كيري ولافروف: تفكيك ألغام «جنيف1»؟

كيري ولافروف: تفكيك ألغام «جنيف1»؟

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١٥ ديسمبر ٢٠١٤

احتمالات التسوية السورية، على الأقل في شقها الحلبي، تتسابق مع أصوات قرقعة السلاح الأوكراني ومسارات التفاهم المتحركة، سواء في لقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين، أو في اللقاء بين وزيري خارجية أميركا جون كيري وروسيا سيرغي لافروف.
وليس أمام روما سوى أن تشعر بالغبطة وهي في رئاستها للاتحاد الأوروبي، تشهد تعديلات لا يستهان بها في الخيارات الأوروبية بشأن الصراع السوري، بعد ثلاث سنوات على قرار الأوروبيين سحب سفرائهم من دمشق، وقطع جسور التواصل ـ العلني على الأقل ـ مع السلطات السورية.
وبينما يرفض مصدر إيطالي تحدثت إليه «السفير» تأكيد أو نفي الأنباء التي تشير إلى احتمال عودة تنشيط السفارة الايطالية في العاصمة السورية قريباً، إلا أن الحركة الايطالية كما يراها مصدر آخر واسع الاطلاع، تتبنى مقاربة «اللامواجهة» والرهان على اقتراح «حلب أولاً»، لتكون مدخلاً لتسوية أوسع لاحقاً، تقتضي حتماً في سبيل إنجاحها، التواصل العلني مع أطراف الحرب كافة، تماماً مثلما تفعل موسكو والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
ولهذا، فإن للقاء بين كيري ولافروف أهمية لا يمكن تجاهلها، برغم انعقاده على خلفية التوتر المتصاعد بشأن أوكرانيا، بعد قرار الكونغرس الأميركي السماح للإدارة الأميركية تقديم «معدات قاتلة» للقوات الأوكرانية لمواجهة المتمردين المدعومين من موسكو، تماماً مثلما يفعل الأميركيون على الجبهة السورية، بتقديم أسلحة نوعية لفصائل مسلحة، باسم الضغط من أجل الحل السياسي!
وإذا كانت للأزمة الأوكرانية تعقيداتها الخاصة، إلا أن التقديرات المتداولة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد لا يذهب، حتى الآن، إلى حد الانخراط بشكل اكبر في مواجهة عسكرية غير مباشرة مع الروس، برغم سلسلة العقوبات التي تتابع واشنطن فرضها على موسكو.
ومع ذلك، فإن التفاؤل بأن لقاء كيري ولافروف في روما سيجد نافذة للتفاهم بشأن سوريا، ما زال قائماً. وقال مصدر في وزارة الخارجية الايطالية لـ «السفير» إن «ايطاليا تعبر عن امتنانها لاختيار روما مكاناً للقاء» بين الوزيرين الأميركي والروسي، معرباً عن الأمل تحديداً بأن يساهم اجتماعهما في «العمل على إيجاد سبل المضي قدماً بخطة دي ميستورا بشأن سوريا... خصوصاً خطة التجميد في حلب».
واللقاء بين لافروف وكيري يندرج في سياق الاجتماعات الكثيرة التي يعقدها الرجلان بشكل لم يسبق له مثيل بين وزراء خارجية البلدين خلال العقود الماضية. وتهيمن على لقاء روما، إلى جانب الأزمة الأوكرانية خيارات الأزمة السورية، سواء في ما يتعلق بجهود موسكو لاستضافة المفاوضات بين الحكومة السورية وقوى وشخصيات من المعارضة، أو في ما يتعلق بخطة دي ميستورا التي تعمل موسكو من أجلها من خلال السعي الحثيث إلى تفعيل فكرة «أصدقاء دي ميستورا»، كبديل سياسي أكثر عقلانية وقبولاً، من «مجموعة أصدقاء سوريا» السيئة الصيت، بممارساتها التي أطالت الأسى السوري.
صار الوقت ملائماً لانعطافة دولية، كما يقول الايطاليون، في ما يتعلق بالمعاناة السورية، بعد نحو أربعة أعوام على الحرب.
ويقول المصدر الايطالي الواسع الاطلاع، عشية الاجتماع المقرر لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، للبحث في خياري مؤتمر موسكو وخطة «حلب أولاً» وإمكانية رفد مسارهما بدعم أوروبي، إن خطة حلب ستكون بمثابة «مختبر للحوار» بين السوريين على الأرض، وتفتح الطريق أمام إنجاح أي عملية سياسية أكثر اتساعاً قد تنتج عنها على مستوى المشهد السوري ككل.
ماذا تريد روما؟ يقول المصدر الايطالي بهدوء «جنيف 1». لكن كيف وهي وصفة لم تلق قبولاً يكتب لها النجاح منذ أكثر من عامين بسبب إشكاليات التدخل الفظ بالنسبة للروس في مصير الرئاسة السورية وصلاحياتها؟ يقول المصدر الايطالي «نريد الآن جنيف واحد، مع تعديل في كيفية تطبيقه. هناك واقع على الأرض ونحن ندرك ذلك ويجب أخذه في الاعتبار. لكن هناك معايير حددها جنيف واحد يمكن تحقيقها وإنما من دون تقييد حركة دي ميستورا».
ورداً على سؤال بشأن النيات التركية واستمرار تدفق السلاح والمقاتلين من الحدود التركية بما يهدد حلب نفسها، أشار المصدر إلى أن الايطاليين قاموا، من جهتهم، بإبلاغ الأتراك بوضوح بأن «خطة حلب يجب أن يكتب لها النجاح، وأنها يمكن أن تكون نموذجاً يحتذى لمناطق نزاعات سورية أخرى».