سيناريو افتراضي لوصول عون الى بعبدا: القوّات ترث الأرض والجميل الى «الداخليّة» !!

سيناريو افتراضي لوصول عون الى بعبدا: القوّات ترث الأرض والجميل الى «الداخليّة» !!

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤


اما وقد تم الكشف عن قنوات الحوار السرية الفاعلة والقائمة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ممثلة بالنائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات ملحم رياشي فإن ما سبق هذه المرحلة من ازاحة الستار بشكل رسمي عن هذه القنوات اتاح لمصادر مطلعة على جانب من الحوار القائم الكشف عن ايجابية وسرية ما جرى خلال الاسابيع الماضية في الرابية ولو لم تكن الحوارات الجارية منتجة وسبقت من يريد بها شرا لما كانت خرجت الى العلن بعض التسريبات ومعظمها يصب في مصلحة الزعيمين ميشال عون وسمير جعجع والمجتمع المسيحي على حد سواء والساحة اللبنانية بشكل عام وتورد هذه المصادر جملة من المعطيات تجمعت لدى الطرفين واصبحت تشكل قاعدة انطلاق نحو كافة المواضيع المطروحة مسيحيا ووطنيا ومنها رئاسة الجمهورية على وجه الخصوص وفق التالي:
اولا: ان تشجيع البطريركية المارونية للاطراف المسيحية على التحاور جاء وفق النتائج التي تجمعت لدى سيد بكركي عن خطورة بقاء الوجود المسيحي في لبنان والشرق خصوصا ان الدول الاوروبية تبدو غير معنية بالامر سوى من ناحية مصالحها مع المسلمين ذلك ان المجتمع المسيحي ككل لم يعد يشكل اهتماما لدى الدوائر الغربية بمقدار ما يهتم المسيحيون بتقطيع اشواكهم بأنفسهم وبالتالي فإن الخطورة على المكون المسيحي قائمة وما جرى للمسيحيين في العراق وسوريا وسط لا مبالاة المجتمع الدولي دفع البطريرك بشارة الراعي الى اعطاء الزخم والدعم للمتحاورين المسيحيين بعد لقاءات فردية جرت مع كل منهما.
ثانيا: كان لافتا التبريد القائم على ضفتي الحوار من التيار والقوات بحيث بات رجاء التلاقي امرا مرحباً به بعيدا عن الحملات الاعلامية بين الطرفين حتى ان التناغم وصل لدى بعض نواب التيار والقوات الى ملاقاة بعضهم على سلسلة مواضيع مطروحة وطنيا ومسيحيا.
ثالثا: ان اطلاق مبادرة الدكتور سمير جعجع منذ فترة بعيدة للحوار مع العماد ميشال عون لاقت ترحيبا غير مشروط من الرابية وافسحت له مكانة خاصة في تلك الدار، ولم يكن جعجع لينطلق نحو الرابية لولا احساسه الملموس بالخطورة القائمة على المجتمع المسيحي ككل، فالمنطقة قادمة على تغييرات جذرية جغرافيا وديموغرافيا ومسألة الوجود اصبحت على المحك وترتيب البيت الداخلي المسيحي امر مطلوب بسرعة دون القفز فوق القناعات الوطنية.
وتقول هذه المصادر ان ما بين القوات والتيار تراكمات عمرها عشرات السنوات وهي موجودة داخل كل بيت وكل حارة مسيحية وهذا ما يجب معالجته على خلفية ان ما بين الطرفين ليس بحجم ما هو قائم بين السنة والشيعة وبالرغم من ذلك جلسوا وتحاوروا بفعل الاوضاع المأزومة والمصيرية التي تتحكم بالمنطقة.
وتسرد هذه المصادر جملة من السيناريوهات التي لم يؤكدها اي طرف لا من جانب القوات او التيار الوطني الحر عن معطيات ايجابية للغاية ووصل الامر بهذه المصادر الى توسيع حلقة معلوماتها لتقول التالي:
أ- ان العماد ميشال عون مرتاح للغاية لمسار اللقاءات الجارية وكذلك الدكتور سمير جعجع مما يوحي بأن الامور اصبحت ممهدة اكثر للقاء عون - جعجع المباشر في الرابية بعد ايام عدة وتنقل عن بعض الكواليس المحيطة بالرجلين ان الاتفاق سوف يتم وفق قواعد الخلاص من الازمة ومصير الرئاسة ودور الدكتور جعجع المحوري فيها بحيث بات الرجل اكثر استقلالية في اتخاذ قراراته مع الاحتفاظ بمبادئه، وما يصح على جعجع يطبق على عون الذي يعي ايجابية التقارب المسيحي - المسيحي مع حفظ الادوار للجميع في المستقبل القريب خصوصا وان اللقاءات يحضرها عون وكنعان ورياشي سويا.
ب- تنقل هذه المصادر عن هذه الكواليس ان احد قادة التيار الوطني الحر صارح محدثه على انفراد في الرابية عن سؤال طرحه حول رأي القوات اللبنانية بالامور المطروحة من جانبكم فجاء الجواب من القيادي كالتالي: في الاسابيع المقبلة سوف يكون الكلام موحداً بين معراب والرابية.
ج - وتذهب هذه المصادر بعيداً في امكانية الاتفاق على مسائل عدة منها رئاسة الجمهورية التي ستكون لصالح العماد ميشال عون ذلك ان فراغ الكرسي المسيحي الوحيد في الشرق امر سيعتاد عليه اللبنانيون اذا ما استمر الوضع على حاله خصوصاً مع قاعدة ذهبية معتمدة في الساحة اللبنانية بربط الرئاسة للعماد عون مع سعد الحريري لرئاسة الحكومة وهذا ما تعرفه العواصم الاقليمية وسوف تترجمه لحظة اسقاط التسوية.
د- ان وصول عون الى بعبدا وفق توافق مع جعجع يعني ان القوات اللبنانية سوف يكون لها الكلام الفصل الى حد ما بعدما اعلنت القيادات الاسلامية بان الشأن الرئاسي هو مسيحي بامتياز ولذلك فان هذه المصادر تتحدث عن امكانية اعطاء قيادة الجيش لمقرب من القوات اللبنانية وهذا امر يعطي القوات مساحة للتقرب اكثر من المـؤسسة العسكرية وفتح صفحة لطاما كانت مؤلمة والمطلوب اغلاقها.
هـ - تثبيت اربع حقائب وزارية للقوات اللبنانية في اية حكومة مقبلة دون العودة الى حصة العماد ميشال عون فيها الذي لن يطالب بوزراء سياديين ما دام هو رئيسا للجمهورية وبالتالي رئيساً لكافة الوزراء.
و - اعطاء حقيبة الداخلية للنائب سامي الجميل ولحزب الكتائب كي لا يقال ان حزباً عريقاً كالكتائب تم تجاهله بل سيكون شريكاً اساسياً وهذا مطلب مشترك ما بين القوات والتيار الوطني.
ز - ان وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية وهو في عمر الثمانين سوف يسمح للقوات اللبنانية بالتمديد اكثر داخل الساحة المسيحية بناء على موقفه المسهل للاستحقاق الرئاسي الذي سيرى فيه المجتمع المسيحي امراً فائق الاهمية حتى ولو كان على النقيض منه، وبمعنى آخر فان القوات لديها فرصة لاستلام الارض اذا ما سارت الامور وفق المشتهى.
ح - تزداد فرص وصول الدكتور سمير جعجع الى قصر بعبدا في المرحلة التالية ويصبح وصول عون دلالة واضحة الى ضرورة اعتماد من يملك الاكثرية النيابية كي يملك مفتاح بعبدا ومن المتوقع ان تعزز القوات اللبنانية وجودها النيابي والوزاري وفي ادارات الدولة.
ط - وفق هذا المشهد تعتبر هذه المصادر انه بديلا عن اقناع الرئيس الحريري للدكتور جعجع بالعماد عون رئيسا فان جعجع بعد رحلته السعودية يبدو انه على وشك اقناع الحريري بعون؟؟
وسألت «الديار» مصدر رفيع في «القوات اللبنانية» عن رأيه بما تقدم فاكتفى بالقول: لا تعليق فيما لزم التيار الوطني الحر ومصادره بالصمت ولكن عدم التعليق والالتزام بالصمت يحملان الكثير من الدلالات بعد طول الكلام عن الرفض المطلق واستحالة التقارب ولكن المصدر القواتي صارح «الديار» ان القوات وخلال الحوار لم تطلب من عون العدول او العزوف عن الوصول الى بعبدا وكذلك التيار لم يطلب الامر نفسه بالنسبة للدكتور جعجع.