صحيفة "التايمز": الغرب يدير "حرب سينمائية" على تنظيم "داعش"

صحيفة "التايمز": الغرب يدير "حرب سينمائية" على تنظيم "داعش"

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٠ ديسمبر ٢٠١٤

نشرت صحيفة"التايمز" البريطانية مقالا لماثيو باريس تحت عنوان "هوس الغرب يخدم تنظيم الدولة الاسلامية".
يقول "باريس" إنه على مدار العام المنصرم بدات شكوكه في الازدياد في أن كل الأطراف المتورطة حاليا في الصراع الدائر في العراق وسوريا اختارت بارادتها دخول تلك "الحرب" وأن الأخبار التي ملأت شاشات التلفاز واثارت ذعر الكثيرين كانت بقرار مسبق من المشاركين في ذلك المشهد، وفقا للكاتب.
ويؤكد الكاتب أن نظريته تلك التي بناها على متابعته للأحداث عن كثب قد يختلف عليها الكثيرون إلا أنها لا تقلل من فكرة وجود شرور حقيقية ترتكب خلال تلك الحرب وضحاياها في الأغلب من المدنيين.
وأضاف أن الافتراض الذي بنى عليه تلك النظرية هو أن الغرب مهووس بابراز ضحايا ما يسمى بالاعمال الارهابية على حد قوله أما ملاحظاته فتقول إنه بالرغم من كل الضجة المحيطة بـما يسمى "الحرب على الارهاب" الا ان عدد ضحايا تلك الحرب ضئيل للغاية على حد قوله والملاحظة الأخرى هي أن الغرب يبدو وكأنه يتوق لصياغة الأحداث السياسية في شكل "حرب" وهو ما يجعل تمييز الحقائق أمرا صعبا.
وأشار إلى أن قراءته للأحداث قد لا تكون قائمة على أساس علمي لكنه يرى على سبيل المثال الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية اقرب شبها لمشاهد الحروب الوسطى في الأفلام السينمائية منها للحرب العالمية الثانية من وجهة نظره.
وقال إن مقارنة بسيطة لضحايا الأعمال الارهابية او تلك المرتبطة بالتشدد الاسلامي في الولايات المتحدة وبريطانيا بضحايا الأمراض أو حوادث الطرق في نفس الفترة قد تثبت وجهة نظره تلك في أن الحرب الحالية أشبه لمشهد مسرحي تم اعداده مسبقا مشيرا إلى أنه في بريطانيا على سبيل المثال قتل 59 شخصا في عمليات مرتبطة بالحرب "ضد الارهاب" بينما قتل نحو 33 ألف شخص في حوادث للطرق منذ هجمات سبتمبر.
ورجح الكاتب أن تنتهي الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية بلا انتصار أو هزيمة عندما يمل أطرافها أو أن يتحقق الهدف منها من البداية التي يرى أنه يتمثل في ايجاد سبب يوحد الغرب بعد سنوات من الحرب الباردة وهو الأمر الذي تلاقى مع سبب مشابه لدى مجموعة من المتطرفين ومهووسي التعصب الديني في أن يتسبب تدخل طرف آخر في تحقيق بعض المكاسب والتضامن لمجابهة ذلك "الآخر".