من موّل ترميم الكنيس اليهودي في وسط بيروت؟

من موّل ترميم الكنيس اليهودي في وسط بيروت؟

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢١ نوفمبر ٢٠١٤

 ثلاثة ملايين وأربعمئةٍ وسبعون ألف دولار هي كلفة ترميم كنيس ابراهام ماغن في وادي أبي جميل، في وسط بيروت التجاري. منذ العام 2010 شهد الكنيس عملية ترميم واسعة طالت كل زاوية فيه، من المدخل، وصولاً إلى قاعته واللوحات الموجودة في داخله، مروراً بنجمة داوود التي تتصدّر واجهته الخارجية.

رئيس الطائفة اليهودية في لبنان إسحق آرزاي يؤكد أنّ من ساهم في إعادة ترميم الكنيس هي مؤسسة المصرفي اليهودي ذات الأصول السورية إدمون صفرا، والذي كان قد وُجد مقتولاً في الثالث من كانون الأوّل 1999 مخنوقاً داخل حمام قصره في موناكو. يبرّر رئيس آرزاي المصدر النظيف "للأموال" بأنّ إدمون صفرا قُتل نتيجة معارضته دعم "إسرائيل" بالمال. كلام آرزاي تكذّبه معلومات أمنية من أرشيف المكتب الثاني تفيد بأنّ المدعو يوسف فارحي قام عام 1976 بنقل أسوار التوراة من داخل كنيس وادي أبو جميل ليودعهم في خزنات المصرف الذي يملكه صفرا، الذي عاد وهرّبهم بدوره إلى فلسطين المحتلة.

بالطبع لن يعترف آرزاي أنّ العديد من المؤسسات الصهيونية تقف خلف ترميم الكنيس، وبالطبع لن يعترف أيضاً بأنّ جهاز الموساد يعلم ويوافق على بناء الكنيس. الجهاز الذي كان المساهم الأكبر بتهريب اليهود من لبنان في السبعينيات من القرن الماضي بطرق سرية، لا يمكن أن يُهمل قضية تخص اليهود في العالم، فكيف باليهود اللبنانيين الذين وعلى الرغم من إعلانهم أنّهم ينتمون للبنان الوطن إلّا أنّهم لم يجاهروا ولو لمرة واحدة بعدائهم للكيان الغاصب والذي يعاديه لبنان بحسب دستوره وقوانينه.

يشرف على الترميم مهندسان لبنانيان حاولا في العديد من المرات إبقاء إسميهما طي الكتمان، بينما نفت شركة سوليدير في أكثر من مناسبة أن يكون لها مساهمة مهما كان حجمها في إعادة ترميم الكنيس وذلك على لسان المسؤول التنفيذي فيها نبيل راشد. المعلومات تؤكد أن لسوليدير مساهمة كبيرة في إعادة الترميم عبر ثاني أكبر مساهميها الرئيس سعد الحريري.

وفي التفاصيل، تؤكّد المعلومات أنّ الرئيس سعد الحريري يسعى جاهداً لتجميل منطقة وادي أبو جميل، حيث يقيم في بيت الوسط أثناء زياراته للبنان، والذي هو بالأصل بُني فوق أرض تتبع للجالية اليهودية في لبنان، والتي لم يتبقَّ منها سوى 200 شخص، يعيشون بشكلٍ  متخفٍّ ولا يشاركون بأيٍّ من النشاطات الإجتماعية والسياسية، رغم أنّ لوائح الشطب لحظتهم عدة مرات مشيرة إليهم بأتباع الطائفة "الإسرائيلية".

سؤالٌ يطرح نفسه هنا؟ لماذا يسعى الرئيس الحريري عبر سوليدير لترميم الكنيس، ولماذا تنفي سوليدير بدورها الخبر؟ في حال كان الترميم لتجميل المنطقة والحفاظ على تاريخ المدينة فهذا مدعاة فخر لا خجل!!
يشير غوردن توماس في كتابه "جواسيس جدعون" أنّ الموساد جنّد معظم اليهود اللبنانيين في السابق لخدمته، وقام بتهريب العديد منهم مع انكشاف أمرهم، كما يشير الكاتب أنّ الموساد لم يترك أي يهودي في دول الطوق إلّا وتواصل معه بطريقة أو بأخرى. السؤال هنا عن جدوى ترميم هذا الصرح الديني الذي باتت كل رعيته خارج البلاد؟ ماذا عن مصادر الأموال التي زعم إسحق آرزاي أنّها نظيفة ولكن تبيّن أنّ مصادرها مجهولة وغامضة وقد تكون "إسرائيلية". هل سيّرت طيبة قلب الرئيس سعد الحريري جيوبه لناحية دعم المشروع عبر سوليدير؟!!

الغموض لا يزرع الطمأنينة. يقول الزعيم أنطون سعاده: "كلّنا مسلمون لله، فمنّا من أسلم لله بالإنجيل ومنّا من أسلم لله بالقرآن ومنّا من أسلم لله بالحكمة، ولا أحد يقاتلنا في ديننا وأرضنا وحقّنا سوى اليهود".