ليبيا: "داعش" يكثف هجماته على حقول النفط

ليبيا: "داعش" يكثف هجماته على حقول النفط

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٤ مارس ٢٠١٥

شن مسلحو  تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" – "داعش" اليوم الأربعاء، هجوماً على  حقل  الظهرة النفطي في ليبيا، بعدما كانوا استولوا أمس على حقلين نفطيين، في مؤشر إلى مسعى التنظيم الإرهابي للإمساك بأهم مفصل اقتصادي في الدولة التي ترزح تحت وطأة الفوضى الأمنية والسياسية منذ سقوط نظام معمر القذافي، في وقت يسعى رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دولياً عبد الله الثني، من العاصمة الأردنية، إلى حشد دعم عربي لمواجهة التنظيم في بلاده، كما يواجه في سوريا والعراق.
وقال وزير النفط في حكومة طرابلس الإسلامية، التي شكلها "المؤتمر الوطني العام" المنتهية ولايته، ماشالله الزيوي، أن "متطرفي داعش شنوا هجوماً من مدينة سرت (التي يسيطرون عليها) على حقل الظهرة النفطي، وتبادلوا إطلاق النار مع حراس المنشأة، كما فجروا مبان سكنية وإدارية، قبل انسحابهم".
وكان المتحدث باسم غرفة العمليات العسكرية المشتركة في ما يعرف بمنطقة "الهلال النفطي" علي الحاسي، أكد أمس أن "متطرفين سيطروا على حقلي الباهي والمبروك النفطيين جنوب شرقي ليبيا، وهم في طريقهم للسيطرة على حقل الظهرة النفطي بعد انسحاب القوة المكلفة بحراسة هذا الحقل نتيجة نفاد الذخيرة".
وأضاف الحاسي أن "هؤلاء المتطرفين نفذوا الهجوم المباغت اليوم (أمس) بعدما نفذت ميليشيات فجر ليبيا المنحدر معظمها من مدينة مصراتة غارات جوية في وقت سابق اليوم على مرفأ السدرة في منطقة الهلال النفطي"، مشيراً إلى أن " الدولة وسلطاتها المعترف بها دولياً لم تدعمهم بالسلاح، وأنهم مضطرون لشراء الذخائر من السوق السوداء لصد هذا الهجوم واستعادة السيطرة على الحقول مجدداً".
إلى ذلك، دعا رئيس وزراء الحكومة الليبية المؤقتة المعترف بها دولياً عبد الله الثني من العاصمة الأردنية عمان الدول العربية إلى "وضع آلية موحدة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك".
وقال الثني، خلال لقاءه نظيره الأردني عبد الله النسور، أنه "في ظل مواجهة العديد من الدول العربية لمخاطر تنظيم داعش، علينا أن نضع آلية واحدة لمكافحة هذه المجموعات".
وأضاف الثني، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، أن "التحديات التي تواجه الأمة العربية تتطلب اعتماد دولها على نفسها في مواجهة هذه التحديات أو تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك"، مشيراً إلى أن "الوطن العربي بأجمعه مستهدف من شرور الإرهاب".
واعتبر رئيس الوزراء الليبي، الذي كان زار مصر الأسبوع الماضي، أن حكومته أيضاً "تعاني من هذه المشكلة، في ظل إمكانيات محدودة، ووقوف العالم، وخاصة لجنة العقوبات الدولية، أمام تسليح الجيش الليبي"، موضحاً أن "الدولة الليبية تعاني منذ أكثر من أربع سنوات من انتشار السلاح في كل مكان، ومن مجموعات إرهابية على الساحة الليبية".
وشدد الثني على أن "الأولوية حالياً ستكون لإعادة هيكلة الجيش الليبي وتأهيل القيادات".
من جهته، أكد النسور "موقف الأردن الداعم للشرعية في ليبيا والمنبثقة من الشعب الليبي عبر الانتخابات الديموقراطية التي تمخضت عن انبثاق هذه الحكومة بصورة منتخبة وعبر الاقتراع"، مشدداً على "قناعة المملكة بأن حل القضية الليبية لا يمكن إلا أن يكون ديموقراطياً، ولا يمكن لمن يدعي لنفسه المسؤولية أن يكون في الحكم ما لم يستند على أصوات الناخبين".
وعشية  استئناف جلسات الحوار بين الأطراف الليبية المتنازعة، والذي من المتوقع أن تستضيفها الجزائر، كشف الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والأفريقية الجزائري عبد القادر مساهل أن بلاده استقبلت "سراً" مئتي شخصية ليبية لها دور في الأزمة.
وأكد مساهل، في حديث للإذاعة الجزائرية، أنه "خلال الأسابيع والأشهر الماضية، استقبلنا مئتي شخصية ليبية بعيداً عن الأنظار من أجل اجتماعات سرية كلل بعضها بالتوقيع"، من دون أن يذكر طبيعة الوثائق التي تم التوقيع عليها، أو أسماء الشخصيات الليبية.
وقال الوزير إن "الوضع في ليبيا فرض علينا فرضاً في العام 2011 عندما تدخل حلف شمال الأطلسي"، مشيراً إلى انه "لم يتم الاستماع إلى موقف الجزائر وها هي النتيجة".
واعتبر الوزير الليبي أن "ما يحدث في ليبيا اليوم يتعلق بالأمن الداخلي للجزائر، لأن الإرهاب ظاهرة شاملة ويجب معالجتها بمقاربة شاملة".
وكان المبعوث الخاص للجامعة العربية من أجل ليبيا ناصر القدوة أكد من الجزائر أن الحل السياسي ضروري في ليبيا "تفادياً لمزيد من التطور السلبي" للأوضاع في هذا البلد.
وقال القدوة، في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية عقب لقائه مساهل: "نحن متفقون مع الجزائر على مبدأ ضرورة الحل السياسي للازمة الليبية، وعلى تفادي مزيد من التطور السلبي من خلال التسليح أو الدفع بأي اتجاهات خاطئة".