واشنطن بوست: خطاب نتانياهو أمام الكونغرس مهين للذكاء الأمريكي

واشنطن بوست: خطاب نتانياهو أمام الكونغرس مهين للذكاء الأمريكي

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٦ مارس ٢٠١٥

 أضرّ خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأخير أمام الكونغرس، والذي أكد فيه بأن رفع العقوبات عن إيران سيكون له نتائج كارثية، بحلفائه الأمريكيين أكثر مما نفعهم، بحسب ما رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الخميس.

وكان نتانياهو خاطب، أول من أمس الثلاثاء، الكونغرس في جلسة مشتركة، والذي جاء خصيصاً من إسرائيل من أجلها، في محاولة أخيرة منه لثني الإدارة الأمريكية، أو الرئيس أوباما بالذات، عن المضي قدماً في توقيع اتفاق نووي مع إيران.

وتشير الصحيفة إلى أن خطاب نتانياهو أمام الكونغرس أشبه باستعراض مسرحي، حيث تظاهر بأنه ليس هناك بعض الالتباس بشأن موقفه من إيران، والذي دفعه إلى السفر إلى الولايات المتحدة لتوضيحه، بل قدم إلى الرأي العام الأمريكي بياناً قوياً حول موقف حزبه، الليكود، والحزب الجمهوري الأمريكي، من المفاوضات الجارية بخصوص البرنامج النووي الإيراني، لكن ذلك الخطاب قد يكون أضر بمؤيدي رئيس الوزراء الإسرائيلي الأمريكيين أكثر مما نفعهم.

بحسب الصحيفة، تركز معظم الخطاب حول التأكيد على أن النظام الإيراني "رهيب، وينفذ أعمالاً مروعة، وهو أمر لن يكون اليوم محل نقاش مستفيض"، وهو ما دفع زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، لأن تصف الخطاب بأنه "مهين للذكاء الأمريكي"، كما تخللته إشارات حادة للحرب العالمية الثانية، إذ قال نتانياهو: "يجب أن نقف صفاً واحداً لمنع إيران من المضي قدماً نحو الغزو والاستعباد والإرهاب".

وعندما أكد نتانياهو على أن إيران وداعش يمثلان رأسين لنفس الوحش، بدا وكأن كلامه مألوف إلى حد كبير، إذ أعاد للذاكرة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عندما قال إنه "من المؤكد بأن القاعدة وصدام وحسين يعملان معاً"، كما يجب ألا ننسى بأن نتانياهو كان داعماً متحمساً للحرب العراقية، والتي قادت، وبشكل دراماتيكي، لزيادة سلطة إيران ونفوذها في الشرق الأوسط.

وترى الصحيفة بأن هذا هو منظور الجمهوريين في السياسة الخارجية، حيث لا تعقيدات ولا تنازلات، وجميع الأعداء سواسية، ناهيك عن أن إيران، بالذات، تحارب داعش حالياً، ولكن نتانياهو أراد من الجميع أن يتوقعوا بأن الجانبين سيتعاونان لاحقاً من أجل السيطرة على العالم، وعندما تطرق للحديث عن إيران وداعش قال: "عدو عدوك هو عدوك"، وقد استدعت تلك العبارة رئيس مركز السلام من أجل الشرق الأوسط، مات داس، لأن يصفها بـ "نظرية فولترون الإسلامية".

وبالنسبة للصحيفة، فإن المشكلة الحقيقية ظهرت عندما بدأ نتانياهو في الحديث عن المفاوضات الجارية حالياً حول برنامج إيران النووي، حيث انتقد بنود الصفقة الجاري مناقشتها، ورأى أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول المشاركة في المفاوضات يجب أن تتوقف عن التفاوض، قائلاً: "إن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من عقد صفقة ضارة، وهذه صفقة شديدة الضرر، سنكون أفضل حالاً بدونها".

ومن ثم، أجاب نتانياهو على سؤال حول كيف سيكون عليه الحال عندما تتوقف المحادثات، قائلاً إنه عندما تبتعد الولايات المتحدة، ستجبر إيران على الإذعان لكل شيء، وكان "الاتفاق الجيد" برأيه يعني قبول إيران بكل شيء، ولم يقل شيئاً بشأن كيف يمكن لشيء كهذا أن يحدث إذا لم تكن هناك مفاوضات، سوى بالتذكير مراراً وتكراراً بوجوب "مواصلة الضغط على إيران"، وهذا هو بديل نتانياهو لـ "لا تفعلوا شيئاً، وبدلاً من أن تمضي إيران في تطوير أسلحتها النووية، سوف تفهم المغزى، وتلغي كل ما كانت تقوم به".