تصدع العلاقات الأميركية التركية وأخرى تلوح بين أميركا واسرائيل

تصدع العلاقات الأميركية التركية وأخرى تلوح بين أميركا واسرائيل

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٣٠ أكتوبر ٢٠١٤

أعربت صحيفة "واشنطن بوست" عن اعتقادها أن المسألة السورية باعدت بين الولايات المتحدة وتركيا على خلفية تباين الأهداف بينهما. وأوضحت ان تركيا عبّرت عن امتعاضها من التوجهات الأميركية برفضها السماح باستخدام قواعدها كنقطة انطلاق في شن الحرب على الدولة الاسلامية.
وأردفت، أن تناقض وجهتي النظر حول مدى خطورة تنظيم الدولة الاسلامية، و"تبادل الإتهامات حول مسؤولية طرف محدد عن حالة الفوضى الراهنة" في المنطقة، وإسقاط المساعدات العسكرية الأميركية لقوات كردية مناهضة لتركيا، تؤشر على تصدع حقيقي للعلاقات التاريخية و"ازمة استراتيجية" بينهما.
 وزادت الصحيفة، ان الرئيس اوباما لم يستشر نظيره التركي باسقاط المساعدات جواً، بل "أبلغه هاتفياً بقراره بعد انقضاء ساعة تقريباً على تصريح اردوغان ان بلاده لن تسمح بمرور تلك المساعدات" عبر اراضيها.ونقلت على لسان مسؤولين مقربين من الإدارة الأميركية قولهم ان خلاف الطرفين حول عين العرب – كوباني "ينطوي على خلافات جوهرية بينهما حول مجموعة من القضايا"، سيما وان الجانب الأميركي لا يزال غاضبا لقرار البرلمان التركي عام 2003 برفضه استخدام اراضي بلاده كنقطة انطلاق لغزو العراق؛ فضلا عن تبلور نموذج اسلامي مستبد لاردوغان، مما "يتعارض مع العلمانية والتعددية الذي ميز تركيا عن غيرها من حلفاء اميركا" في الاقليم.
وفي سياق متصل، افادت يومية "نيويورك تايمز" أن وزيري الخارجية والدفاع، جون كيري وتشاك هيغل، يسعيان للتمايز عن سياسة الرئيس اوباما، إذ "يعزى الفضل لجون كيري بتجميع الدول العربية في التحالف ضد "داعش" في سوريا .. وتصريحاته العلنية تبدو غير متناغمة مع سياسات البيت الأبيض في غالب الأحيان".
و فيما يتعلق بالعلاقات الأميركية الإسرائيلية،" اثار تصريح لاحد المسؤولين في البيت الأبيض عاصفة سياسية "تنذر بتدهور العلاقات بينهما." ونسب الى المسؤول الذي لم يحدد هويته تقريعه لنتنياهو بأنه "تافه واحمق الكلام – في الاصل براز دجاج - .. وجبان." جاء ذلك في تقرير اسبوعية "ذي اتلانتيك" في طبعتها الأخيرة، 28 تشرين الاول/ اكتوبر الحالي.
وجاء في المقال المذكور أن المسؤول الأميركي انتقد نتنياهو بشدة قائلا إنه "لا يهتم سوى ببقاءه السياسي، ولن يفعل شيئا من أجل التوصل إلى اتفاق مع الفاسطينيين أو الدول العربية".
 كما أعربت الأسبوعية عن اعتقادها بتفاقم علاقات الجانبين، سيما وان "الرئيس اوباما سيدخل في مواجهة مع نتنياهو بشأن (المفاوضات مع) ايران، وقريبا سيرفض تأييد اسرائيل في الامم المتحدة." ومضت بالقول ان نتنياهو "فقد الأمل" بالرئيس اوباما ويسعى لمخاطبة الكونغرس بشكل مباشر "في حال تم التوصل الى اتفاق نووي مع ايران."يذكر ان مقال الاسبوعية تزامن مع رفض مسؤولين كبارا في الادارة الأميركية لقاء وزير الدفاع "الاسرائيلي – موشيه يعالون" خلال زيارته الاخيرة لواشنطن.
أما الأسبوعية "ذي ناشيونال انترست" صهيونية الهوى والاتجاه، فاوضحت خلاف اوباما-نتنياهو في بعده الشخصي: نتنياهو "كان مستاءاً منذ فترة طويلة من القيود (السياسية) التي يفرضها الرئيس أوباما" حول مسار التسوية في الشرق الأوسط؛ واوباما "لم يسع لاخفاء إزدرائه" من نتنياهو، أو إخفاء عمق الغضب على خلفية إعلان نتنياهو بناء حزمة مستوطنات جديدة "وتجاهله لوزير الخارجية جون كيري،" فضلا عن قناعة المسؤولين الأميركيين "بفقدان نتنياهو القدرة على مهاجمة ايران .." ويخشون في الوقت نفسه "مواصلة حكومة نتنياهو تخريب اي جهود لتحقيق تسوية مع الفلسطينيين".
واعربت الاسبوعية عن اعتقادها ان نتنياهو"على الأرجح ينتظر مجيء هيكلية جديدة للكونغرس يسيطر عليها الحزب الجمهوري، وسيعمل خلال العامين المقبلين (ما تبقى من ولاية أوباما الرئاسية) على مواصلة ما درج على فعله خلال الأعوام الستة الماضية، أي تجاهل الرئيس اوباما وإدارته."