التحالف على اليمن.. طليعة «جيش الجهاد» العالمي

التحالف على اليمن.. طليعة «جيش الجهاد» العالمي

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٣١ مارس ٢٠١٥

منذ فترة ليست ببعيدة، وعندما كنت أقرأ في كتاب محمد حسنين هيكل عن حرب الخليج، لفت نظري حادثة رواها عن عرضٍ تقدّم به أسامة بن لادن الى الملك فهد حينها، وهو أن يقود جيشًا جهاديًا دوليًا وعلى رأسه القاعدة لمواجهة صدام حسين في العراق نفسه، وأنه على استعدادٍ لإسقاط نظامه وإجباره على الانسحاب من الكويت خلال فترة قصيرة.
طبعًا هذا الكلام نفسه قرأت شيئًا قريبًا منه في المراجع الموثقة للصحافة الأوروبية وعلى رأسها ديرشبيغل الألمانية، ومرّ ضمن سياق مقابلة أجرتها البي بي سي مع بندر بن سلطان الذي ذكرها ضمن إطار تفاخره الأعمى بأنه وراء صناعة التحالف الغربي ضد صدام. في العمق، ما لفت نظري بعدها هو تصريح بندر نفسه بعد فشل إسقاط النظام السوري عن طريق موجة الربيع العربي لقناة السي أن أن، وضمن حديثه عن مواجهته مع بوتين في موسكو حيث قال: "إنّ هناك جيش جهادي يتجاوز المليون مقاتل ويمتد من الشيشان ودول الطوق الإسلامي حول روسيا الى الصين، ليصل الى منطقة الشرق الاوسط على استعداد لمواجهة الحلف الداعم لسورية إن لم يتركوا دعم النظام السوري. وطبعًا كلنا نعلم رد بوتين حينها.
في الحقيقة، ما أعاد الذاكرة النشطة للموضوع هو اهتزاز سعود الفيصل في شرم الشيخ حين إلقاء كلمة بوتين، أو بالأحرى كلمة الحلف في مؤتمر القمة العربية، حيث كانت سورية حاضرة في هذه الكلمة، مما استدعى رد سعودي فوري مفضوح وانفعالي كشف بغباءٍ منقطع النظير المخطط السعودي وما هدفه من السعي للمشاركة بإنشاء قوةٍ عسكرية عربية، والذي تبيّن أنّ العنوان ما هو إلّا غطاء لجيش الجهادية الدولية التي سيتم استخدامها فعلًا ولكن تحت مسمى محاربة الإرهاب بقوة الاعتدال ولكن لمواجهة إيران أو سورية بالتحديد، وبعدها تيار المقاومة لتدميرها مما يجعل الشرق الأوسط خاليًا من سلاح المقاومة الشامل.
نعم، إنّ العنوان هو اليمن، ولكن في الواقع الهدف هو سورية التي استطاعت أن توقف المخطط وتضعه في عنق الزجاجة، والتي استطاعت أيضًا أن تخرج ألاعيب الغرف السوداء الدولية الى المواجهة المفضوحة، وتربك كل العناوين التي أصبحت تبحث عن الشرعية لتحركاتها وخاصةً بعد أن خرج الكثير من الأمور عن السيطرة، وأصبح عنوان الحروب الطائفية المقدسة والدينية وغيرها يسري كالنار في الهشيم عند الكثير من التائهين في أوروبا وأمريكا والعالم الغربي ككل، مما سيجعل المشغلين يقعون تحت المساءلة الحقيقية والتي ستطيح برؤوس مخططة تمتد من لانغلي (السي آي إيه)، لتصل الى البريطانية والفرنسية، ولتمتد الى المخابرات التركية والباكستانية والسعودية.. وآخرها قطعان الخليج وغيرها... وطبعًا لا ننسى التوأمة مع الموساد وشركائه.
أيها السادة، إننا لا نبالغ في ذلك ولا ندخل في نظرية المؤامرة بطريقه هوليوودية.. إننا نتكلم عن الواقع وبشكلٍ موثّق، لهذا سأقوم بكتابة مقالٍ لاحقٍ غدًا عن العلاقة بين المخابرات الأمريكية والباكستانية والتركية والسعودية والإسرائيلية، في توجيه الجهادية الدولية نحو سورية، والتي تعتبر نواةً حقيقية لكل الألوية الثورية الإسلامية من نصرة وغيرها.. إنه الدم السوري الذي هزم ظلام السيف وعالمه السفلي.