أزمة أوكرانيا إلى مجلس الأمن.. وبوروشينكو يخشى "تهديد" روسيا

أزمة أوكرانيا إلى مجلس الأمن.. وبوروشينكو يخشى "تهديد" روسيا

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٧ فبراير ٢٠١٥

يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، اجتماعاً طارئاً حول النزاع في أوكرانيا لبحث الهدنة التي لم يكد يسودها الهدوء لمدة يومين في الشرق الإنفصالي مع سحب الأسلحة الثقيلة من الجبهة، حتى أُعلن عن مقتل ثلاثة جنود وجرح سبعة في الساعات الـ24 الأخيرة، بحسب ما أعلن المتحدث العسكري اندري ليسينكو، فيما قال الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو إن روسيا تمثل "تهديداً عسكرياً" حتى إذا صمدت الهدنة.
وأضاف الرئيس الأوكراني، اليوم الجمعة، أن "تهديداً عسكرياً من الشرق" سيظل قائماً، حتى إذا صمد اتفاق سلام بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.
وأضاف، في كلمة أمام الجامعة العسكرية الوطنية بثها التلفزيون: "حتى في ظل أكثر السيناريوهات تفاؤلاً... سيظل التهديد العسكري من الشرق مع الأسف" مشيراً بشكل غير مباشر إلى روسيا.
ومن جهتها، أكدت روسيا اليوم، مشاركتها في الاجتماع الثلاثي المقرر عقده الاثنين المقبل، في بروكسل لمحاولة تسوية خلافها مع كييف حول تسليم مجموعة "غازبروم|" شحنات من الغاز إلى الانفصاليين في شرق اوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، ذكرت وكالة الإعلام الروسية "ريا نوفوستي"، اليوم، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري قد يجتمعان في جنيف يوم الثاني من آذار.
وقال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك، في تصريحات نقلتها وكالة "ريا نوفوستي"، لقد "أكدت مشاركتي ومن المقرر أن نبحث مجمل المسائل المرتبطة بعلاقاتنا في بروكسل"، مشيراً إلى أن مسألة إمدادات الغاز الروسي للمناطق الانفصالية "سيتم التطرق إليها حتماً" خلال الاجتماع.
إلا أن نوفاك أشار إلى أن روسيا يمكن أن تتوقف عن إمداد أوكرانيا بالغاز، قبل اجتماع الاثنين، ما لم يتم تسديد الدفعة المقبلة المتوجبة على شركة "نفطوغاز" الأوكرانية.
وأكد انه "بحسب معلومات غازبروم فإن الجانب الأوكراني قام بتحويل 15 مليون دولار لكن هذا المبلغ لم يصل بعد إلى غازبروم".
وكانت المفوضية الأوروبية عرضت، في وقت سابق هذا الأسبوع، عقد اجتماع ثلاثي في بروكسل بحضور وزيري الطاقة الأوكراني والروسي، خوفاً من أن تتأثر إمدادات الاتحاد الأوروبي في حال قطع الغاز الروسي عن أوكرانيا.
وكانت "نفطوغاز" أعلنت أمس، أنها ستحضر الاجتماع بصفتها "عضواً في الوفد الأوكراني بقيادة وزير الطاقة فولوديمير دمتشيشين".
وتصاعد التوتر حول الغاز بين روسيا وأوكرانيا بعدما باشرت مجموعة "غازبروم" الروسية، الأسبوع الماضي، تسليم الغاز مباشرة إلى المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون بحجة أن كييف توقفت عن إمدادها.
وتعتبر موسكو ان هذه الشحنات تدخل في سياق العقد الذي ابرم في تشرين الأول بين "غازبروم" الروسية ومجموعة "نفطوغاز" الأوكرانية، أثر وساطة للمفوضية الاوروبية، وانه يترتب على كييف دفع ثمنها، وهو ما ترفضه الشركة الأوكرانية مشيرة إلى انه ليس لديها أي وسيلة للكشف على كمية الإمدادات ووجهة استخدامها.
وحذر المتحدث باسم غازبروم سيرغي كوبريانوف "نحن مستعدون لاستثناء مسألة تسليم الغاز إلى دونباس من المفاوضات الجارية مع نفطوغاز.. لكن اذا لم تصل الأموال في الوقت المحدد فسنوقف تسليم الغاز".
وتمر حوالى 15 في المئة من إمدادات الغاز الإجمالية إلى الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا.
وفي سياق متصل، قال سفير الصين لدى بلجيكا تشو شينغ إن القوى الغربية يجب أن تضع مخاوف روسيا الأمنية المشروعة بشأن أوكرانيا في الاعتبار، في تأييد صريح غير معتاد لموقف موسكو من الأزمة.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) تصريحات تشو، أمس الخميس، وألقى فيها باللوم في الأزمة الأوكرانية على عاتق المنافسة بين روسيا والغرب وحث القوى الغربية على "التخلي عن عقلية المكسب والخسارة".
وقال إن "طبيعة ومنشأ القضية" في هذه الأزمة هو "المباراة" الجارية بين روسيا والقوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ورأى أن التدخلات الخارجية من القوى المختلفة صعّدت الأزمة وحذّر من أن موسكو ستشعر بالغبن وأنها تلقى معاملة ظالمة إذا لم يغير الغرب منهجه.
ونقلت الوكالة عن تشو قوله "على الغرب التخلي عن عقلية المكسب والخسارة وان يضع المخاوف الأمنية الروسية الحقيقية في الاعتبار".

في غضون ذلك، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعه بطلب من فرنسا وألمانيا، حيث سيستمع أعضاؤه الـ15 إلى تقارير من مسؤولي "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" المكلفين مراقبة وقف إطلاق النار قبل إجراء مشاورات مغلقة، بحسب ديبلوماسيين.
ويجري هذا الاجتماع بعد عام بالتمام على اقتحام فرقة خاصة موالية لروسيا برلمان القرم، الذي كان أول مرحلة في ضم روسيا شبه الجزيرة الأوكرانية الذي سبق انفجار الوضع في شرق البلاد.
ويبدو الغربيون وفي مقدمهم الأميركيون غير مقتنعين بإرادة روسيا تهدئة الأزمة. فقد أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن موسكو "لا تفي بالتزاماتها في إطار اتفاقات مينسك".
وتابع أن بريطانيا لا تستبعد "إمكانية" تنفيذ المتمردين هجوماً في المستقبل.
لكن الولايات المتحدة سجلت أمس، تحسناً "طفيفا" في الوضع في شرق أوكرانيا، في أول تعليق إيجابي يصدر منذ أيام عن واشنطن التي نددت مع هذا بالانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار.

ميدانياً، قال أفاد المتحدث ليسينكو، اليوم، عن مقتل ثلاثة جنود في قتال مع الانفصاليين في شرق البلاد خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وقال المتحدث للصحافيين "في الأربع والعشرين ساعة الماضية قتل ثلاثة جنود أوكرانيين واصيب سبعة بجروح".
بدوره، أعلن المتحدث العسكري الأوكراني أناتولي ستيلماخ أنه "بسبب تراجع عدد الهجمات الكبير وعملاً باتفاقات السلام، يتواصل سحب المدافع من عيار 100 ميليمتر على طول خط الجبهة".
كذلك، أكد "رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من طرف واحد اليكساندر رخارتشينكو، اليوم، أن قواته "سحبت 90 في المئة" من أسلحتها الثقيلة.
وكان يُفترض أن يبدا، الأحد الماضي، سحب الأسلحة الثقيلة تطبيقاً لاتفاقات "مينسك 2" الموقعة بوساطة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وبحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن كييف أكدت أن الأمر غير وارد قبل التأكد من الاحترام التام لوقف إطلاق النار.
لكن يبدو أن الهدنة التي بدأت في 15 شباط محترمة نسبياً في الفترة الأخيرة.
وستكون سيطرة الانفصاليين على ماريوبول مرحلة محورية لتشكيل جسر بري بين روسيا والقرم بعد السيطرة على المحور الاستراتيجي ديبالتسيف، في الأسبوع الماضي، ما أتاح الربط بين معقلي النفصاليين دونيتسك ولوغانسك.
لكن بيان رئاسة الأركان الأوكرانية أشار إلى استعداد الجيش "لمراجعة الجدول الزمني لسحب الأسلحة في حال محاولات هجوم" ينفذها المتمردون الموالون لروسيا.
واعلن العقيد الأوكراني سيرغي فولوشكو عن إبقاء ما يكفي "من القوات والمعدات على طول خط الجبهة في حال انتهاك وقف اطلاق النار" من طرف المتمردين "والقوات الروسية التي تدعمهم".

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية سيرهي جالوشكو، في إفادة تلفزيونية، أن أوكرانيا ماضية في سحب أسلحتها اليوم الجمعة لكن الجيش ما زال في حالة تأهب قصوى تحسبا لشن الانفصاليين أي هجوم جديد.
وأضاف "ما زالت هناك قوات وموارد كافية على طول خط الجبهة تحسباً لانتهاك الإرهابيين والقوات الداعمة لهم لوقف إطلاق النار."