السعودية تستكمل مشروع احتلال اليمن .. ماذا عن معاهدة الصداقة عام 1937؟!

السعودية تستكمل مشروع احتلال اليمن .. ماذا عن معاهدة الصداقة عام 1937؟!

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٦ مارس ٢٠١٥

لم أفاجأ أبداً ولم تدخل الحيرة في فكري للحظة عندما علمت أن السعودية تعلن إقدامها على التدخل عسكرياً في اليمن، أو في غير اليمن، فمن الجدير بالملاحظة أن الإعلان عن ذلك جاء من واشنطن “كالعادة”، ولكن ما يجعلني مستغرباً .. هو جرأة ما تفعله السعودية الآن وبالتحديد الآن، فبعد إعلان السعودية ومجلس التعاون الخليجي أنه يقوم الآن بتشكيل لجنة أمنية لدراسة خطر داعش وتمدد داعش في بعض المناطق ورغبتها في هدم الكعبة التي تخدمها “افتراضاً ” السعودية، وبين لحظة وضحاها يكون الأمر في الهجوم على اليمن؟!!!
السعودية التي احتلت المرتبة الأولى في عام 2014 باستيراد السلاح، بالرغم من وجود مئات الدول المتصارعة على كوكب الأرض، مما يعني أن السعودية لو وزعت هذا السلاح المستورد على العرب سيكفي لتحرير كوكب المريخ بعد تحرير “القدس”، إضافة إلى أن أغلب الحروب والمواجهات التي تتم حالياً في البلدان العربية تحمل ختماً مصرياً مما يجعل من مصر الآن الدولة المحببة لدى المملكة، وبرز ذلك بقول الرئاسة المصرية أنها مستعدة للمساعدة في الهجوم براً أو بحراً أو جواً إن احتاج الامر لذلك.
والجدير بالذكر – وهو أهم ما في الأمر- أن نعود بالذاكرة إلى عام 1937، وبالتحديد إلى 26 آب، حيث تم اضافت اليمن إلى المعاهدة بين العراق والسعودية والتي كانت تسمى”معاهدة الصداقة والأخوة العربية” المبرمة في بغداد في 21 أبريل 1936″، وتنص هذه المعاهدة على التزام أعضائها بحل الخلافات بين أطراف النزاع بالطرق السلمية، وتقديم بعضهم المساعدة إلى بعض، في ما يتعلق بحل خلافاتهما سلمياً مع الطرف الثالث، والتشاور إبان الصدامات العسكرية لأي منهما مع طرف ثالث، وفي حالة انتشار فوضى داخلية، يلتزم أطراف الاتفاق بمعاونة بعضهم بعض في إخمادها، والامتناع عن مساعدة المتمردين.
وهذه المعاهدة تشير بالذل في ثلاثة أمور: أولها أن لا أحد يتحدث عنها حالياً وكأنها سقطت بالتقادم ومن المعيب أصلاً أن يكون في التاريخ العربي معاهدة بهذا الاسم، ثانيهما إن ما تقدم عليه السعودية يعني تأجيل مشرع احتلال السعودية لليمن الذي بدأ في عام 1924، وانتهى بتوقيع الاتفاقية السابقة الذكر أعلاه، وثالثهما: إن كانت السعودية ستحارب “الحوثيين” الذين يعلنون جهاراً وبالفعل العداء لإسرائيل وعلى رأسهم ” عبد الملك الحوثي”، فلا يجب أن نستغرب أن تقوم الدول الحالية بعد الانتهاء من اليمن بالهجوم على حزب الله في لبنان.
لا تستغربوا أن تحتل السعودية اليمن، اتركوها تحتل اليمن لأن ما يجب أن يحدث الآن هو شعور حقيقي بالخوف لدى العرب من عدو أعلن عن نفسهِ مراراً وتكراراً يرفع راية لا إله إلا الله الخضراء والسوداء ليصل إلى مضيف باب المندب، إن الخطر يبدأ من الداخل دائماً..