محاربة الإرهاب بين التقارب الروسي السوري وتضارب أجندات التحالف الدولي

محاربة الإرهاب بين التقارب الروسي السوري وتضارب أجندات التحالف الدولي

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

دعا نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف واشنطن وحلفاءها للتخلي عن المعايير المزدوجة، والتعاون مع حكومات  الدول كافة بما فيها الحكومة السورية لمحاربة تنظيم داعش. المسؤول العسكري الروسي أعرب عن قلق بلاده من تشجيع بعض الدول نشاط جماعات إرهابية من أجل تنفيذ مهماتها الخاصة، مضيفاً أن هذه الجماعات كثيراً ما تخرج عن سيطرة مموليها وتبدأ العمل ضدهم.
كلام أنطونوف يأتي في وقت يبدو أن الخلافات تطغى على علاقات أميركا وحلفائها. تحت سقف هذا الحلف تنقسم الدول حول كيفية محاربة تنظيم داعش. يشكك بعضها بنجاح الضربات الجوية وحدها في استئصال التنظيم من العراق وسوريا ومنع تمدده إلى بلدان أخرى، بينما يعتقد آخرون أن هذه الضربات قد تشد عضد السلطة السورية وتقوي موقعها ميداناً.

التدخل البري لمواجهة التنظيم يعد نقطة الخلاف الأبرز بين الدول الأعضاء خاصة العربية منها. تدعم المملكة العربية السعودية مثلاً التدخل براً في كل من العراق وسوريا لتعزيز نتائج الضربات الجوية، بينما ترفضه الأردن. 

مؤخراً طفا الخلاف بين أنقرة وواشنطن على سطح الأحداث الدولية. حاول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تخفيف الاحتقان التركي، إلا أن أنقرة تصر على أن الضربات الجوية ليست كافية، وتطالب باتباع استراتيجية أكثر شمولاً، تتضمن رحيل الرئيس السوري الأسد، وإنشاء منطقة عازلة داخل سوريا بحجة حماية المدنيين.

فرنسا ذهبت بالطرح إلى أبعد من ذلك، وزير خارجيتها لوران فابيوس دعا إلى توجيه ضربات مباشرة لمواقع السلطة السورية وإقامة منطقة عازلة شمال البلاد. 

الدول الخليجية المشاركة في الحلف أيضاً تغرق في بحر انقساماتها، وبالرغم من إعلان مجلس التعاون الخليجي دفن الخلافات السعودية القطرية في الدوحة وتوحيد الروىء لمواجهة خطر تمدد داعش، إلا أن هذه الدول تواجه اتهامات غربية بتمويل التنظيمات الإرهابية. كان آخرها اتهام قطر بانشاء معسكر لتدريب عناصر من الجيش الحر. معسكر بحسب وكالة "رويترز" يقع بين الحدود السعودية وقاعدة العديد، التي تعد أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الأوسط.

هذه الخلافات تنسحب على محرك الحلف ذاته، فبالرغم من الحاجة الملحة لإظهار تماسك الإدارة الأميركية، إلا أن الانقسام داخلها حيال سوريا يبدو أكبر من أن يتم إخفاؤها. ولعل إبعاد وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل خير دليل على ذلك.