جيش من «الجِهاديين» لإجيتاح اليمن، بوكالة سعوديّـة!

جيش من «الجِهاديين» لإجيتاح اليمن، بوكالة سعوديّـة!

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٣٠ مارس ٢٠١٥

“عندما إتحد العرب قصفوا اليمن”، مقولة صريحة هي التوصيف الأدق للحالة العربية اليوم، بعد ان كاد العرب يفقدون الأمل في أي وحدة بينهم.

عادت قمم “الغنم” مختلفة من حيث الشكل والمضمون عن القمم الماضية التي كان الملل وصفها الأبرز. أراد العرب تغيير واقع حالهم بعد ان غادر من غادر من زعماء، وذهب مع “القذافي” اسلوب المرح الذي كان يُغيّر شيئاً من مجرى سيرها. إختار العرب بوابة اليمن التي أعلنوا عدوانهم عليها، العدوان المملوك سعودياً بالحقوق الحصرية كافة، موزعة الوكالات على سائر أتباعها في الخليج وصولاً إلى السودان ومصر والأردن والمغرب في أقصى افريقيا. دخلوا قمتهم التي ولاول مرّة منذ عقود، حظيت بإهتمام بسبب المواقف “الشجاعة” التي إتخذت.

تذكروا اليوم بعد 21 عاماً على الوحدة، اليمن الذي كان منسياً طوال هذه المدة خصوصاً من “مجلس التعاون” الذي إعتبره عبء إقتصادي عليه، فبدل ذرّ الأموال، ذرّوا علينا صواريخ “حزمهم”. أربعة أيام من العدوان الهجمي والعرب يضحكون على أشلاء أبناء اليمن الذين ما ذاقوا من السعودية والخلجان إلا طعم الموت منذ عقود!.

الحقد السعودي على اليمن عمره من عمر الجزيرة العربية وقبائلها، فالمملكة التي لم تتوانى يوماً عن دعم كل حركة تمرّد عسكرية تهدف إلى النيل من وحدة القبائل والنسيج الاجتماعي وصولاً للحكومة. بعد الحروب الخمس التي أرجعت اليمن إلى الوراء وأبقته في قائمة الدول الغير صالحة للحياة، أتت الحرب السادسة إنتقامية أكثر، تلتها السابعة بعنفٍ أكبر هذه المرة، بعد ان إنتفض اليمنيون يريدون الحياة حقاً لهم في وطنهم، ويريدون الثورة للخروج من كنف التابعية السعودية لبناء مؤسسات دولتهم المنهارة اساساً تحت وصاية آل سعود، فإنبرى الخلجان لحربنا لمنعنا من حقنا في صمتٍ دولي ليس وليد اللحظة بل يمتد عمره من عمر اليمن ايضاً!.

بدأت الحرب إذاً، وأدخل فيها الجيش اليمني على قائمة الذبح السعودية بعد جيوش العراق، ليبيا، سوريا، ومصر، ليكون الجيش اليمني خامساً في قائمة الاغتيال العسكري وتعرية البلاد. الذريعة، الحوثيون، المتهمون بالارتماء في حضن إيران. حقاً لهم هذا إن فعلوا بعد ان ذاقوا الأمريّن، هم، واليمنيون كلهم من حكم آل سعود في الرياض ومن التابعية التي لم تجلب علينا سوى الفقر من الحكّام الذين لم يستبسلوا إلى بسرقة أموال وثروات اليمن، لا بل شنّ الحروب بالوكالة على أبنائه.

لم يكن يوماً تاريخ السعودية مشرفاً في “يمننا”، لم يكن يوماً تاريخاً يسير على مبدأ الجار للجار، فكان قلب الانظمة الشرعية وإحتلال القرى ووضع صنعاء تحت “الأبط” هدفاً إستراتيجياً لعائلة آل سعود في شبه الجزيرة ولا يزال، تغيّرت الأشكال، لكن المباديء عندهم لم تتبدّل يوماً، ويوم كفر اليمنيون بحالهم وإنبرى بضهم للارتماء في حضن طهران، تذكّر السعوديون والعرب معهم اليمن، فهبّوا لانقاذ “شرعيته” التي إستباحوها طوال عقود، وإستبحوها اليوم مع “الجواد الهرم”، “هادي، منتهي الصلاحية والقيم، المستقيل من مهامه ومن وطنيته التي باعها في “سوق عكاظ” قابضاً ثمنها بالدراهم!.

الحال اليوم واضح، فالحوثيون ذريعة للانتقام من اليمن وجيشه، وهم ايضاً، ذريعة من أجل إنهاء وجود الجيش اليمني وتكرار سيناريو الدول آنفة الذكر، فالسعودية وبشكلٍ بات واضحاً تسعى إلى تدمير مقومات الجيش اليمني بغاراتها المركزة عليه حصراً. من صنعاء حتى آخر نقطة من شمال شرق اليمن تستبيح مقاتلات الـ “اف 15″ سماء البلاد مطلقةً حممها على مراكز ومواقع وثكنات ونقاط الجيش اليمني، وصولاً إلى القواعد العسكرية والمطارات، مع حشد أبناء بعض العشائر من أجل الهجوم على قواعد عسكرية في الشرق والجنوب ودعمها جوياً، فماذا تريد السعودية يـا أهل الخير؟.

بشكلٍ واضح، إتخذ القرار، قرار تدمير الجيش اليمني كما الجيوش العربية سواه، فاتحين الباب أمام إدخال شراذم القاعدة لتحتل الأرض وتستبيح اليمن بعد ان ينفرط عقد الأمن بتدمير الجيش وتشتيته. هنا، تجدر الاشارة إلى الدور الخفي للقاعدة في مناطق السيطرة في الشرق وبعض أجزاء الجنوب، الاشارة لدورها الحالي في الصراع، فهي تستغل الضربات على أكمل وجه وتهاجم قواعد الجيش العسكرية تحت اسماء القبائل، بعض القبائل.

هنا، اليس بالجدير سؤال السعودية عن مكامن الخطر المتمثّلة بـ “القاعدة” التي بدأت افرع منها تُايع “داعش”؟ اليست اليمن على حدود السعودية؟، وهؤلاء يشكلون خطراً على السعودية أكثر من الحوثيين الذين كانوا في الأمس القريب ينسقون أمنياً مع الرياض؟ هنا، اليس من الحق السؤال عن الدور الملعوب حالياً من القاعدة حول إستغلالها الضربات وتجاهل “طائرات الحزم”، حركة وإنتشار عناصر “القاعدة” المرصودة اسفلهم؟

الدور الخفي والأهداف الحقيقة بدأت تظهر، إنها حرب ليست على الحوثيين، بل على الجيش والشعب اليمنيين، حرب من أجل إنهاء الجيش وإحلال مرتزقة القاعدة بدلاً منه من أجل ضرب المجتمع اليمني وتفتيته وتحويله ربما إلى سوريا 2، حرب من أجل إدخال قوافل المجاهدين تحت ذريعة “النفوذ الايراني” وشلّ قدرات اليمن أكثر مما هي مشلولة.

محمود حامد منصّر – الحدث نيوز