أسباب استقالة وزير الدفاع الامريكي وما علاقة الأسد؟

أسباب استقالة وزير الدفاع الامريكي وما علاقة الأسد؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٠ ديسمبر ٢٠١٤

أسطورة داعش تتهاوى بين الضربات الموجعة التي يتلقاها على يد كل من الجيشين العراقي و السوري و قوات البشمركة فمن عين العرب مرورا بدير الزور وصولا الى جبل سنجار في العراق مئات القتلى يوميا من هذا التنظيم وبين غارات الجيش السوري و غارات التحالف الدولي بدا هذا التنظيم يترنح و اظهر الى العالم مدى قوته الحقيقة.
لم يعد سر على احد ان من انشئ هذا التنظيم هو الأستخبارات الامريكية و من اخرج ابو بكر البغدادي من السجون الامريكية هم الاستخبارات نفسها. هذا من الوضع الميداني فقط اما عن الوضع السياسي فهو مختلف جدا يتم الحديث على ان هناك حوار جدي بين روسيا و امريكا و إيران و امريكا على اختلاف ما يتم الحديث عنه في الاعلام و الاتهامات المتبادلة بين بوتين و أوباما.
الجميع يعلم ان في السياسية ما يقال على الاعلام شيئ و تحت الطاولة هناك شيئ اخر لنأخذ مثال الحوار السوري السوري المزعم عقده في موسكو بين الدولة السورية و اطياف المعارضة المخلتفة وهناك مباركة امريكية لهذا لقاء ان لم يكن هناك حوار لولا بقليل بين القوتين العظمتين في العالم روسيا و امريكا هل لكان اطياف المعارضة وافقت الحضور؟ من جهة اخرى بوادر الحل للأزمة السورية حقيقة فأننا نرى نشاط لنائب وزير الخارجية الروسية بوغاندوف فأنه التقى امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله و الرئيس بشار الأسد و بعض قوى 8 اذار ليس جميعها .
كل ما يحصل ولا نسمع شيئ من دول الخليج ربما لم يستلموا أوامرهم من معلمهم الأمريكي بعد. منذ مدة خرج وزير الدفاع الأمريكي و استقال من منصبه في حركة صدمة الكثيرين هناك بعض الأقاويل في واشنطن ان نشب خلاف كبير بين تشاك هيغل وزير الدفاع السابق و الرئيس الامريكي و كان الخلاف بشان سوريا. تشاك هيغل يريد الاطاحة بالحكومة السورية قبل محاربة داعش اما الرئيس الامريكي يريد التعاون مع الروس و الحكومة السورية لمحاربة داعش.
في 14 من هذا الشهر شهدت جنيف لقاء بين وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ونظيره الامريكي جون كيري و هناك حديث ان ما دار في هذا اللقاء هو محاولة اقناع الإدارة الامريكية لدعم المقترح الروسي بشأن سوريا و الجدير بالذكر ان بعد هذا لقاء كان هناك اجتماع لمجلس التعاون الخليجي وصدر بيان خاتمي ان المجلس يريد حل سياسي للقضية السورية ولم يذكر سيمفونيته المعتادة عن مطلبه بالاطاحة بالحكومة السورية ابدا. كما ان هناك نشاط دبلوماسي كثيف الى دمشق فالأيام القادمة ستشهد اعادة افتتاح عدد من السفارة العربية و العالمية في سورية وهذا وحده يبرهن ان هناك اعتراف دولي بالحكومة السورية. هذا النشاط الدبلوماسي و السياسي يقابله الحديث عن أنشاء تحالف جديد لمحاربة داعش بين الجيش السوري و إيران و روسيا و العراق . اي اننا نرى توافق دولي ان لامجال بعد اليوم لدعم الإرهاب في العالم لأنه سيمتد الى العالم بأثره ورأينا ما حصل في مدينة سيدني الأسترالية وغيرها من المدن. كما أن الطوق حول مدينة حلب بات قريبا جدا ان يكتمل مدينة حلب وفصل مسحلين حلب عن مسلحين ريف حلب و دحر مسلحين داعش من محيط مطار ديرالزور .
كما رأينا ان الحكومة السورية لم تقع في الفخ الذي كان العالم الغربي قد نصبه إليها (خطة دي مستورا) لتجميد القتال في حلب و رأينا كيف بنود هذه الخطة كانت غامضة وغير مكتملة الوضع في سوريا اليوم بات مختلفا جدا عن الوضع قبل أشهر تقدم للجيش السوري على اكثر من جبهة نصر سياسي تحققه الحكومة السورية و حلفائها في اروقة المجتمع الدولي وقريبا أعتراف واضح وصريح بالحكومة السورية عالميا و الجميع يريد الجيش السوري شريكا رئيسيا لمحاربة داعش و الفكر المتطرف بالاضافة الى توافق إيراني روسي أمريكي بشأن سوريا يغضب العدو الإسرائيلي و بعض من اصدقائها العرب فمن جنوب لبنان مرورا بدمشق و بغداد وطهران وصولا الى موسكو و بكين بالإضافة لدول البريكس محور بات أقوى على جميع الصعد العسكرية و السياسية و الاقتصادية وبات منافسا قويا لأوربا و الخليج العربي و امريكا يمكننا القول اليوم أن العالم بات منقسم الى معسكرين شرقي وغربي كما كان في منتصف القرن الماضي.