الأزمة الأوكرانية تنتقل إلى "الدائرة المغلقة" بين أوباما وقادة أوروبا

الأزمة الأوكرانية تنتقل إلى "الدائرة المغلقة" بين أوباما وقادة أوروبا

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٣ مارس ٢٠١٥

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيشارك، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر عبر الدائرة المغلقة مع قادة أوروبيين بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، حول الأزمة في أوكرانيا و"الأمن العالمي".
وقال المتحدث باسم كاميرون إن المحادثات بين أوباما والقادة الأوروبيين ستتناول خصوصا النزاع في أوكرانيا وستركز على "أهمية تطبيق اتفاقات مينسك"، مضيفاً "اذا لم تلعب روسيا دورها في تطبيق الاتفاقات.. نعتقد أنه يجب فرض عقوبات جديد".
ويشارك في هذا المؤتمر المغلق، الذي سيبدأ بعد ظهر اليوم، رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رنزي ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.
وفي الوقت نفسه لا يزال الوضع الأمني متوتراً في شرق أوكرانياً، حيث أفاد مصدر عسكري أوكراني وكالة "رويترز"، اليوم، أن ثلاثة جنود أوكرانيين قُتلوا وأصيب تسعة خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة في شرق البلاد حيث يقاتل الجيش الأوكراني انفصاليين موالين لروسيا.
ولم يذكر المصدر المزيد من التفاصيل، إلا أن متحدثاً عسكرياً قال في وقت سابق إن الانفصاليين قصفوا مواقع أوكرانية 22 مرة أمس الاثنين.
وفي سياق المساعي الدولية لحل الأزمة، أعلنت الرئاسة الأوكرانية، في بيان، أن الرؤساء الفرنسي والأوكراني والروسي والمستشارة الألمانية اتفقوا على نشر مراقبين لـ"منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" في النقاط الساخنة على طول خط الجبهة في شرق أوكرانيا، حيث تسجل انتهاكات للهدنة باستمرار.
وقال البيان إنه تم التوصل إلى هذا الاتفاق، خلال اتصال هاتفي بين الرؤساء فرنسوا هولاند وبيوتر بوروشينكو وفلاديمير بوتين وميركل.
وتابع أن "المتحاورين دعموا الاقتراح الأوكراني بنشر مراقبين من "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" في كل النقاط التي ينتهك فيها وقف إطلاق النار بدءاً بعشر بلدات" في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وكانت الرئاسة الفرنسية ذكرت أن القادة الاربعة "بحثوا في تطبيق حزمة الإجراءات التي أُقرت في مينسك في 12  شباط الماضي. وسجلوا حصول تقدم، مع ضرورة العمل على تعزيزه".
وأضاف الإليزيه أن "القادة الأربعة اتفقوا على الطلب من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن تلعب دوراً مباشراً من أجل تعزيز وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة وتقديم تقرير يومي حول تطبيق ذلك".
وأوضحوا أن وزراء خارجية الدول الأربع سيجتمعون الجمعة المقبل، "للتأكد من متابعة تطبيق حزمة الإجراءات التي أُقرت في مينسك".
في سياق متصل، كانت روسيا وأوكرانيا قد توصلتا بوساطة الاتحاد الأوروبي، أمس، إلى اتفاق لتسليم شحنات الغاز حتى نهاية آذار، ما يضمن لأوروبا إمداداتها الشتوية من الغاز الروسي والتي كانت مهددة بسبب خلاف بين موسكو وكييف حول إمداد شرق أوكرانيا الانفصالي بالغاز.
وتم التوصل إلى الاتفاق اثر محادثات استمرت نحو خمس ساعات في بروكسل بين وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك ونظيره الأوكراني فولوديمير ديمشيشين، وبوساطة نائب رئيس المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش.
وقال سيفكوفيتش "أنا راض عن تمكننا من ضمان التطبيق الكامل لرزمة الشتاء لاحتياجات (الغاز) في أوكرانيا"، في إشارة إلى الاتفاق الذي تنتهي مدته في 31 آذار والذي كانت روسيا هددت بإلغائه.
وأضاف "كما اتفقنا على إجراء مفاوضات ثلاثية حول متابعة حزمة الشتاء. أنا مطمئن إلى أن توريد الغاز إلى الأسواق الأوروبية لا يزال مؤمنا.
ان الشركة الأوكرانية "نفطوغاز تتعهد أن تدفع سلفاً في آذار لغازبروم ثمن مشتريات تغطي حاجة البلاد.  إن غازبروم تضمن عبور مشتريات الاتحاد الأوروبي من الغاز وتوصيلها إلى النقاط المتفق عليها بين الجانبين حتى 114 مليون متر مكعب من الغاز يوميا وعلى أساس الدفعات المسددة سلفا".
وسددت "نفطوغاز" في نهاية هذا الأسبوع دفعة مسبقة بقيمة 15 مليون دولار مقابل مشترياتها لشهر آذار، وهو مبلغ "يكفي لدفع ثمن مشتريات يوم واحد وفقاً لمستوى الشحنات الحالية"، بحسب ما أوضح متحدث باسم "غازبروم."
وكانت المجموعة الروسية هددت بوقف شحناتها من الغاز إذا لم يتم تسديد ثمن المشتريات، وهو وضع ما كانت لتتحمله أوكرانيا التي بلغت احتياطاتها في الأول من آذار 8,1 مليارات متر مكعب، أي 25 في المئة من قدرة التخزين لديها، بحسب معطيات مؤسسة "البنية التحتية للغاز في أوروبا".