الأمريكيون يحاولون إذلال الروس عبر الصبي السعودي فكيف سترد موسكو!

الأمريكيون يحاولون إذلال الروس عبر الصبي السعودي فكيف سترد موسكو!

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٤

لا شك بأن السعوديين الآن يعيشون وهم قدرتهم على هز أركان القيصرية الروسية من بوابة الاقتصاد وتحديداً عبر النفط، الأمريكي شكر السعودي بكل "دماثة وبراءة" فيما السعودي يرفع عكاله عن كتفيه مزهواً.لقد كان الشكر الذي أبداه أكثر رجال السياسة الأمريكية تطرفاً " جون ماكين" مفاجأةً غير متوقعة، إذ أن الكل يعلم بأن بلاد الحجاز تُصنف بعد إسرائيل كولاية أمريكية في المنطقة، و فكرة تبعية العرش السعودي للغرب المتوحش فكرة بديهية، فما الذي عدا مما بدا؟أكث ما لفت في تصريحات جون ماكين قوله بأن أمريكا ليست المسؤولة عن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها روسيا، وإنما السعودية! وهل يصدق عاقل بأن لا سلطة لواشنطن على الرياض في مسائل هامة واستراتيجية كالنفط؟إن مجرد حديث ماكين عن مسؤولية السعودية وحدها عن الأزمة التي تمر بها روسيا، هي محاولة إذلال للروسي وبطريقة خبيثة من قبل السيناتور الصهيوني، هو أراد أن يوصل رسالة إلى موسكو ومفادها بأن دولة كالسعودية استطاعت هز عرش القيصرية التي تحاول مقارعة الأمريكي كقطب ، فكيف بواشنطن إن وضعت كل ثقلها ضد روسيا.السعودية رفضت تخفيض إنتاج النفط في إطار منظمة "أوبيك" ما أدى الى انخفاض أسعاره و أثر سلبا على الاقتصاد الروسي، السعودي ليس سيداً في منظمة أوبيك المسيطر عليها من قبل الأمريكيين ، لسبب بسيط هو أن النفط السعودي مسيطر عليه أمريكيا من ناحية استثماره سياسياً، بالتالي فإن أمريكا هي المسؤولة الرئيسية عما فعله الصبي السعودي، كيف للسعودي الذي يستعين بالأجانب في كل المجالات لتسيير دولته أن يكون على تلك الدرجة من الحذاقة كي يزعج الروس؟الأهم من كل ذلك هو كيف ستكون ردة الفعل الروسية على تصريحات ماكين التي زجت بالسعودية في الصراع الأمريكي ـ الروسي بشكل مباشرة عبر تحميلها مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي تمر بها موسكو؟ هل ستُصنف الرياض رسمياً على لائحة خصوم الروس؟ وهل سيؤدي ذلك أيضاً إلى تصعيد روسي في الملف السوري كرد على السعوديين والأمريكيين في آن واحد؟الشيطان السعودي يختبئ بين تفاصيل المصالحة المصرية ـ القطريةتحاول السعودية ترسيخ فكرة تمتعها بالدور الريادي في المنطقة العربية، غياب سورية والعراق وأوضاع مصر الغير مستقرة أدت إلى استفراد السعوديين بالساحة السياسية، قطر قُزمت وعادت إلى حجمها الطبيعي وباقي أعضاء النادي الملكي الخليجي من حكام " البحرين والكويت والإمارات" هي مجرد ملحقات للسعودي، العراق مشغول بحربه على الإرهاب وقبلها فتنة "الأنبار" المذهبية، فيما سورية لا تزال تخوض غمار حرب عالمية على أراضيها وأُضيفت لها أيضاً حرب ضد الإرهاب الداعشي.

مصر لم تستطع حتى الآن إعادة ترتيب أوراقها، وهي لم تستعد عافيتها كاملاً كدولة بما يجعلها مؤهلة لتسلم دور ريادي، لعّل الإرادة الأمريكية في التعويل على السعودي هي الواضحة في المشهد السياسي الحالي، خصوصاً وأن تركيا لم تعد الطفل المدلل للأمريكي، الأخوان المسلمون محرمون هكذا كان الشرط السعودي وهم باتوا كذلك فعلاً، الملف الأخواني عزز الشرخ بين الرياض وأنقرة على الرغم من محاولات البلدين عدم إظهاره.

الأتراك يواجهون مشاكل عديدة بدءاً من سوء علاقات تركيا مع دول الجوار، مروراً بالمشاكل مع الأكراد واتهامات المعارضة لحكومة العدالة والتنمية بالفساد وقمع الحريات وتكبيل الصحافة، وصولاً إلى الخلاف الأمريكي ـ التركي على خلفية الموقف السلبي الذي أبدته أنقرة من الحلف الدولي ضد داعش.

بالتالي فإن الظروف السابقة كلها أدت إلى عودة السعودي كصبي مدلل أوحد بالنسبة للأمريكي، وهذا فعلاً ما بتنا نراه في عدة ملفات، ملف استثمار النفط سياسياً ضد روسيا وإيران، وملف تزعم دول الخليج ووأد الخلافات بينها، وأخيراً ملف المصالحة المصرية ـ القطرية.من يتابع كل الصحف " الخليجية والمصرية والأردنية" سيجد مانشيتات كثيرة يتكرر فيها اسم الملك السعودي، هذا أيضاً دليل على مدى استفراد السعودية بالعديد من الملفات وبرغبة أمريكية طبعاً.

لا شك بأن مصالحة مصرية ـ قطرية من شأنها أن توحد المعسكر الذي تنتمي إليه السعودية، لا خلافات بين أنظمة الخليج، والأردن تابع، فيما تتم مصادرة مصر سعودياً، تتوفر الظروف المواتية لتشكيل قوة عربية موحدة برئاسة الرياض من أجل التفرغ للملفات الأكثر أهمية ألا وهو الملف السوري لاحقاً.

من منعكسات المصالحة المصرية ـ القطرية أيضاً إعادة ترطيب الأجواء بين كل من مصر وتركيا، إذ أن الدوحة ترتبط بأنقرة على خلفية الانتماء الأخواني، ولا شك من أن مصالحة مع قطر ستوفر للمصريين إعادة فتح القنوات مع الأتراك.

المصالحة لن تحول العناصر الأخوانية في مصر إلى مخلوقات محببة بالنسبة للسيسي، لذلك يُعتقد بأن القاهرة ستتفق مع الدوحة على نفي هؤلاء إلى خارج مصر، وستضمن بالمقابل تغيير سياسة قناة الجزيرة وعدم التدخل في الشؤون المصرية.

بالمحصلة فإن تلك المصالحة لها أهداف بعيدة واستراتيجية أكثر مما هو معلن، على الأقل وفق التخطيط السعودي " أو بالأحرى وفق إيعاز من واشنطن للرياض التي لا تستطع تسيير جماعةً من إبلها دون استشارة الأمريكي" الأيام القادمة ستوضح الصورة أكثر تجاه المساعي السعودية في توحيد جميع القوى لتركيزها في الملف السوري.