كيري يطمئن الخليج: لا مقايضة كبيرة مع إيران..الفيصل يندد بـ«احتلالها» وقلق على معركة تكريت

كيري يطمئن الخليج: لا مقايضة كبيرة مع إيران..الفيصل يندد بـ«احتلالها» وقلق على معركة تكريت

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٦ مارس ٢٠١٥

سعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، الى طمأنة دول مجلس التعاون الخليجي بأن الاتفاق الوشيك مع إيران بشأن ملفها النووي لن يكون «مقايضة كبيرة» حيال ملفات أخرى، مشددا على أن واشنطن ستراقب عن كثب أعمال طهران التي «تزعزع الاستقرار» في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
وفي ما يعكس الاستياء السعودي من التفاهم الاميركي ـ الايراني، وجه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل تحذيراً إلى إيران بحضور الوزير الاميركي من أن «مواصلة ما تقوم به سيجعلها في مواجهة مباشرة ضد المصلحة العربية، وأن ما تقوم به من احتلال للأراضي ليس من خصال الدول التي تسعى إلى تحسين علاقاتها بالدول الجارة»، متمنياً أن «تستمع إلى نصائح الأقرباء من أهلها وتترك التدخلات في الشؤون الداخلية العربية قبل أن يتطور الوضع ويستكن العداء بينها وبين جيرانها».
وبعد يوم من اجتماعه بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف في مونترو السويسرية، انتقل كيري إلى الرياض حيث التقى وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والملك السعودي سلمان.
وقال الفيصل، في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري، «هناك اتفاق دولي تام بالرفض المطلق للانقلاب الحوثي على الشرعية، ومحاولات فرض الواقع بالقوة، ورفض كل ما يترتب على هذا الانقلاب من إجراءات، بما في ذلك ما يسمى الإعلان الدستوري للميليشيات الحوثية، حيث عبر المجتمع الدولي عن دعمه الكامل للحكومة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهذا الأمر عكسته بشكل واضح البيانات الصادرة عن كل من مجلس التعاون وجامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي».
وأكد الفيصل «أهمية استئناف العملية السياسية وفقا لمرجعية المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وعلى أهمية مساعدة الشعب اليمني الشقيق للخروج من محنته جراء هذه الأحداث الخطيرة، بما يحافظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته، وأمن واستقرار المنطقة».
وبشأن محاربة التحالف الدولي لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش»، دعا الفيصل إلى «توفير السبل العسكرية اللازمة لمواجهة هذا التحدي على الأرض، وأن تكتسي هذه الحملة منظوراً استراتيجياً شاملاً يحارب الإرهاب إينما وجد، وأيا كانت التنظيمات التي تقف وراءه، للقضاء على الإرهاب من جذوره».
وحول البرنامج النووي الإيراني، أعلن الفيصل تأييد السعودية «جهود مجموعة دول 5+1، من واقع حرصها على حل الملف بالطرق السلمية، بغية الوصول إلى اتفاق ناجح يبدد كافة الشكوك المحيطة به، ويضمن عدم تحوله إلى برنامج عسكري يهدد المنطقة والعالم، كما تؤيد المملكة موقف المجموعة في السعي نحو وضع نظام تفتيش دولي صارم يتم التأكد بموجبه من عدم سعي إيران لصنع أو امتلاك أسلحة نووية، مع ضمان حق إيران وكافة دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير ومتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها».
وحول الأزمة السورية، دعا إلى «تكثيف الجهود لتشجيع ودعم المعارضة المعتدلة، بكل ما تحتاجه من عتاد وتدريب لمواجهة إرهاب (الرئيس بشار) الأسد والتنظيمات الإرهابية، وطرد المحتل الأجنبي من أراضيه، مع التأكيد في الوقت ذاته على أن بلوغ الحل السلمي، القائم على مؤتمر جنيف 1، يتطلب تحقيق التوازن العسكري على الأرض»، فيما شدد كيري على أن الأولوية الآن هي «محاربة ودحر داعش، من أجل أن نعطي شعب سوريا القدرة على إعادة بناء دولته». وأضاف «في نهاية المطاف سنحتاج إلى مزيج من الديبلوماسية والضغط لتحقيق انتقال سياسي»، موضحا أن «الأمر قد يحتاج إلى ضغوط عسكرية».
وقال كيري، حول المفاوضات النووية، «نحن لا نتوقع مقايضة كبيرة. لن يتغير شيء في اليوم التالي لتوقيع الاتفاق، إذا توصلنا إليه، بالنسبة إلى أي مسألة أخرى تشكل تحدياً لنا في هذه المنطقة، عدا عن أننا سنكون اتخذنا خطوات لضمان أن إيران لن تحصل على السلاح النووي».
وأضاف «سواء تم أو لم يتم التوصل إلى اتفاق، ستكون الولايات المتحدة ملتزمة تماماً بالتصدي لباقي المسائل مع إيران، بما فيها دعمها للإرهاب. لن نتغاضى عن أعمال إيران التي تسبب زعزعة للاستقرار في المنطقة»، معدداً «سوريا ولبنان والعراق والجزيرة العربية، وخصوصا اليمن».
وقال الفيصل، ردا على سؤال، أن «الولايات المتحدة ستلتزم بالمفاوضات مع إيران وستحول دون تطويرها للقنبلة الذرية»، لكنه شدد على أن «هذا الأمر لن يتم على حساب نسيان جميع الملفات الأخرى التي تقوم بها إيران، وهذا هو مصدر القلق الرئيسي والأساسي لمجلس التعاون الخليجي بشأن الطاقة الذرية والقنبلة الذرية، ولكننا قلقون بنفس القدر حول طبيعة أعمال وميول إيران في المنطقة، التي تعد من أهم عناصر زرع عدم الاستقرار في المنطقة»، مشيرا إلى «تدخل إيران في سوريا، ولبنان، واليمن، والعراق، وربما في مناطق أخرى»، مضيفاً «يجب أن تتوقف هذه الإجراءات إذا أرادت إيران أن تكون جزءا من الحل في المنطقة لا جزءا من المشكلة».
وأضاف إن «الوضع في تكريت يعد مثالاً جيدًا على ما يقلق المملكة، حيث تسيطر إيران على جميع البلاد، وعملية السلم والحرب أصبحت الآن في يد إيران، وهو ما يخلق حالة من عدم الاستقرار ويعزز الطائفية والفرقة في العراق التي لم تكن قائمة من قبل».
وسارع كيري إلى الرد بشكل مبطن، موضحاً أن «رئيس الوزراء العراقي (حيدر) العبادي أكد أن هذه العملية تترأسها القوات العراقية، وتتألف من قوى أمنية عراقية وميليشيات وقبائل تهدف لتحرير محافظة صلاح الدين من داعش وسيطرته»، مشيراً إلى «وجود معلومات تؤكد دور الجنرال (قاسم) سليماني على الأرض، وأن بعض التحركات للقوات الإيرانية في الجزء الشمالي من العراق، والتي شاركت في القتال من البداية، لم يكن أمراً منسقاً، ونحن لا نتعاون معهم».
وحول عدم تسمية إيران كدولة داعمة للإرهاب، قال الفيصل إن «إيران دولة جارة رغم ما تقوم به من تدخلات في شؤون الدول العربية، ونحن لن نضمر لها أي عداء، لكنها إذا استمرت بالإجراءات التي تقوم بها ستضع نفسها مباشرة ضد المصلحة العربية والقيم الأخلاقية العالمية»، معتبراً أن «ما تقوم به من احتلال للأراضي ليس من خصال الدول التي تريد السلام وتسعى إلى تحسين علاقاتها بالدول الجارة»، متمنياً أن «تستمع إلى نصائح الأقرباء من أهلها، وتترك التدخلات في الشؤون الداخلية العربية قبل أن يتطور الوضع ويستكن العداء بينها وبين جيرانها».