اليمن: عدن عاصمة سياسية.. خليجياً

اليمن: عدن عاصمة سياسية.. خليجياً

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٧ فبراير ٢٠١٥

لم يصبر الخليجيون طويلاً على محاولة فرض سياسة فدرلة علنية في اليمن، حتى كان يوم أمس، مرحلة مفصلية في مسار نقل العاصمة السياسية والديبلوماسية من صنعاء إلى عدن، فيما كان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر يلتقي بالرئيس اليمني المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي.
وباشر السفير السعودي لدى اليمن مهامه من عدن بعد حوالي أسبوعين من إغلاق السفارة في صنعاء، إذ جاء في رسالة إلكترونية مصدرها السفارة السعودية أن «سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد سعيد آل الجابر باشر عمله في مقر السفارة في مدينة عدن بعد تعليق لعمل السفارة في صنعاء جراء الوضع الأمني».
وأكدت الرسالة التي وزعتها السفارة السعودية «دعم الشعب اليمني الشقيق ورئيسه الشرعي عبد ربه منصور هادي لتحقيق الأمن والاستقرار بما يساعد على استكمال العملية السياسية وتنفيذ ما تبقى من المبادرة الخليجية وإنهاء حالة الصراعات وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني».
وتعليقاً على تحول الثقل السياسي إلى عدن، والمقاطعة الدولية لصنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، قال المحلل السياسي والعسكري العميد الركن ثابت حسين لوكالة «فرانس برس»: «لقد انتقل مركز الثقل السياسي والديبلوماسي إلى عدن»، معتبراً أن ذلك «يمكن أن يشكل نقطة تحول في إعادة العملية السياسية إلى مسارها».
وحول ما إذا كان هادي سيعلن عدن عاصمة مؤقتة للبلاد، قال المحلل إن ذلك ليس بالأمر السهل. فمن جهة، يواجه هادي في الجنوب موقف الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال والذي لا يريد أن تكون عدن عاصمة لليمن الموحد بل عاصمة لدولة الجنوب التي يطالبون بإقامتها، ومن جهة أخرى لا يريد أن يستفز الجمهور الشمالي.
وقال حسين إن «الرئيس متريث... ويريد أن يتخذ الحوثيون من هكذا إعلان حجة للحشد باتجاه الجنوب»، مذكراً بأن عدن تتمتع بموجب الدستور بصفة «عاصمة اقتصادية» وهي «بمثابة عاصمة ثانية» للبلاد.
وفي عدن، التقى هادي المبعوث الأممي، غداة لقائه مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني.
وقال بن عمر في مؤتمر صحافي عقده في عدن إنه أعرب لهادي عن أمله «في أن تكون عودته إلى مزاولة مهامه عاملاً مساعداً على إخراج اليمن من الأزمة».
وإذ أشار إلى أنه ناقش مع الرئيس اليمني «الأوضاع الشاذة في اليمن وسبل الخروج منها بطرق سلمية»، شدد بن عمر على أن «الرئيس الهادي متمسك بالحوار لحل الخلافات وأدان اللجوء إلى العنف لتحقيق أغراض سياسية». كما ألمح إلى أنه قد يتخذ شخصياً خلال أيام قراراً حول المكان الذي يفترض أن ينتقل إليه الحوار الوطني خارج صنعاء.
وأضاف: «توافقنا على أن تبدي كل الأطراف حسن النية في الحوار»، وأن تكون «مرجعية الحوار، المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار واتفاقية السلم والشراكة»