الصراع يحتدم بين السبسي والمرزوقي

الصراع يحتدم بين السبسي والمرزوقي

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤

كشفت «الهيئة العليا للانتخابات» أمس، عن النتائج الرسمية الأولية للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في تونس، بحصول مرشح «نداء تونس» الباجي قائد السبسي على المرتبة الأولى بنسبة 39.46 في المئة من الأصوات، يليه الرئيس الحالي المؤقت المنصف المرزوقي في المرتبة الثانية بـ33.43 في المئة، أي بفارق 6 في المئة.
وحلّ حمة الهمامي مرشح «الجبهة الشعبية» في المرتبة الثالثة بنسبة 7.82 في المئة، يليه الهاشمي الحامدي مرشح «تيار المحبة» في المرتبة الرابعة بنسبة 5.75 في المئة، ثم مرشح «حزب الاتحاد الوطني الحر» سليم الرياحي في المرتبة الخامسة بنسبة 5.55 في المئة، فيما حصل بقية المرشحين على نسب أقل من 2 في المئة.
وأكد رئيس الهيئة شفيق صرصار لـ«السفير» أن تونس نجحت في إجراء الانتخابات الرئاسية ولم يبق أمامها سوى الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة، والتي ستكون أقل عبئاً من التجربة السابقة.
وأوضح صرصار أنه «في حال عدم تقديم طعون من قبل المرشحين الآخرين، فإن الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية سيتم خلال الفترة الممتدة ما بين 12 و14 كانون الأول المقبل، بين المرشحين الفائزين بأكبر عدد من الأصوات»، السبسي الذي حصد مليوناً و289 ألفاً و384 صوتاً، ومرزوقي الحاصل على مليون و92 ألفاً و418 صوتاً.
وأضاف صرصار أنه «تم اختزال الآجال والإسراع في عملية الفرز ربحاً للوقت، وحتى لا نضطر إلى خرق القانون وتجاوز العام 2014، في حال تعددت الطعون في العملية الانتخابية».
وأظهرت إحصائيات هيئة الانتخابات أن نسب الإقبال على الانتخابات الرئاسية في دورتها الأولى، في الداخل والخارج، بلغت 62.9 في المئة، برغم أن مجموع المدعوين إلى الاقتراع بلغ خمسة ملايين و308 آلاف و354 ناخباً تونسياً، في حين لم يشارك سوى ثلاثة ملايين و339 ألفاً و671 ناخباً.
وتختلف نسب الإقبال بين داخل تونس وخارجها، حيث تبلغ نسب التصويت في دوائر الخارج 29.8 في المئة، بينما بلغت داخل البلاد 65.5 في المئة. فيما تعتبر دائرة إيطاليا الأقل إقبالا من قبل الناخبين التونسيين المقيمين في المهجر بـ11.3 في المئة، بينما سجلت أعلى نسب في شرق العاصمة في دائرة تونس الثانية بـ75 في المئة.
حرب إعلامية
واشتعلت المنافسة أكثر منذ إعلان النتائج الأولية. فمن جهته طلب المرزوقي من منافسه السبسي إجراء مناظرة تلفزيونية، إلا أن الأخير رفض ذلك بشدة قائلاً إنه يترفع عن التطاحن الإعلامي و»نطاح الأكباش» على حد توصيفه، وهو ما اعتبره المرزوقي «خشية وخوفاً من المواجهة المباشرة أمام التونسيين».
وازدادت الحرب الاعلامية احتداماً بين الفائزين، وسقط كلاهما في فخ التلاسن وتبادل التهم في تصريحاتهما الإعلامية. فإذ وصف المرزوقي «نداء تونس» بـ»حزب الفلول الذي يزخر بالطواغيت»، لم يفوت السبسي الفرصة ليصف منافسه في تلفزيون فرنسي خاص بأنه «مدعوم من السلفية الجهادية والإسلاميين المتشددين والخارجين عن القانون».
وتعليقاً على هذا السجال، قال أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية منير السنونسي إن «الحرب الاعلامية بين المتنافسين وما تضمنته من عنف لفظي هي أمر متوقع، ولكنها ظاهرة غير صحية بالنسبة إلى الديموقراطية لما في ذلك من تحريك وتهيج لوجدان مناصريهم الذين يمكن أن يحولوا الصراع إلى الميدان ويتنامى العنف اللفظي إلى عنف مادي وقد يخلق الفرقة والفتنة بين التونسيين».
معركة المساندة
يتقدم السبسي على نظيره في عدد الأحزاب التي تدعمه وتسانده في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. فعلاوة على دخول الجولة الثانية منتصراً بأكبر عدد من الأصوات وموقعه البرلماني المريح بوصفه زعيم الحزب صاحب غالبية المقاعد، فإن السبسي يعد أوفر حظاً من المرزوقي.
الأحزاب الدستورية والتجمعية أعلنت صراحة دعمها لمرشح «نداء تونس»، وكذلك حال عدد من الأحزاب على غرار «آفاق تونس» وجزء من «المسار» وعدد من الأحزاب الصغرى، فيما حسمت «الجبهة الشعبية» قرار عدم دعم المرزوقي، في حين ستدرس إمكانية إعلان دعم السبسي. أما «الاتحاد الوطني الحر»، القوة الثالثة في البرلمان، فإن جزءا من قياداته يرحب بفكرة دعم «نداء تونس» والتحالف معه.
وطالب السبسي رئيس «حركة النهضة» راشد الغنوشي في تصريح إعلامي، بأن يوضح موقفه من الانتخابات الرئاسية وأن يعلن صراحة دعم أحد المرشحين، فيما تعقد «النهضة» مجلس الشورى لتفصل في مسألة الدعم من عدمه.
من جهة أخرى، تدعم المرزوقي مجموعة من الأحزاب اليمينية الصغرى التي لا تملك وزناً انتخابياً كبيراً، على غرار «التيار الديموقراطي» (مقعدان في البرلمان)، و»حركة وفاء»، وكلاهما منشقان عن «حزب المؤتمر من أجل الجمهورية» الذي يرأسه المرزوقي، إلى جانب «حزب البناء» المنشق عن «النهضة»، وعدد من الأحزاب الإسلامية الصغيرة التي لا تمثيل لها في البرلمان.
ويرجح الملاحظون كفة السبسي في الجولة الثانية. فأصوات الحداثيين والعلمانيين والتقدميين وعدد من اليساريين التي تشتتت بين المرشحين في الدورة الأولى، إن لم تكن من نصيب السبسي فيستحيل أن تكون من نصيب المرزوقي الذي يعتبر مرشح الإسلاميين بصفة غير رسمية. وحتى في حالات تساوي الأصوات في هذه الدورة، فإن القانون الانتخابي التونسي يرجح السبسي (88 عاماً) على المرزوقي (69 عاماً)، باعتباره الأكبر سناً لمنصب رئيس الجمهورية التونسية.