سكان صنعاء ينزحون أو يتموّنون!

سكان صنعاء ينزحون أو يتموّنون!

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٦ مارس ٢٠١٥

عاش سكان صنعاء، ليل الاربعاء الخميس، على وقع الانفجارات المدوية للصواريخ المنهمرة من السماء والدفاعات الجوية الكثيفة من الارض، فيما هرب الآلاف من منازلهم خوفاً من القصف وهرعوا لشراء المؤن والوقود.
وشهدت المدينة ليلة من الذعر مع إطلاق السعودية عملية عسكرية جوية واسعة النطاق ضد الحوثيين بمشاركة دول عربية وإسلامية وسط تخوّف السكان من استمرار هذه العملية.
وقال أحمد يحيى الذي غادر مع عائلته منزله الواقع في شمال صنعاء بالقرب من المطار الدولي: "كانت الانفجارات مدوية وتحطمت نوافذ زجاجية ... لم ينم أبنائي طوال الليل. نحن نغادر إلى قريتنا" الواقعة شمال المدينة.
ونزحت مئات الأسر من جوار المقار الرئيسية للحوثيين والقواعد العسكرية التي تضم قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين والذي يعتبره المراقبون القوة الحقيقية خلف تقدّم الحوثيين الملفت خلال الأشهر الاخيرة من معقلهم في صعدة شمالاً إلى صنعاء فإلى عدن.
وشهد حي الجراف في شمال صنعاء نسبة نزوح كبيرة، وهو حي معروف بموالاة نسبة كبيرة من سكانه للحوثيين.
كما يضم هذا الحي عدداً من الوزارات والمؤسسات الأمنية والعسكرية.
وإضافة إلى الصواريخ التي أطلقتها الطائرات المغيرة، سُمع دوي الدفاعات الأرضية بكثافة.
وقال مصدر عسكري: "كان هناك ردّ من لواء الصواريخ في معسكر الصباحة (في صنعاء) ومن ريمة حميد من منطقة سنحان مسقط رأس علي عبدالله صالح ومن الحرس الجمهوري من منطقة ارحب" شمالي العاصمة.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، تهافت سكان صنعاء بكثافة إلى محطات الوقود والمتاجر لشراء المؤن والبنزين والمازوت خوفاً من انقطاع التموين عن العاصمة.
وشوهدت طوابير طويلة من السيارات أمام محطات الوقود خصوصاً.
وقال حمود، بينما كان ينتظر دوره لملء خزان سيارته وتعبئة مستوعبين متوسطي الحجم بمادة المازوت: "نخشى من انقطاع التموين ويجب اخذ جميع الاحتياطات".
وأضاف: "الجميع يعتقد أن البنزين والمازوت لن يكونا متوفرين قريباً".
وعلّقت وزارة التربية والتعليم الدروس في جميع المدراس والمؤسسات التربوية في منطقة صنعاء.
وعدا الطوابير أمام محطات الوقود، بدت الشوارع خالية تماماً من الحركة صباح الخميس.
وبالرغم من انقسام السكان بين مؤيد ومعارض للحوثيين، إلا أن أهل صنعاء عموماً يبدون مخاوف حيال تداعيات العملية العسكرية.
وقال صفوان حيدر، من أمام متجر بقالة في وسط صنعاء: "لماذا السعودية والدول الأخرى تتدخل الآن ولم تتدخّل في السابق حين كان الحوثي يتقدّم إلى صنعاء ويضرب في دماج"، وهي بلدة كانت معقلاً للسلفيين في شمال البلاد.
وأضاف: "اليوم بعدما أصبح الحوثي يسيطر على غالبية اليمن يتدخلون، كان يفترض أن يتمّ التدخل قبل ذلك، والآن سيكون الثمن باهظاً على الجميع".
من جانبه، قال المواطن احمد الصنوي: "لا نريد تدخلاً، لا سعودياً ولا ايرانياً، والله يصيب من كان السبب وأوصلنا إلى هذه الحالة".