لافروف: «منطق منحرف» لواشنطن بشأن سورية

لافروف: «منطق منحرف» لواشنطن بشأن سورية

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٤ نوفمبر ٢٠١٤

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأول، أن واشنطن تسعى «بعيداً عن الأضواء» إلى إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في الوقت الذي كان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس التركي رجب طيب اردوغان يحاولان إخفاء خلافاتهما بشأن «الحرب على الارهاب» وموقفهما من الازمة السورية واقتراح «المنطقة الآمنة»، بالرغم من إعلان بايدن اتفاقهما على «عملية انتقالية في سوريا من دون الأسد».
وحذر لافروف، أمام منتدى خبراء سياسيين في موسكو، من أن العملية التي يشنها التحالف الدولي، بقيادة أميركية، ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» قد تكون تمهيداً للإطاحة بالنظام السوري.
وقال «من المحتمل ألا تكون عملية ضد الدولة الإسلامية بقدر ما هي تمهيد لعملية لتغيير النظام بعيداً عن الأضواء، تحت غطاء هذه العملية لمكافحة الإرهاب».
وانتقد «المنطق المنحرف» لواشنطن، موضحاً «يؤكد الأميركيون أن نظام الأسد قطب مهم يجذب الإرهابيين في المنطقة لتبرير عزمهم على إطاحته. اعتقد أن ذلك يدلّ على منطق منحرف».
وأشار لافروف إلى أن نظيره الأميركي جون كيري قال له إن التحالف ضد «داعش» لا يريد تفويضاً من مجلس الأمن الدولي، لأن ذلك سيرغمه «بطريقة ما على تسجيل وضع نظام الأسد». وقال «بالطبع سوريا دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة. هذا أمر غير عادل».
ولفت لافروف إلى أن «الأميركيين تفاوضوا ويتفاوضون حتى مع طالبان. عندما يستلزم الأمر يصبحون براغماتيين جداً. ولماذا عندما يتعلق الأمر بسوريا تصبح مقاربتهم إيديولوجية إلى أقصى الحدود؟». وأعلن أنه أجرى الجمعة الماضي مع كيري اتصالات هاتفية بحث خلالها معه «ضرورة تحريك، في أسرع وقت ممكن، البحث عن حل سياسي وديبلوماسي للأزمة السورية وتوحيد الجهود لمحاربة الإرهاب على أساس القانون الدولي».
إلى ذلك، فشل بايدن واردوغان، خلال لقائهما في اسطنبول امس الأول، تخفيف الاحتقان بشأن الأزمة في سوريا والمشاركة في الحملة ضد «داعش».
وتأتي زيارة بايدن إلى اسطنبول وسط توترات غير عادية بين البلدين. ولم يعلن الرجلان عن أي انفراج بعد أربع ساعات تقريباً من المحادثات، وقرأ كل منهما بياناً من دون الردّ على أي أسئلة.
وأكد بايدن، في البيان، أن العلاقة بين البلدين «قوية كما كانت عليه دائماً». وقال «بالنسبة إلى سوريا فقد ناقشنا مجموعة كاملة من القضايا والخيارات المتاحة لمعالجة هذه القضايا»، مضيفاً «بحثنا ليس فقط حرمان تنظيم الدولة الإسلامية من ملاذ آمن ودحره وهزيمته لكن أيضاً تقوية شوكة المعارضة السورية وضمان فترة انتقالية بعيداً عن نظام الأسد».
وأشاد اردوغان، من جهته، بالعلاقات بين البلدين، قائلاً «نريد أن نواصل تعاوننا مع الولايات المتحدة وتطويره».
واشترطت الحكومة التركية قبل انضمامها إلى التحالف الدولي إقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي على طول حدودها مع سوريا والإطاحة بالأسد.
وخلافاً للأتراك، يركز الأميركيون على محاربة «الجهاديين». وقال مسؤول أميركي «إننا متفقون مع الأتراك على ضرورة القيام بعملية انتقالية في سوريا في نهاية المطاف من دون الأسد، لكن حالياً تبقى أولويتنا المطلقة في العراق وسوريا هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية».
وأضاف أن «طلب تركيا إقامة منطقة عازلة داخل سوريا يمكن أن ينفذه الجيش السوري الحرّ في حال سيطر على المنطقة. تستطيعون تخيل السيناريو عند وجود معارضة أقوى على الأرض أكثر قدرة على تطهير الأراضي والاحتفاظ بها بعد السيطرة عليها»، مؤكداً أن «ذلك يختلف عن إعلان المجتمع الدولي عن منطقة آمنة».