دبلوماسي عربي: التسعيرة لبرميل الدم لا لبرميل النفط والعرب يحققون نبوءة غونداليزا رايس

دبلوماسي عربي: التسعيرة لبرميل الدم لا لبرميل النفط والعرب يحققون نبوءة غونداليزا رايس

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٩ مارس ٢٠١٥

مفيد سرحال

لم تكن غونداليزا رايس مجرد عرافة دبلوماسية بقدر ما هي قارئة في كف «الايباك» والمنظمات اليهودية التي تعد الخطط وتدبر الوجبات التآمرية لموائد البنتاغون واروقة الاستخبارات العالمية. كما لا تضرب المندل السياسي بقدر ما تضرب على ظهر التاريخ ليتقيأ كل تلك الحقب السوداء من السوس وداحس والغبراء الى كل السوس الظلامي الجاهلي الذي ينخر جذع الامة. لقد تحدثت كونداليزا رايس عن «الفوضى الخلاقة» وجديد الشرق الاوسط فظن كثيرون ان تهويماتها عبث بالعقول لا بعثرة للجغرافيا والحقول، لتعيد هندسة المنطقة بانياب الوحش المذهبي المنفلت من حجور البربرية والتخلف لولادة عصر جديد واسلام جديد يقتات من الفتاوى لا من النص القرآني، من الغرائز والغايات لا من روح الآيات البينات واذا كانت نكبات العرب متناسلة بدأت في العام 48 مع غزوة الصهاينة لفلسطين مرورا «بالنكسة النكبة عام 1967 الى الغزو العراقي للكويت عام 1990 وصولا الى الغزو الاميركي للعراق عام 2003. فان اخطر نكبات العرب وافظع الحقب في تاريخهم هذه الحقبة الحبلى بهذا الكم الهائل من الحقد المذهبي والصراع على النفوذ الاقليمي ويبدو ان اليمن عبر باب المندب الذي اقترب منه الحوثيون بعد السيطرة على مدينة تعز الاستراتيجية سيكون الباب الذي سيجلب الويل العظيم على ما تبقى من امة..
مصدر دبلوماسي قال: يبدو ان نبوءة غونداليزا رايس ستصدق والهجمة الخليجية ومعها مصر وباكستان على الحوثيين هو اقتراب من الانفجار المذهبي الكبير في المنطقة وملامسة ساخنة للعباءة الايرانية التي لن ترضي طهران ان تحترق حواشيها وتشوه كمظلة لقوى صديقة وحليفة اعطتها بعدا استراتيجيا وافسحت في المجال حيويا لحضور ايراني وازن في المنطقة دفع الاميركيين والغرب للتفاوض معها بناء لهذا الحضور المادي والمعنوي في العديد من مفاصل المنطقة.
ويتابع المصدر: ان الاندفاعة الخليجية ومعها بعض الدول وبينها مصر وباكستان ستؤسس اذا ما اوغلت في الجرح اليمني الى صدام مباشر مع الجمهورية الاسلامية في ايران لطالما حاذره الايرانيون بنفس طويل وكأن ما يجري تكتل اشبه بحالة صدام حسية في صراعه مع الايرانيين ولكن هذه المرة بوجه مذهبي فاقع لن تخفيه الاقنعة والقفازات وهذا ما سيفتح باب «الندب على مصراعيه في اكثر من منطقة وساحة.
ويتساءل المصدر: من يكفل ان تبقى البحرين ثورة سلمية وتتصل نجران والمنطقة الشرقية بالعراق كمدد مذهبي عندها ستدخل النار الى كل دار «عاصفة الحزم» التي اعلنت الجامعة العربية دعمها وتغطيتها ستجعل من المناطق ذات الصبغة المذهبية في طول العالم العربي وعرضه احزمة ناسفة تفجر ما تبقى من دول وكيانات ووصف المصدر ما يجري بانه منعطف تاريخي خطير وحدث نوعي يشكل القفز فوقه او مقاربته بخفة ذهاب طوعي الى مقاصد ومرامي «رايس» والعقل الصهيوني القابع في المكاتب الرئيسية لمراكز القرار في العالم سواء عن قصد او غير قصد. بالمحصلة هذا بلاء كبير واذا لم يتم استيعاب وفرملة الاندفاعة السعودية فان الحريق ستتسع رقعته ولبنان لن يكون بعيداً عن اللعب المكشوف لآخر الاوراق في المنطقة برمتها تحت ظلال التباين السعودي - الاميركي والتقارب الايراني - الاميركي ستسفك دماء وتتغير خرائط وتزول دول عن الخارطة في وقت المطلوب وقف اللعب على حافة الهاوية لأنها ستبتلع الجميع على السواء.
ويختم المصدر: الآن نحن وسط الترجمة الفعلية لمقولة رايس التي تفتق رأسها عن خارطة سترسم بدم الحوثيين والعراقيين من قبلهم والسوريين من بعده وبدلا من تسعير برميل النفط الجهد منصب الآن لتسعير برميل الدم من اليمن السعيد الى الوطن العربي التعيس...