خبراء عسكريون: الجيش السوري فقد نصف عديده لكنه بات أقوى و أكثر تمرساً

خبراء عسكريون: الجيش السوري فقد نصف عديده لكنه بات أقوى و أكثر تمرساً

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

تحوّل الجيش السوري من قوة عسكرية نظامية تقليدية بنيت على الطريقة الروسية، إلى مجموعة جيوش صغيرة تخوض حرب عصابات إلى جانب مجموعات مسلحة حليفة.
ويقول خبير الشؤون العسكرية في “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” ارام نرغويزيان لوكالة فرانس برس ان “الخسائر العسكرية من الانشقاقات الى القتلى في المعارك الى عوامل الاستنزاف الأخرى، قلّصت عديد القوات المسلحة السورية بنحو 50 بالمئة”.
ويوضح ان الجيش السوري الذي كان يضم نحو 325 الف عسكري العام 2011، بات يضم حاليا نحو 178 الفًا فقط.
لكنه سرعان ما يستدرك قائلا “باختصار، ان 100 الى 150 الف جندي سوري و قد تم اختبارهم في ارض المعركة لأكثر من عامين من القتال، هم أكثر فعالية (…) من 300 الف جندي أمضوا ثلاثين عاما من الاسترخاء.
ويخوض الجيش السوري، معارك يومية على جبهات متعددة: مع المعارضة المسلحة وعلى رأسها فصائل “الجيش الحر”، بالاضافة الى “جبهة النصرة” (الفرع السوري لتنظيم القاعدة)، وتنظيم “داعش” الجهادي المتطرف.
وأثير في بداية النزاع احتمال انحياز المؤسسة العسكرية الى الحركة الاحتجاجية، كما حدث في مصر وتونس مع بداية “الربيع العربي”، لكن الجيش الذي خاض اربعة حروب مع اسرائيل وبني ليكون ندا لجيشها، أظهر بغالبيته ولاء لا يتزعزع للنظام.
وقتل في النزاع السوري نحو 190 الف شخص بينهم حوالى 40 الف جندي و27 الف مقاتل موالون للجيش، في مقابل نحو 55 الفًا من مقاتلي المعارضة والجهاديين، وفقا لارقام المرصد السوري لحقوق الانسان.
ورغم هذه الخسائر، لم يعلن الجيش حملات تجنيد، علما ان الخدمة العسكرية الاجبارية لا تزال مفروضة على الشبان السوريين لمدة سنة ونصف السنة وهي فترة يمكن ان تخضع للتمديد بناء على اوامر القيادة العسكرية.
ويقول مصدر رسمي في الجيش السوري لوكالة فرانس برس مؤكدا ان “قوة الجيش تزداد كمّا ونوعا”.
وفقد الجيش السوري في اولى فترات النزاع السيطرة على مناطق واسعة من البلاد، لكنه بدأ منذ اكثر من عام يستعيد بعض هذه المناطق في مسار بطيء يهدف اولا الى حماية العاصمة عبر احكام السيطرة على اريافها وخصوصا من جهة الشرق حيث يخوض معارك يومية مع مسلحين.
وكان الجيش السوري يقوم بالقصف والغارات الجوية فقط، لكنه سرعان ما بدأ يخوض معارك بالأسلحة الخفيفة على مسافة قريبة على طريقة حرب العصابات في الشوارع مستندا الى خبرات حلفاء متمرسين في هذا النوع من القتال، على رأسهم حزب الله اللبناني.
وتقول دراسة صادرة عن “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” في واشنطن ان “التمرد في سوريا وضعا القوات السورية (…) امام خياري التأقلم او الموت”.
وتشير الدراسة الصادرة في ايلول/سبتمبر الى ان تحولات كبيرة حصلت اعتبارا من بداية سنة 2013 في هيكلية الجيش، هدفها تمكينه من القتال في الشوارع والارياف، حيث “انقسمت الوحدات الكبيرة الى وحدات أصغر، ومنح الضباط الصغار مسؤوليات اكبر على الارض”.
في موازاة ذلك، يستمر تدفق الاسلحة التقليدية منها والمتطورة للجيش من روسيا، حليفة النظام وأكبر مصدر تسليح لجيشه، وايران، الحليفة العسكرية والسياسية الاقليمية الاقوى.
ويضيف الخبير في الشؤون العسكرية “انها حرب طويلة (…) والحروب المماثلة تستمر عادة بين سبع الى عشر سنوات، وبعضها يتواصل لجيل او اكثر”.