واشنطن جاهزة تقريباً للتحالف مع دمشق

واشنطن جاهزة تقريباً للتحالف مع دمشق

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٣ مارس ٢٠١٥

 في حين لا يتوقع أحد إبرام اتفاق شامل بين الولايات المتحدة وإيران قبل نتائج الانتخابات التشريعية الإسرائيلية في 17 آذار، يواصل البيت الأبيض دفع مشروعه لمكافحة الدولة الإسلامية، وذلك بالتحالف مع سورية.
بدأت الفكرة تشق طريقها منذ أن تم الإعلان عن تغير بنسبة 180 درجة في سياسة لوبي الصناعات الحربية: وفقاً لراند كوربوريشن، فإن سقوط النظام السوري ستكون له ارتدادات كارثية على المنطقة بأسرها.
آخر ما حرر في هذا الخصوص، قيام شبكة الأمن القومي، وهي مؤسسة فكرية مزدوجة الولاء، مكلفة نشر المسائل الجيوسياسية في وسائل الإعلام، بنشر دراسة موجزة عن الخيارات الممكنة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
بينت الوثيقة بشكل خاص الموقف العبثي لرئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، جون ماكين. فهو لا يزال أهم مدافع عن مشروع تدمير سورية من الدولة الإسلامية، التي لم يخف حتى شهور قليلة، معرفته الشخصية بقادتها.
وقد تم الاعتراض عليه بثلاث حجج رئيسية:
■ أولاً، دعم علني للجهاديين، من شأنه أن يثير دعماً مماثلاً من إيران وروسيا لسورية، مع خطر تدويل الصراع.
■ ثانياً، انخراط الولايات المتحدة عسكرياً سيكون طويلاً جداً، ومكلفاً، ومحفوفاً بالمخاطر. أي أنه غير شعبي. والسناتور ماكين، نفسه، لم يوضح لماذا ينبغي على الولايات المتحدة أن تسلك هذه الطريق التي لن تستفيد منها إلا دولة واحدة فقط، هي إسرائيل.
■ ثالثاً، تجربة فيتنام تثبت أن هذا الصنف من الإستراتيجية ليس رابحا بالضرورة.
أثناء ذلك، تغيرت الكثير من الأشياء على الأرض.
■ إسرائيل التي كانت تقدم دعما عسكريا لكل فئات المعارضة السورية، «المعتدلين» أو الجهاديين، أوقفت دعمها. سفير الولايات المتحدة السابق روبرت اس. فورد، الموظف حالياً لدى مؤسسة فكرية تابعة لـ«آيباك»، أكد أن «المعتدلين» (أي الموالين لإسرائيل) لم يعد لهم وجود، وأنه لا يمكن السيطرة على الجهاديين، أي إنهم يشكلون خطراً على إسرائيل.
لهذا السبب، ومنذ رد حزب اللـه في 28 كانون الثاني الماضي، أوقف الجيش الإسرائيلي كل اتصال مع الجهاديين الذين كان حتى وقت قريب يسلحهم، ويداوي جراحهم، ويدعمهم بتغطية من طائراته الحربية.
■ ثبت ملك السعودية الجديد دعائم سلطته بطرد الأمير بندر وإسدال الستار على 35 سنة من التحكم بالإرهاب الدولي.
■ مع استمرارها في إبراز عضلاتها، وعلاقاتها الجيدة مع الجهاديين (ولاسيما أثناء استرداد رفات سليمان شاه)، إلا أن تركيا، أوقفت هي الأخرى دعمها للجهاديين، ورئيس استخباراتها حقان فيدان قدم استقالته من منصبه.
بالنسبة لواشنطن، فقد آن أوان التحالف مع دمشق ضد الدولة الإسلامية.
في هذه الحالة، ستتم عملياتهما بدعم من إيران وروسيا، وسوف يحظون بقيادة عالمية على غرار «عاصفة الصحراء» ضد صدام حسين.