نائب عن المستقبل يزور سورية.. "إلك ولّا للذيب؟"

نائب عن المستقبل يزور سورية.. "إلك ولّا للذيب؟"

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٣ نوفمبر ٢٠١٤

 ليست المرة الأولى التي تزور فيها شخصية آذارية دمشق. قبل حوالي ثلاثة أشهر كشفت "سلاب نيوز" عن زيارة قام بها مرشح رئاسي إلى دمشق، لم تنفعه في معركته الخاسرة ضمن فريقه أساساً. هذه المرة الزيارة لم تكن لمرشح للرئاسة، أو حتّى لشخصية سياسية لا تتولى أية مسؤولية وتطمح للوصول، الزيارة كانت من قبل نائب بقاعي عن تيار المستقبل!
يبدو أنّها ليست المرة الأولى أيضاً التي يزور بها هذا النائب دمشق، إذ أنّه اختار اجتياز الحدود بشكل طبيعي وبسيارة ذات لوحة بيضاء، توجّه بعد تخطيه الحدود مباشرةً نحو المزّة. هناك، قصد صديقه القديم، طالبه بحل مشكلة مستعصية له في البقاع، فأحد المراكز الحزبية التابعة لأحد الأحزاب الصديقة لسوريا يقع بوسط بقعة جغرافية كبيرة له، أراد هو شراء المبنى لإنشاء مركز تجاري "مول" ضخم على الطريق العام، بحيث يقف المبنى حجر عثرة أمام المشروع.
بغض النظر عن أنّ مشكلة النائب هذا حلّها صديقه النافذ في سوريا، ترسم الزيارة العديد من علامات الإستفهام..
هو المعروف بتغيير مواقعه السياسية ونقل البارودة من كتف إلى كتف بحسب الكفّة الإنتخابية ووجهة ميلها، انتهج منذ ال2010 سياسة التصاريح الشحيحة، فيذكر معدّو النشرات الإخبارية أنّهم حرّروا له منذ ذاك الحين تصريحين فقط لا غير، الأوّل كان عن "الوصاية السورية" والثاني عن "السلاح غير الشرعي".
الغريب في الزيارة أنّه لم يجرِ التحضير لها عبر أحد الوسطاء، كما جرت العادة بالنسبة للمختلفين سياسياً مع سوريا، كما لم يحتج خلالها إلى خطٍّ عسكري على الجهة السورية من المصنع، وهذا إن دلّ على شيء فهو لا يدل سوى على أنّ الرجل خبر المرور من المصنع، وكذلك رجال المصنع حفظوه عن ظهر قلب. الغريب أيضاً أنّه لم يبرّر زيارته لقيادة التيار، أو أقلّه لزملائه في الكتلة، وهذا أيضاً يؤشر إلى أنّها ليست المرة الأولى.
بحسب مصدر أمنيٍّ مطّلع فإنّ العديد من شخصيات فريق الرابع عشر من آذار تزور سوريا، دون أن يُعلن عن فحوى زياراتها. المؤكّد أيضاً أنّ معظم هذه الزيارات باتت معلنة وغير سريّة، وهذا بحد ذاته تناقض كبير بين أفعال هؤلاء وأقوالهم، فكيف يجرؤ من يتحدّث عن "إجرام النظام" بأن يزوره ويطرح مشاكله اللبنانية للمعالجة السورية.
هي سوريا، التي خرج جنودها من لبنان دون أن تخرج هي، فالسياسيون الذين صنعهم جهاز أمنها السابق في بيروت (عبد الحليم خدام بات معارضاً للدولة وغازي كنعان إنتحر)، ما زالوا أوفياء لها، رغم أنّ من صنعهم خان سوريا وهجرها. هي سوريا التي ما زالت اللاعب الأساسي على الساحة اللبنانية بفعل من يريدها أن تكون كذلك، فتوجيهات الرئيس بشار الأسد لأعضاء الجسم الحكومي والأمني تجزم بعدم التدخل في شؤون أية دولة أخرى، ولكن ماذا حريّ برب المنزل أن يفعل حين يزوره الضيف قائلاً "إلك ولّا للذيب؟".