8 آذار: محور المقاومة اللاعب الميداني الاقوى وعلى دول الخليج ان تعلم ان ما بعد اليمن ليس كما قبله

8 آذار: محور المقاومة اللاعب الميداني الاقوى وعلى دول الخليج ان تعلم ان ما بعد اليمن ليس كما قبله

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٩ مارس ٢٠١٥

العدوان السعودي - الاميركي وادواتهما، على اليمن، سيكون انعكاس دراماتيكي على الحوار الجاري بين حزب الله وتيار المستقبل، وتوقع مصدر سياسي في 8 آذار توقف الحوار حتى تبرد بعض الرؤوس الحامية والتي تعيش اللحظة والتي شعرت بالنشوة لما قامت به السعودية، واعتبر المصدر ان السعودية بعدوانها على اليمن وقعت في الخطأ الجسيم، وجاءت الى المكان التي استدرجت اليه، وهذا قد يحرمها من التأثير السياسي في العديد من المناطق، لا سيما لبنان، لان الرد اليمني سيدهش العالم، وسيسرع في وصول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا، بعد سقوط «الفيتو» الذي وضعه وزير خارجية السعودية سعود الفيصل، امام وصول العماد عون، كما توقع المصدر السياسي، تبخّر الهبات السعودية للجيش اللبناني، ومن اهم انعكاسات العدوان السعودي - الاميركي على اليمن الذي يتصدر موقعاً مهماً في محور المقاومة الذي يرأسه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والمعني به بشكل مباشر.
وحذر المصدر بعض القوى السياسية، ان لا تحرج الاخرين بتكرار تجربة 7 ايار، ولكن هذه المرة ستكون شاملة ونهائية، ولان دور لبنان الاستراتيجي بالدفاع عن احد المعاقل الاستراتيجية للمقاومة في اليمن، لذلك سيكون لهذا العدوان انعكاسات داخلية متعددة ودراماتيكية.
ويقول المصدر في 8 اذار تعليقاً على العدوان السعودي - الاميركي، والذي شاركت فيه بعض الدول العربية وغير العربية، على اليمن، والذي باركته اسرائيل وأيدته، ويخشى ان تكون ساهمت فيه، واشار المصدر انه اعتداء سافر على اليمن يخالف أبسط قواعد شرعة الامم، والقوانين الدولية، فان الحراك الذي قام به انصار الله وحلفاؤهم من اليمنيين، هو حراك شعبي عارم، ورغبة عامة بتغيير الواقع السياسي اليمني الذي تميز بالقهر والظلم واستغلال الثروات، ولفت المصدر الى ان مساحة اليمن تبلغ حوالى نصف مليون كيلومتر مربع، يطل على خليج عدن والبحر الاحمر، وفيه ممر بحري مهم جداً للتجارة العالمية وهو «باب المندب» الذي تخشى اسرائيل من سيطرة الحوثيين عليه، لان من نتائج ذلك وصول ايران اليه، وهذا قد يعيق حركتها الملاحية فيه ذات الطابع الاستخباراتي، ويتجاوز عدد سكان اليمن الـ 25 مليون نسمة، جزء كبير منهم ساهم بإعمار السعودية والخليج، لكن على الطريقة الاستعبادية، واعتبر المصدر ان ما قامت به السعودية بتوجيه من «العم سام» الذي وفّر لها المظلة العربية والدولية، وبأدواتها المستأجرة، يخالف كل القوانين الدولية، من خلال ضرب ارادة الشعب اليمني، باختيار نظام الحكم الذي يراه مناسباً، واشار المصدر السياسي، سبق العدوان السعودي - الاميركي تصريح سعود الفيصل، الذي قال فيه، «ان المملكة وحلفاءها لن يسمحان باستمرار ما اسماه الانقلاب على التفاهمات حول اليمن، وان المملكة سوف تتخذ كافة الاجراءات اللازمة عسكرياً، ومالياً وامنياً لوقف الحراك، وابقاء الرئيس المعين من المملكة عبد ربه منصور هادي في القصر الرئاسي في عدن تمهيداً لتقسيم اليمن، الى شمال وجنوب، وهذا الجنوب الذي اتخذت منه ذريعة في عدوانها لحماية اهل الجنوب الذين ظهروا جنباً الى جنب مع اخوانهم اليمنيين بطرد هادي وتنظيم القاعدة من مدن الجنوب.
وكشف المصدر عن طلب سعودي أرسل عبر قنوات داخلية للحوثيين ومحور المقاومة بعدم السماح لانصار الله باستمرار الزحف الى عدن ولحج، ولفت المصدر الى ان تنظيم «القاعدة» قام وشبيحة هادي، باعتداء وحشي على عناصر من الجيش اليمني المؤىد للحراك الشعبي، وقتلتهم ومثلت بحثثهم وسحلتهم في الشوارع، وفجرت مسجدين اثناء أدائهم صلاة الجمعة، فتوجهت حشود الحراك الشعبي بشكل سريع باتجاه عدن وحصل الانهيار السريع لمجموعات «تنظيم القاعدة» وشبيحة هادي الذي فرّ الى جهة مجهولة، تاركاً ميليشياته الصغيرة جداً، التي التحق عدد منهم بالحراك، وهذا الامر ساهم في قناعة الرأي العام العالمي بعدم وجود بيئة شعبية مؤيدة لهادي المعين من قبل السعودية.
وراقب الخبراء العسكريين لمحور المقاومة للحشد العسكري السعودي على الحدود مع اليمن ورفع تقارير الى ادارة المحور بان هناك تمهيداً سعودياً للقيام باعتداء على الحراك الشعبي اليمني، مما جعل الحوثيين بحالة يقظة، وحذرة بانتظار الطائرات الاميركية لتنفيذ ضرباتها الجوية، هذا ما جعل القيمة الفعلية لهذه الضربات لا تساوي كلفة طلعاتها وقامت الدفاعات الجوية للجيش اليمن واللجان الثورية بالتصدي للطائرات المعتدية. وقد وردت معلومات عن سقوط طائرتين واسف المصدر في 8 آذار، للقرار الذي اتخذه الرئيس المصري، بالمشاركة في هذا العدوان، وبمشاركته هذه يكون قد قدم مفهوما جديدا للعلاقات الدولية عنوانه حفنة من مليارات الدولارات قد تتقدم على مفهوم الامة، وتحديد الاعداء ومبادئ الاخوة، ودعا السيسي الى ان يقرأ تجربة عبد الناصر مع اليمن الذي ادى تدخله في هذا البلد الى ضعف الجيش المصري وهزيمته شر هزيمة وسأل هل انتهى السيسي في مواجهة «داعش» في سيناء التي تهدد يوميا امن واستقرار المدن المصرية، وهل تمكن من ايجاد البدائل لسد النهضة ليروي عطش المصريين في السنوات المقبلة ولن نتحدث عن موقف السودان والمغرب والاردن من العدوان على اليمن لان الضرب بالميت حرام، وهل يعلم السيسي ان الحراك الشعبي في اليمن هو ترجمة لمبادئ الثورة التي انطلق بها الشعب اليمني وليس كما تدعي الخارجية المصرية، بان الحراك هدفه اسقاط رئيس شرعي ومنتخب تماما كما حصل في مصر باسقاط حسني مبارك واسقاط مرسي المنتخب الشرعي. انها نفس الثورة والمبادئ التي اوصلت السيسي الى الحكم.
وتابع المصدر السياسي بقوله، اما في المقلب الاخر فالعيون شاخصة الى رد محور المقاومة، حيث من المتوقع ان يجري الرد على هذا العدوان السعودي الاميركي للحفاظ على قواعد اللعبة ومنع كسر الخطوط الحمر ولو حشد العالم كله قواته لدعم آل سعود، فمحور المقاومة الممتد من اقاصي اليمن الى آخر منطقة في لبنان هو اللاعب الميداني الاقوى وهو الذي يقرر من يحسم وكيفية الحسم واماكنه، وهو من يطلق الطلقة الاخيرة، والخبراء العسكريين لمحور المقاومة يعتبرون ان هذا العدوان ومحاولة كسر ارادة الشعب اليمني سيشعل لهبها دول البترودولار بحسب رأي الخبراء، وان سيناريوهات الرد ستكون في اماكن متعددة، ومنها تحول دراماتيكي سريع للحراك السلمي والمدني في البحرين، الى حراك عسكري مسلح سيغير وجه البحرين. ومن الممكن ان نشهد دخول العشائر والقبائل اليمنية الداعمة للحراك الشعبي اليمني الى بعض القرى والمناطق السكنية داخل الاراضي السعودية كما حصل عام 2010 ومن الممكن ايضا ان يتحرك آلاف اليمنيين المقيمين في السعودية تجاه المذابح التي يتعرض لها الشعب اليمني جراء القصف الجوي السعودي، وهل سيقدم بعض امراء المناطق في السعودية، القريبة من اليمن، ما اقدم عليه آل صباح في الكويت عام 1991 عندما دخل صدام حسين الى الكويت، والسيناريو المتوقع حدوثه قريبا، هو اتخاذ محور المقاومة قرار استراتيجي لرفع مستوى الدعم العسكري الى مستوى يجعل الحراك الشعبي واللجان الثورية قوة ردعية لاي اعتداء خارجي وخصوصا من السعودية وحلفائها، كما جرى دعم حزب في لبنان وجعله يمتلك قدرة على تحقيق توازن رعب مع العدو الصهيوني ومن ادوات هذا الدعم الكمية الكبيرة من الصواريخ بعيدة المدى وذات الرؤوس الثقيلة وتسليح الحوثيين بمنظومة صواريخ دفاع جوي كالتي تمتلكها ايران وسوريا وحزب الله في لبنان والعراق، ستجعل اسقاط الطائرات في الاجواء اليمنية امر مؤكد، وهذا سيجعل السعودي يفكر الف مرة قبل اي خطوة سيتخذها، وقد يتسلم الحوثيون صواريخ ياخنت البحرية مما يجعل خليج عدن والبحر الاحمر بشكل كامل تحت نيران يمنية، بالرغم من اقدام طائرات العرب على قصف مطار صنعاء الا ان هذه المنظومات ستصل اذا لم تبرد بعض الرؤوس الصحراوية وختم المصدر مرجحا انطلاق عمليات نوعية وضخمة وساحقة في القلمون وعلى الحدود السورية - اللبنانية وفي الشمال والجنوب السوري، وحسم معركة تكريت لجعل المملكة السعودية تتيقن هي ومظلتها الدولية بان اللاعب الميداني في المنطقة هو محور المقاومة فقط لا غير وعلى المملكة ان تعلم بان ما بعد اليمن ليس كما قبله والجميع اعادة حساباته بشكل جيد.
وتساءل المصدر لو دفع عشر الاموال التي صرفت على تخريب الدول العربية على مشروع تحرير فلسطين لتحررت منذ عشرات السنين، وامل ان يجتمع من اجتمعوا اليوم في عدوانهم على اليمن من العرب وعلى ضرب الكيان الصهيوني الذي دنس المقدسات داخل الارض وهتكت الاعراض وارتكبت المجازر.