الغزو السعودي لليمن والصراع على النفوذ داخل آل سعود

الغزو السعودي لليمن والصراع على النفوذ داخل آل سعود

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٣٠ مارس ٢٠١٥

بعد خمس  سنوات من شن السعودية حربا شاملة على حركة أنصار الله في صعدة  سيطرت الحركة  على القسم الأكبر من اليمن من الشمال حتى الجنوب في عدن ، وأصبح الحوثيون   القوة الاولى النافذة في اليمن. وبعد هذه السنوات الخمس تعود العائلة السعودية الحاكمة الى شن حرب  جديدة على اليمن تحت ذريعة اعادة الشرعية المتمثلة بالرئيس المستقيل عبد ربه هادي بينما تشير معطيات عديدة الى صراع على النفوذ داخل العائلة السعودية الحاكمة شكل السبب الأساس في هذه المغامرة السعودية المفتوحة على كل الاحتمالات الخاسرة.

في حرب السعودية الخاسرة  قبل خمس سنوات ضد اليمن اتخذ خالد بن سلطان الذي كان يومها نائبا لوالده وزير الدفاع  سلطان بن عبد العزيز اتخذ قرار الحرب على اليمن في صراع آل سلطان  للبقاء في وزارة الدفاع وفي تلك الفترة لم يرسل الملك عبدالله اي جندي من الحرس الوطني الى الجبهة التي لم يزرها الا بعد ثلاثة اشهر من اندلاع الحرب،  وأدت حرب اليمن الى خروج خالد بن سلطان من منصبه في وزارة الدفاع. وفي وقتنا هذا  اتخذ الملك سلمان قرار الحرب على اليمن في خضم معركته لإنهاء الحرس الوطني القوة العسكرية الثانية في  البلاد  والتي يقودها ابن أخيه متعب بن عبدالله.

مصادر مطلعة على خلافات العائلة السعودية الحاكمة تشير الى عملية اعادة ترتيب للنفوذ والقوى داخل آل سعود يقوم بها سلمان بن عبد العزيز وتهدف الى إنهاء الحرس الوطني ودمجه مع الجيش السعودي وبالتالي الحد من نفوذ متعب بن عبدالله ان لم يكن نهاية هذا النفوذ ما يزيل عقبة تقف في وجه محمد بن سلمان في صراعه مع متعب بن عبدالله ومحمد بن نايف على وراثة الجيل الثاني للعرش السعودي، وتشير المصادر نفسها ان الحرب على اليمن ستعزز من نفوذ ال سلمان على الجيش السعودي كما وستخلق مناخا مناسبا لفرض سيطرة الجيش الخاضع لنفوذ وزير الدفاع محمد بن سلمان على الحرس الوطني وذوبان الأخير  داخل مؤسسة  الجيش في جانب ثان من معادلة الصراع داخل العائلة السعودية الحاكمة.

 تشكل الحرب على اليمن الباب لتعزيز نفوذ محمد بن سلمان على الوضع الداخلي السعودي وبالتالي التدخل في صلاحيات محمد بن نايف الذي عين ولي عهد لولي العهد مقرن بن عبد العزيز بسبب خبرته بملف الإرهاب الذي تعتبره واشنطن أولويتها وتخوض ضده حربا دولية عبر التحالف الدولي  لمحاربة داعش. وكان موقع المنار قد تحدث عبر تقرير بتاريخ  ٢٧ كانون اول الماضي  تحت عنوان ( تسابق بين الحالمين بوراثة العرش السعودي للقاء أوباما)  عن صراع النفوذ بين متعب بن عبدالله ومحمد بن نايف وتسابق الرجلين الى واشنطن لكسب رضاها قبل فترة قصيرة من اعلان وفاة الملك عبدالله وقد انتهى السباق الى قرار واشنطن باعتماد محمد بن نايف حليفا في الجيل الثاني من ال سعود  عبر تعيينه ولي عهد لولي العهد ، وتقول المصادر ان من شأن اعلان الحرب على اليمن من قبل السعودية وإطالة مدة هذه الحرب تعزيز نفوذ الجيش في الشأن الداخلي السعودي على حساب قوات وزارة الداخلية التي يقودها محمد بن نايف، وقد يصل الامر بالملك سلمان بذريعة الحرب الى اعلان حالة الطورىء وإنزال الجيش إلى المدن في حركة تلغي سيطرة الداخلية على الوضع الداخلي وتضيف المصادر العليمة بشؤون العائلة السعودية الحاكمة ان الحرب على اليمن ستكون سببا لتراجع ملف الحرب على الإرهاب داخل السعودية لمصلحة ملف جديد هو التهديد الخارجي الآتي من اليمن الذي يحكمه الحوثيون وبذريعة هذا الخطر الخارجي الآتي من اليمن سوف يعمل سلمان بن عبد العزيز على تعزيز نفوذه داخل المؤسسة السلفية السعودية التي تمر علاقتها بالأمير محمد بن نايف بحالة من العداء والحذر بسبب تولي الأخير مهمة الحرب على الإرهاب داخل السعودية وبالتالي الحصول على تأييد المؤسسة السلفية لمحمد بن سلمان .

ومن شان اعلان سلمان الحرب على اليمن اعادة رسم خريطة النفوذ العائلي في المحافظات الحدودية خصوصا ذات الأغلبية الإسماعيلية. وكان عبد الله بن عبد العزيز قد أجرى تغييرات في تلك المناطق بعد حرب صعدة السادسة التي شاركت فيها السعودية وأتت هذه التغييرات على ما تبقى من نفوذ آل فهد حلفاء آل سلطان  في  صراع النفوذ داخل آل سعود في المملكة عبر عزل محمد بن فهد من إمارة المنطقة الشرقية .