القدس تؤسس لواقع جديد له تداعيات خطيرة ويشعل انتفاضة ثالثة؟!

القدس تؤسس لواقع جديد له تداعيات خطيرة ويشعل انتفاضة ثالثة؟!

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٩ أكتوبر ٢٠١٤

ما يجري في مدينة القدس يؤسس لواقع جديد ، هذا الواقع ستكون له تداعياته على كل الاطراف والجهات ذات العلاقة، وتحديدا تلك التي لم تدرك حقيقة ما يدور في المدينة، وما تعانيه من قهر، وايضا، الجهات التي لم ترسم السياسات السليمة والدقيقة للتعامل مع المدينة ومواطنيها، واكتفت بقراءة التقارير التي تصلها وهي البعيدة عن الواقع، وأملتها ظروفا ومنافع خاصة ومصالح شخصية.
وهذا الواقع الذي يؤسس له أبناء المدينة "الجريحة" العرضة للتهديد وتغيير المعالم، سيضرب الأحلام الاسرائيلية في القدرة على ترهيب مواطني القدس واذلالهم وكسر ارادتهم، واقع مبني على معاناة زادت عن حدها، وتطاول احتلالي طال جزءا من عقيدة المسلمين، هو الحرم القدسي الشريف.
ما تشهده المدينة، قد يكون الاستعداد لانطلاق انتفاضة ثالثة من قلب القدس الشرقية، تمتد الى مواقع اخرى،ـ حيث تقف أمامها كل وسائل القمع والتدجيل والتطمين، وامتصاص الغضب عاجزة، وهي ترى النيران تشتعل في أماكن اعتقدت انها ستكون في منأى عن الأخطار التي تتسبب فيها ممارسات الاحتلال في القدس الشريف.
اسرائيل حولت القدس الى ثكنة عسكرية، ووحدات خاصة من كل أجهزتها في الشوارع والاحياء، متمادية في القمع ، انه احتلال من جديد واعتقالات بالجملة في كل الاحياء المشتعلة على مدار الساعة، وان كان أكثر وضوحا في ساعات الليل.
والملاحظ بجلاء ، أن جيلا جديدا في المدينة المقدسة، أخذ على عاتقه مواجهة آلة القمع، منطلقا من وطنيته وانتمائه وعاطفته الدينية، هؤلاء الشباب لا ينتمون الى أي من الفصائل الفلسطينية، أدركوا خطورة ما تتعرض له المدينة، رافضين قمع الاحتلال وعنجهيته، والمواجهة القائمة منذ أسابيع هي التمهيد للانتفاضة الثالثة، والتي يحذر منها الجميع، التي لن تظل محصورة في القدس، انتفاضة تعيد الحسابات وتوقف الانتهاكات وتسدل الستار على برامج اقصائية تهويدية، انتفاضة ثالثة تشعلها سواعد الشباب الذين لم يقبلوا المساس بعقيدتهم، شعور وطني خالص، وليس بتكليف من هذه الحركة الدينية أو ذاك الفصيل، وبالتالي، من المخجل أن تدعي أية جهة انها تقف وراء هذا الاشتعال.
انه واقع جديد يرسي قواعده جيل ذو ارادة، لا يقبل الاستكانة أو الاهانة، والاقصاء أو الاهمال، واقع وتطورات لن توقفها الوحدات الخاصة الاسرائيلية وحصارها للاحياء، وتفرض على القيادة الفلسطينية تقييما سليما لما يجري، ودراسة الواقع بشفافية، لا من منظار هذا المسؤول أو رؤية تلك اللجنة، فالقدس أكبر بكثير من لجان متصارعة ، هم المسؤولين عنها، المحافظة على اسمائهم في وسائل الاعلام يواصلون عملية الاجترار المستمرة منذ سنوات.