حكومة العبادي: عملياتنا قرارها وطني

حكومة العبادي: عملياتنا قرارها وطني

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٦ مارس ٢٠١٥

باتت العمليات الدائرة في القسم الشمالي من محافظة صلاح الدين تحجز القسم الأكبر من حيّز الاهتمام السياسي والإعلامي في الشأن العراقي. وبين تناول تلك العمليات في الرياض، مثلاً، خلال المؤتمر الصحافي المشترك بين جون كيري ونظيره السعودي سعود الفيصل أمس، وصولاً إلى المقاربات التي اعتمدتها صحف أجنبية بارزة (أميركية وفرنسية) للمسألة، كانت الإضاءة على دور إيراني هناك تشكل القاسم المشترك.
وفي موازاة الأبعاد الإقليمية السياسية اللافتة التي أخذتها هذه العملية، كانت الحكومة العراقية تسعى خلال اليومين الماضيين إلى التأكيد على دورها المحوري وعلى أنها هي من يقود العمليات، إضافة إلى إشارتها إلى أنّ عدم مشاركة مقاتلات «التحالف الدولي» لن تؤثر في عمليات أخرى قائمة في العراق.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، سعد الحديثي، إنّ «طيران التحالف الدولي لا يزال يوجه ضرباته لتنظيم (داعش) ويدعم القوات الأمنية العراقية»، موضحاً في حديث صحافي أمس أن «قوات التحالف قامت يوم الثلاثاء بتوجيه عدة ضربات جوية في العراق، إحداها قرب مدينة بيجي» الواقعة على بعد نحو 40 كلم شمال تكريت.
وتابع الحديثي بالقول إن «الحكومة العراقية طالما دعت المسؤولين الأميركيين إلى ضرورة تكثيف دعمهم الجوي وتوسيع نطاقه»، مشدداً على أن «العمليات التي تنفذها القوات الأمنية العراقية تتم بقرار وطني بحت، وفقاً للخطة التي يضعها القادة العسكريون العراقيون ومتطلبات المعركة على الأرض».
ويرى متابعون للشأن العراقي أنّ الحكومة في بغداد تسعى من خلال هذه التصريحات إلى إنهاء الجدال الذي دار عقب انطلاق عمليات تكريت حول أنّ خلافات نشأت مع قيادة «التحالف الدولي» لناحية عدم إقامة تنسيق مشترك. وفي هذا الصدد، كان العبادي قد تلقى اتصالاً هاتفياً، مساء أول من أمس، من نائب الرئيس الاميركي، جو بايدن، منحه دعماً واضحاً، إثر إشادة المسؤول الأميركي بالعبادي وبالزعماء العراقيين «لبناء جبهة وطنية قبل بدء العملية الجارية قرب تكريت».
وفي الشق العراقي الداخلي، كان لافتاً أمس اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء العراقي بمحافظ الأنبار، صهيب الراوي، والذي «جرى خلاله بحث تطورات العمليات الامنية والعسكرية التي تشنّها (القوات العراقية) على عصابات داعش الارهابية غربي الانبار، فضلاً عن أوضاع المحافظة الخدمية». وأشاد العبادي خلال اللقاء «بالتلاحم البطولي بين القوات الامنية والحشد الشعبي في المحافظة ومن خارجها في تصديهم للعصابات الارهابية».
تطورات ميدانية
في هذا الوقت، أعلن قائد قوات الشرطة الاتحادية في العراق، الفريق رائد شاكر جودت، عن تقدّم سير عمليات «تحرير محافظة صلاح الدين»، مشيراً إلى وصول القوات الأمنية إلى مشارف الدور والبوعجيل. وقال المسؤول العراقي، في حديث إلى «الأخبار»، إن «القطعات العسكرية تمكنت من الوصول الى كصيبة ومشارف الدور والبوعجيل»، لافتاً إلى أنه «بهذا التقدم تنجز القوات الأمنية المرحلة الثانية من عمليات تحرير محافظة صلاح الدين». وأشار إلى أن «تنظيم داعش لجأ الى ورقته الخاسرة باستخدام الانتحاريين بعد أن تهاوت قوته أمام ضربات القوات الأمنية».
من جهة أخرى، قال القيادي في «منظمة بدر»، علي العلاق، في اتصال مع «الأخبار»، إن «قوات الحشد الشعبي تتقدم تقدماً كبيراً في قاطع عمليات صلاح الدين، وتمت السيطرة على المثلث الرابط بين تكريت ومحافظة كركوك ومنطقة الفتحة وجلاية (شمال تكريت)». وأضاف أنّ «قوات الحشد الشعبي تقدمت بحدود 80 كلم وجرت محاصرة مدينة العلم». وأوضح أنه «تم تطهير القرى المحيطة بناحية العلم، ومن ثم (تتقدم) القوات نحو مدينة تكريت». ولفت إلى أن «منطقة العلم والدور والبوعجيل محاصرة، والتقدم الآن نحو مستشفى تكريت». وقال إن «قيام عناصر داعش بإحراق آبار النفط (في منطقة البوعجيل) دليل على هزيمتهم وانكسارهم»، في إشارة إلى إحراق مقاتلي التنظيم آبار في حقل عجيل النفطي، أمس.
وفي حين انتقد العلاق عدم مشاركة «قوات التحالف الدولي في معركة تكريت»، ثمّن دور «رجال عشيرتي الجبور وشمر كونهم ساهموا بشكل فاعل في تحرير المناطق وتزويد القوات الأمنية بمعلومات دقيقة عن أماكن وجود الإرهابيين»، نافياً مشاركة عشائر البوعجيل والبوناصر، بشكل فعلي، «في مناصرة قوات الحشد الشعبي».
في غضون ذلك، أدت العملية العسكرية لاستعادة مدينة تكريت ومحيطها الى نزوح نحو 28 ألف شخص، بحسب ما أعلنت الامم المتحدة أمس. وقالت المنظمة إن «العملية العسكرية في تكريت ومحيطها أدت الى نزوح ما يقدر بنحو 28 الف شخص الى مدينة سامراء» جنوب تكريت. وأضافت أن «التقارير الميدانية تشير الى تسجيل نزوح إضافي، كذلك فإن العديد من العائلات لا تزال عالقة عند نقاط التفتيش»، من دون تحديد أي منها.
وأثارت العملية الواسعة مخاوف من حصول عمليات انتقام، على خلفية «مجزرة سبايكر» التي وقعت خلال الصيف الماضي. لكن المتحدث باسم مجلس عشائر صلاح الدين، مروان جبارة، رأى، أمس، أنه «لا يوجد أي خوف من قوات الامن أو أفراد الحشد الشعبي، وأن داعش يحاول ترويع السكان لكسب تأييد السنّة». وقال إن «نحو 4000 (مقاتل من العشائر) يشاركون في الحملة لاستعادة تكريت».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)

أنقرة: لا تدخّل مباشراً في الموصل

أعلن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أن بلاده لن تشارك العراق بشكل مباشر في أي هجوم عسكري لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم "داعش".
ونقلت صحيفة "حرييت" التركية عن أوغلو قوله، في تصريحات أدلى بها إلى صحافيين يرافقونه الى نيويورك: "نحن سندعم هجوم الموصل، ولكننا لن نشارك مباشرة في المعارك"، في إشارة الى استعداد تركيا لتقديم الدعم اللوجستي وغيره الى العراق، ولكن ليس القوات.
وحذر داود أوغلو من أن تركيا سترد إذا تعرضت لأي تهديد على أرضها. وقال "إذا كان هناك أيّ تهديد مباشر على تركيا فسنردّ فوراً. لدينا القدرة والقوة على فعل ذلك". وأكد أن تركيا "تريد أن تنحسر المخاطر على حدودها مع سوريا والعراق"، مشدداً على أنه "لا نريد تهديداً إرهابياً على حدودنا".