من أن اليمن أصبح على شفا انهيار، بالرغم من أن التطورات الخطيرة التي أصابت هذا البلد تبقى، إلى حد الآن، مفتوحة على جميع الاحتمالات، ومنها التصعيد، جراء استفادة الدول المشاركة في "التحالف" ضد اليمن من جرعة الدعم الكبيرة التي حصدتها خلال قمة شرم الشيخ، والتواطؤ الأميركي.
وفي مؤشر على خطورة الوضع الإنساني في اليمن، الذي يعاني أصلاً من فقر مدقع، أعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان رعد بن زيد بن الحسين اليوم الثلاثاء عن خشيته من حدوث "انهيار كامل" لليمن، مشيراً إلى وضع "مثير لأقصى درجات القلق مع عشرات المدنيين القتلى في الأيام الأخيرة". وأضاف "يبدو أن البلد على حافة الانهيار الكامل".
وأعرب المسؤول الاممي عن "صدمته" اثر غارة أمس على مخيم المزرق للنازحين شمال غربي البلاد، أسفرت عن مقتل 40 شخصا على الأقل وإصابة 200 آخرين.
وفي اليوم السادس للحرب "العربية" على اليمن، لم تخرج السعودية عن موقفها من "مواصلة" الحرب حتى "استقرار" اليمن، بالرغم من إصرار وزير خارجيتها سعود الفيصل على أن بلاده "ليست من دعاة الحرب، ولكن إذا قرعت طبول الحرب، فنحن جاهزون لها"، متهماً "الحوثيين و(الرئيس اليمني السابق علي عبد الله) صالح بتهديد أمن اليمن بدعم من إيران".
وقال الفيصل في كلمة نشرها الحساب الرسمي لمجلس الشورى السعودي على موقع التواصل الإجتماعي"تويتر"، إن "ميليشيا الحوثي وصالح، وبدعم إيران، أبت إلا أن تعبث باليمن وتعيد خلط الأوراق".
وأضاف إن "المملكة ليست من دعاة الحرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها".
ولاحقاً، طالب الفيصل في اجتماع مجلس الوزراء، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، الدول الكبرى بالسعي أولاً إلى "تحقيق التوافق بين إيران والدول العربية"، بدلاً من "الالتفاف على مصالح دول المنطقة لإغراء إيران بمكاسب لا يمكن أن تجنيها إلا إذا تعاونت مع دول المنطقة".
إيران، من جهتها، اعتبرت أن ما يجري ضد اليمن "خطأ استراتيجي"، داعية إلى "حل سياسي والوقف الفوري للعمليات العسكرية"، ومحذرة من أن "نيران الحرب ستدفع كل المنطقة إلى اللعب بالنار".
وذهبت طهران أبعد من ذلك، إذ كشف مساعد وزير خارجيتها، حسين أمير عبد اللهيان، من الكويت حيث حضر مؤتمر المانحين الثالث للنازحين السوريين، عن مقترح إيراني لحل الأزمة "تحاول" بلاده التواصل مع الرياض من أجله، داعياً "كافة الأطراف المتناحرة للعودة إلى الهدوء السلمي"، وواصفاً ما يجري في اليمن بأنه "اعتداء خارجي على هذه الدولة".
في الوقت ذاته، كشفت طهران أيضاً أنها أرسلت اليوم مساعدة إنسانية لليمن هي الأولى منذ بدء الحملة العسكرية.
وقال مدير الهلال الأحمر الإيراني ناصر جرخ ساز إن "شحنة تضم 19 طنا من الأدوية والأجهزة الصحية والمواد الحيوية وطنين من الغذاء".
وأشار التلفزيون التلفزيون الإيراني إلى أن الشحنة "أرسلت جواً"، لكن دون الإشارة إلى أي من المدن اليمنية وصلت.
وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، من جهته، لم يخف الحماسة التي يبديها معسكر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بتكثيف الحملة العسكرية السعودية على اليمن، مهولاً مجدداً بمطالبته بتدخل بري عربي بـ"أسرع ما يمكن"، ومؤكداً حصول فريق هادي على "رد إيجابي" بهذا الشأن.
وكشف ياسين أيضاً، في حديث لقناة "الحدث" التابعة لقناة "العربية"، أن هادي "سيقدم رسمياً خلال أيام طلباً بانضمام اليمن إلى دول مجلس التعاون الخليجي".
وقال وزير الخارجية اليمني إن "طلب انضمامنا إلى مجلس التعاون الخليجي هو لمواجهة التمدد الإيراني".
وكرر ياسين اتهامه إيران بإرسال مستشارين عسكريين لها إلى اليمن، حتى أنه قال إن "قاسم سليماني موجود فعليا في اليمن".
وفي الوضع الميداني، لم توفر الطائرات "العربية" بقيادة سعودية اليوم أي محافظة في اليمن من صواريخها، بالرغم من أن الضربات الجوية تكثفت بشكل رئيسي على صنعاء، وعلى مطارها، كما استهدفت محطات وقود وقافلات لنقل الغاز في منطقة يريم في محافظة إب، وتحديداً مناطق آهلة بالسكان، ما أدى سقوط 10 أشخاص وأكثر من 30 جريحاً، بالإضافة إلى شن غارات على محافظات شبوة والضالع.
وفي صنعاء، قال احد السكان "لقد شهدنا الغارات الأعنف"، مضيفاً "سمع دوي إنفجارات قوية طوال الليل. لم يغمض لنا جفن".
وفي شبوة الجنوبية، قتل أربعة مدنيين خلال الليل في هجوم طائرة من دون طيار أخطأت هدفها، بحسب ما ذكر مصدر عسكري.
وشهدت الحدود بين السعودية واليمن تبادلاً كثيفاً لإطلاق نيران المدفعية والصواريخ على أكثر من محور، لا سيما من منطقتي شدا والحصامة في محافظة صعدة  معقل الحوثيين، وقرب مدينة حرض في محافظة حجة المجاورة.
وقال سكان، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز"، إن طوافات عسكرية سعودية حلقت في سماء المنطقة، واصفين القتال بأنه "الأشرس" منذ بدأت الغارات الجوية. لكن قيادياً في جماعة "أنصار الله" أكد لقناة "الميادين" أنه لم يتم "بعد" الرد من الجانب اليمني على القصف السعودي على المناطق الحدودية.
ولكن شدة الضربات الجوية يبدو أنها لم تحقق حتى الآن الكثير من المكاسب على الأرض، في ظل تصميم الحوثيين على التقدم باتجاه عدن، التي شهدت مشارفها معارك عنيفة ليل أمس، فيما ذكرت وكالة "رويترز" اليوم أن الحوثيين تمكنوا من دخول قاعدة عسكرية مهمة  في محافظة تعز تطل على باب المندب، في تطور بالغ الأهمية.
وفي الشأن الإنساني أيضاً، أعلنت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" أنها لم تحصل على ضمانات أمنية ضرورية كي تحط طائرة محملة بالمواد الطبية في اليمن، وذلك بعد مقتل موظف في "الهلال الأحمر اليمني" أمس.
وأوضحت اللجنة ومقرها في جنيف، في بيان ، أن شحنة من المواد الطبية للجنة الدولية للصليب الاحمر تكفي لمعالجة 700 إلى ألف شخص يفترض أن تصل بالطائرة الثلاثاء لتوزيعها على المستشفيات في سائر إرجاء البلاد" بغية أن تتمكن من معالجة الجرحى".
لكنها عبرت عن أسفها "لان الجهود للتفاوض بشأن وصول الطائرة بكل آمان لم تتكلل بالنجاح حتى الآن".
وقال مسؤول اللجنة في اليمن سيدريك شفايزر إن "هناك جرحى في كل البلاد. وشنت ضربات جوية في الشمال والغرب والجنوب، كما وقعت مواجهات بين الفصائل المسلحة في الوسط والجنوب، ما جعل الأجهزة الطبية المضعفة أصلا في موقع صعب".