على غرار مصر .. "عراك دبلوماسي واقتصادي" يلوح بالأفق بين ليبيا وتركيا

على غرار مصر .. "عراك دبلوماسي واقتصادي" يلوح بالأفق بين ليبيا وتركيا

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١ مارس ٢٠١٥

اتهم رئيس الوزراة الليبية المعترف به دولياً «عبد الله الثني» تركيا أمس، بأرسال أسلحة إلى مجموعة منافسة في طرابلس "لكي يقتل الشعب اللليبي بعضه بعضاً".

وقال «الثني» في تصعيد للهجته ضد أنقرة، إن حكومته ستوقف التعامل مع الحكومة التركية.

ونقلت قناة "سي بي سي" المصرية عن «الثني» قوله: "تركيا دولة لا تتعامل معنا بمصداقية، فهي تصدر لنا أسلحة لكي يقتل الشعب الليبي بعضه بعضاً".

من جانبه نفى المتحدث باسم الخارجية التركية «تانجو بلجيتش» بشدة مزاعم الثني ودعا الحكومة الليبية لدعم مساعي الأمم المتحدة من أجل الحوار السياسي في البلاد.

وجاء ذلك في بيان الخارجية التركية، وأضاف البيان، أن "الخارجية التركية ترفض تصريحات رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني، كما رفضت تصريحات سابقة، استهدفت تركيا ورئيسها"، مشددة على أن تصريحات «الثني»، مجانبة الصواب ولا أساس لها.

ولفت البيان إلى أن تصريحات «الثني»، "بعيدة عن الواقع، ولا تعبر عن المشاعر التي يكنها الشعب الليبي تجاه الجمهورية التركية، ولا تمثل تطلعاته"، متسائلاً عن الفائدة التي تحققها مثل تلك التصريحات لليبيا.

وأشار البيان إلى أن إدلاء «الثني» بتلك التصريحات في بلد جار يحمل مدلولات معينة، قائلاً: "من الواضح أن الثني، لن يتمكن من الحصول على الشرعية التي يشعر أنه بحاجة إليها، من خلال تقديم نفسه كأداة بيد بعض الأوساط التي تمتلك نواياً مبيتة، كما نتمنى من الشخص المذكور، أن يبدأ في أقرب وقت بخدمة مصالح ليبيا والشعب الليبي، لا مصالح الدول الأخرى".

وشدد بيان الخارجية على أن "الطريق الأمثل الذي يضمن تأسيس مستقبلٍ مشرقٍ تستحقه ليبيا، يمر من خلال تقديم مساهمات صادقة، لمرحلة الحوار بين جميع الأطراف في ليبيا، والتي تجري برعاية من الأمم المتحدة".

وسبق للحكومة الليبية المعترف بها دولياً أن هددت بأنها ستلغي جميع التعاقدات مع الشركات التركية، لأنها تعد أنقرة حليفاً للحكومة الغريمة لها في طرابلس.

وكان مجلس الأمن الدولي فرض حظراً على تجارة الأسلحة مع ليبيا عام 2011، من أجل عدم وصول الأسلحة إلى نظام العقيد «معمر القذافي» أثناء قمعه للانتفاضة التي اندلعت في البلاد.

وتعاني ليبيا فوضى سياسية وأمنية بالغة منذ الإطاحة بالزعيم «معمر القذافي» من سدة الحكم عام 2011، حيث تتصارع في ليبيا إداراتان أحدهما في العاصمة طرابلس بعد أن سيطرت عليها جماعة مسلحة تدعى "فجر ليبيا" في يوليو/تموز الماضي، وأعادت تكليف البرلمان السابق، والثانية هي حكومة رئيس الوزراء «عبد الله الثني»، التي تحظى باعتراف دولي.

ولا تسيطر حكومة «الثني» على كافة الأراضي الليبية، إذ اضطرت ومجلس النواب المنتخب إلى الانتقال إلى مدينة طبرق الشرقية بعد سيطرة المجموعات المسلحة على العاصمة طرابلس.

وتسعى الأمم المتحدة للتوسط بين أطراف النزاع من أجل التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة.