داعش يعتبر ليبيا بوابته الاستراتيجية إلى «دولة الخلافة»

داعش يعتبر ليبيا بوابته الاستراتيجية إلى «دولة الخلافة»

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٧ يناير ٢٠١٥

 نشر تنظيم داعش الإرهابي على أحد مواقعه، تقريراً مفصلاً بعنوان "ليبيا البوابة الاستراتيجية للدولة الإسلامية"، يشرح من خلاله أسباب اهتمامه بليبيا، وأبرز ميزاتها التي تجعل منها نقطة انطلاق هامة نحو تحقيق دولة الخلافة.

ويأتي التقرير بعد شهور من توسع التنظيم في بعض أنحاء ليبيا، واتخاذه من منطقة درنة "عاصمة" له في أفريقيا، وذلك بعد "مبايعة" عدد من سكانها لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

لماذا ليبيا؟
يشير التقرير في مقدمته إلى أبرز ميزات ليبيا من وجهة نظر التنظيم الإرهابي، فيقول: "فضلاً عن تناغم المكونات الاجتماعية في ليبيا، وكون 99% منهم من أهل السنة المالكية، عدا أقلية إباضية، أضف لذلك أن الله هيأ لهذا البلد موقعاً استراتيجياً وإمكانيات ضخمة، ومن الممكن الاستفادة منها بشكل كبير لو تم استغلالها بشكل جيد".

موقع استراتيجي
وتتمتع ليبيا، وفقاً للتقرير، بـ "موقع استراتيجي يمكنها من تخفيف الضغط على مناطق دولة الخلافة في العراق والشام، حيث تتميز ليبيا بمساحة كبيرة جداً وبصحراء شاسعة لا يمكن مراقبتها، وبجبال محصنة تجعل الطائرات عديمة الجدوى".

ويتابع التقرير بلغته المتطرفة "من الصعب جداً أن تتمكن الطائرات الصليبية من مراقبة الأرض الليبية بالكامل وهذا كان واضحاً وبشدة في عدم قدرة الطائرات الصليبية على الحد من حركات قوات الطاغوت الكافر معمر القذافي أيام أحداث الثورة الليبية، لذلك نجدهم الآن يخططون لحملة صليبية و اجتياح بري في حالة تأزمت أوضاعهم في ليبيا".

ويضيف التقرير"يكفي أن نقول أن ليبيا تطل على بحر و صحراء وجبال وعلى 6 دول (مصر، السودان، تشاد، النيجر، الجزائر، تونس).

كما أكد أن "ليبيا ذات ساحل طويل ومطل على دول الجنوب الصليبي، والتي يمكن الوصول لها بسهولة عن طريق الزوارق البسيطة، ولعلنا ننوه إلى كثرة الرحلات لما يسمى (الهجرة غير الشرعية) في هذا الساحل، وبأعداد مهولة، فيما تقدر بحوالي 500 شخص يومياً على أقل تقدير، ونسبة كبيرة منهم يستطيعون تجاوز النقاط البحرية الأمنية والوصول لداخل المدن، وإذا تم استغلال هذه الجزئية وتطويرها استراتيجياً بالشكل المطلوب، فسيقلب حال دويلات الجنوب الأوروبي للجحيم وإذا توفرت الإمكانيات، يمكن إقفال الخط الملاحي و استهداف سفن الصليبيين وناقلاتهم".

السلاح
وعن السلاح المتواجد في ليبيا، يقول كاتب التقرير: "لو حاولت أن أصف لكم حجمه فيكفيني أن أقول لكم أن تسريب مجموعة من سلاح ليبيا إلى مالي أمكن الحركات الجهادية هناك في مدة قصيرة جداً، أن تسيطر على أكثر من ثلثي دولة مالي، وهذا مجرد سلاح مهرب فكيف بباقي السلاح ، ولا ننسى أن مالي لا يوجد لها حدود مع ليبيا، فكيف إذا كانت لها حدود".

ويتابع التقرير "هذا غير مستغرب حيث من المعروف أن الطاغوت القذافي سخَّر كل عائدات النفط الليبي التي تتراوح ما بين ثلاثين إلى خمسة وأربعين مليار دولار في السنة لشراء السلاح والعتاد الحربي وتخزينه".

ونقل كاتب التقرير عن صحيفة ناشيونال بوست الكندية أن الأراضي الليبية تمثل أكبر مخزون للسلاح في العالم، مما يشكل ما أسمته الصحيفة (خطراً جدياً على جيرانها)، كما ذكرت الصحيفة أن فرنسا قد تضطر إلى التدخل بمفردها إذا فشلت في حشد التأييد الدولي، كما فعلت في مالي".

ولفت إلى أن "الأسلحة التي تم تهريبها خارج ليبيا، وفقاً تقرير آخر يسمى بطاغوت الأمم المتحدة- تقدر بـ 20 مليون قطعة سلاح منذ مقتل القذافي، وتتضمن هذه الأسلحة الصواريخ والقذائف وبنادق وكميات صغيرة من مركبات كيميائية، منها مسحوق كعكة اليورانيوم الصفراء التي ظلت في ليبيا حتى بعد إلغاء القذافي برنامج الأسلحة النووية".

مفتاح للتمدد
وختم التقرير بتوجيهه رسالة إلى عناصر داعش "يا إخوتي إن ليبيا بإذن الله هي مفتاح مصر وتونس والسودان ومالي والجزائر والنيجر، وهي نقطة ارتكاز للتمدد نحو إفريقيا و المغرب الإسلامي".

وأضاف "ولكن ليصبح هذا الحلم حقيقة يجب التحرك بسرعة حيث لا يمكن إغفال جزئية الوقت والحرب الإعلامية، ولا ننسى تحرك العملاء للتخلص من هذه الترسانة العسكرية وتسليمها للصليبيين، وأنت أولى هذه المحاولات أثناء الثورة الليبية، بعد أن قامت وزارة الخارجية الأمريكية بتكوين فريق، ومعه 14 خبيراً تقنياً قدروا وجود أكثر من 20 ألف صاروخ أرض- جو في ليبيا، وكانت تصريحات إعلامية لفتت إلى أن هناك خطة ليبية أمريكية لوضع برنامج مشترك لبيع ما تبقى (صالحاً) من هذا السلاح".