همج الصحراء والرقص على جيفة العروبة

همج الصحراء والرقص على جيفة العروبة

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٥ مارس ٢٠١٥

يتجشأ البدوي كلامه عنوةً، فتنبعث من فمه المزين بأسنان ذهبية رائحة نتنة، يضحك ضحكةً صفراء خبيثة ويتلمس بطنه المنتفخ الذي رباه من أكل السحت وأموال الشعوب المقهورة، يتلمض قليلاً بتململ ليعاود عملية التبرز من فمه متحدثاً عن القضايا والعروبة وملحقاتها، "العروبة" التي تحولت إلى خردة قديمة لم يعد لها قيمة لديه.

قوة عربية ودفاع مشترك وتضامن، شعارات باتت شبيهة بأغاني " التي رش رش" التي تُباع على البسطات بأبخس الأثمان، هي التي يتقن هؤلاء الحديث بها، بالرغم من المصائب التي مرت ولا تزال تمر على المنطقة العربية.

اليوم تحولت القضية العربية إلى منسف دسم بالسمن العربي، رقصة سيف "خليجية" على أنغام طبول بدوية باتت المعتمدة عوضاً عن حمل بندقية مقاومة على أنغام أغنية "خلي سلاحك صاحي"!

فيما تحول الدفاع المشترك لحماية الشعوب ووحدة البلدان، إلى بروتوكول ماسوني يهدف لحماية الأنظمة الحاكمة فقط، إنه دفاع العروش عن بعضها البعض، ومن أكثر من همج الصحراء "الأنظمة الخليجية" إتقاناً لتلك اللعبة؟!

في نهاية شهر آذار الحالي ستُعقد ما تُسمى بـ "القمة العربية" في مصر، في ظل تهديد لليمن بتقسيمه إلى يمنين وفي ظل تقسيم للسودان إلى اثنين، وتمزق يصيب ليبيا، وحرب كونية على سوريا، ومع ذلك لا تزال تصر الأنظمة الخليجية على الحديث بمنطق ممجوج عن " تضامن عربي ودفاع مشترك"!.

في هذا السياق أكد نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن اقتراحا مصريا بتشكيل قوة عربية مشتركة للإسهام في حماية الأمن القومي العربي سيكون على جدول أعمال القمة المقبلة نهاية الشهر الحالي، موضحاً أن هذا المقترح سيكون في صدارة جدول أعمال القمة العربية التي ستعقد في 28 و29 آذار الحالي في منتجع شرم الشيخ المصري، مضيفاً أن الاقتراح المصري "ينطلق من مرجعيات عربية عديدة بدءا من معاهدة الدفاع العربي المشترك وميثاق الجامعة العربية. الكلام عن اتفاقية الدفاع العربي المشترك سقط في اليوم الأول الذي دخلت فيه القوات الأمريكية إلى بغداد في العام 2003، والتضامن العربي بات أشبه بامرأة منتهكة العرض عندما قُصفت بيروت في العام 2006 ثم تكرر مسلسل اغتصاب "التضامن" عندما قام الناتو باستباحة ليبيا، وبعدها شن حرب مسعورة على سوريا لا تزال مستمرة حتى الآن، المرأة المغتصبة المسماة بـ " التضامن العربي" لم يعد لها سوى أن تبكي على بكارتها المفضوضة بطائرات الناتو وفتاوى الرياض!.

الدفاع المشترك تحول اليوم إلى طقس ماسوني، هدفه حماية العروش والأنظمة وبالتحديد الأنظمة الخليجية فضلاً عن الأنظمة التي يرضى عنها "معسكر الاعتلال"، يمتلئ المحفل الماسوني بكل دشاديش الصحراء يتداعى هؤلاء ليبصموا بالنفط عوضاً عن الدم بالتعاهد على بيع "القضية" التي باتت مخصية.

سيجتمع هؤلاء حول أوهامهم ومآدبهم الفاخرة، وسيتحدثون عن القضايا العربية كما يتحدثون عن أسهمهم ومشاريعهم العملاقة في أوروبا، فيما ستكون شعوب المنطقة العربية لا سيما في سوريا والعراق وليبيا واليمن تحدد مصيرها بدموعها ودمائها وآمالها المقاومة لكل ذلك الركام الذي تسبب به "ربيع التضامن النفطي".