هل يكفي منع الاميركيين من السفر؟

هل يكفي منع الاميركيين من السفر؟

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٤ مارس ٢٠١٥

يلاحظ المراقبون والمتابعون الاقليميون والدوليون أنه قد لا تمر فترة وجيزة، تقاس بالاشهر واحياناً بالاسابيع، دون أن تُصدر وزارة الخارجية الاميركية بياناً تطلب فيه من رعاياها عدم زيارة هذا البلد او ذاك على مساحة الكرة الارضية، وذلك بسبب التهديد باستهداف الاجانب وخصوصاً منهم المواطنين الاميركيين، ولكن اللافت أن البيان الذي صدر نهاية الاسبوع الماضي قد تركز تحذيره على توخي الانتباه من السفر الى كلٍ من المملكة العربية السعودية والجزائر وباكستان، وهي دول تُصنّف في خانة التعاطي الدولي القائم حالياً، بانها قريبة في سياستها لا بل لصيقة بواشنطن، فلماذا اذاً تحذير المواطنين الاميركيين من السفر اليها؟
اللافت ايضاً أن البيان الاميركي الاخير قد تضمن العبارات التالية: "إن "هناك تهديدا أمنيا متزايدا من قبل الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم "داعش" وتنظيم "القاعدة"، باستهداف المصالح الأميركية والغربية".
فهل يكفي أن تطلب من اميركا من رعاياها الحذر إبان توجههم الى هذا البلد او ذاك، ليكون رعايا تلك الدولة العظمى بمأمن؟
الوقائع التاريخية منذ عدة عقود، والتي لا تقبل تأويلاً او تحريفاً، تشير بوضوح الى ان ما قامت به واشنطن في اقصى الشرق ولاسيما في افغانستان والدول المجاورة، حين غضت الطرف عن تغذية وترعرع تنظيم "القاعدة"، لم يحصنها من الاحداث الضخمة في 11 ايلول من العام 2001 وما سبقها وتلاها من تفجيرات ارهابية في عمق الحضن الاميركي واطاحت بنفوس الآف الضحايا الاميركيين!
الملاحظ أن التحذير الاميركي الآخير قد تزامن مع تسليط وزير الامن الداخلي الاميركي جيه جونسون الضوء على معلومات استخبارية متقاطعة تدعو للتنبه من عمليات ارهابية ضد مراكز للتسوق على اراضي الولايات المتحدة الاميركية، الامر الذي استدعى من السلطات اتخاذ اجراءات غير عادية لتأمين حماية مشددة في محيط تلك المراكز.
فهل سيعيد التاريخ نفسه مع تنظيم "داعش" الذي تثبت التقارير المعلوماتية والصحفية يوماً بعد آخر، مدى "التسامح" الاميركي في تكبير حجم هذا الوحش الارهابي! منذ تبشير كبار المسؤوليين الاميركيين منذ عدة سنوات بوجوب تحقيق "الربيع العربي" و"الشرق الاوسط الجديد" وما الى ذلك من تسميات؟ حيث سيستفيق المواطنون الاميركيون على ما قد ينسيهم ما حدث في 11 ايلول؟ أم ان اسقاط اسماء بعض الدول في أحدث تحذير صادر عن الادارة الاميركية لا يعدو كونه "رسالة مبطنة" الى تلك الدول وما قد ينتظرها من احداث امنية؟