طلعات التحالف الدولي تشبه الدعاية والإعلان.. وغاراتها كاللعب في مدينة الألعاب!

طلعات التحالف الدولي تشبه الدعاية والإعلان.. وغاراتها كاللعب في مدينة الألعاب!

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤

في سماء غارات التحالف الدولي ضد "داعش"، تشتد الضربات الأمريكية على عين العرب السورية، في وقت لا تزال أنقرة كعادتها تراوغ بشأن مساعدة الأكراد في كوباني، ليعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن موافقة الحزب الكردي على عبور ألف وثلاثمئة جندي من مليشيا "الجيش الحر" إلى عين العرب من اجل مواجهة "داعش" هناك، ولا يزال الأميركيون مصرون على أن يلعبون على الجميع ويهددون بأن عين العرب ستسقط بيد "داعش"، عاجلاً أم آجلاً، لذا كان لا بد من التحرك التركي الذي منع دخول قوات مساعدة للأكراد من الأتراك، ووافق على دخول مليشيا "الحر" إلى المدينة، لكن، أهالي عين العرب لن يوافقوا على الأمر..
ووسط هذا كله، تأكيد الجيش الأميركي أنه نفذ ستة آلاف وستمئة طلعة فوق كوباني ضد "داعش".. وكأنّ الطيران الأميركي لا يرى إلا عين العرب، ويصاب بعدم الرؤية في الأنبار، في العراق، التي باتت قاب السيطرة الكاملة بيد "داعش"، وبالتالي يكتمل المشهد ويتبين أنّ كل ضربات التحالف الدولي ما هي إلا ضربات سياسية، وهي ولم تكن يوماً ضربات عسكرية، في وقت تتوسع باتجاه الأكراد وتضيق مساحتها وطلعاتها فوق المدن العراقية الأخرى..
وبالحديث عن "داعش" العراق، جديد الأمس، غارات جوية فرنسية على مواقع "داعش" في الشمال والوسط، لتكون حصيلة الغارات الباريسية ما يزيد عن  ستين "داعشي" في حين قال كيري إن المعلومات عن استخدام "داعش" أسلحة كيماوية جدية ضد الشرطة العراقية الشهر الماضي، مؤكداً أنّه لا يمكنه تأكيد هذه المعلومات، لكن الولايات المتحدة تأخذ مثل هذه المزاعم بقدر كبير من الجدية.
في هذا الوقت، وبينما تشهد العلاقة بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان ترطيباً، نتيجة المفاوضات التي أجريت على مدى الأسابيع الماضية بين الطرفين، عادت الأجواء إلى التشنج بعد قرار رئاسة الإقليم إرسال قوات من البيشمركة إلى مدينة عين العرب، لكن، الأهم من ذلك، وبينما ينتظر إقليم كردستان، الذي لم يأبه للرفض القاطع للحكومة الاتحادية ودستورها الذي يمنع قرارات كهذه، ينتظر الآن موافقة من أردوغان، للسماح بإرسال قوات من البيشمركة إلى عين العرب عبر الأراضي التركية، بات تضارب الأنباء بشأن تعاون تركيا مع القوى الكردية لمنع سقوط مدينة عين العرب يسيطر منذ أيام على مجمل المشهد، في ما يبدو أنه جزء من سياسة المراوغة التي تتبعها أنقرة بغية تدعيم مواقفها في لعبة التجاذب مع الولايات المتحدة ضمن التحالف الدولي.
وسط هذا كله، وضمن ضربات التحالف وضريبات الإرهاب، لا تزال عين العرب تشكل نقطة تحد للمتحالفين كلهم، ومن جر جرهم، ووحدهم أكراد عين العرب يستبسلون في المقاومة وينفون موافقتهم على دخول مليشيا "الحر" إلى مدينتهم.. ويتمكنون من استعادة تل الشعير غرب المدينة.
وإذا كان التهديد، بالتدخل برياً في سوريا من أجل محاربة "داعش"، جدياً، فإنّ الأمر لا يمكن أن يتحقق، خاصةً بعد العلم،  أنّ الأمر يلزمه وجود نوايا صادقة لدى واشنطن في محاربة "داعش"، كما يتطلب الأمر، البحث بصورة جدية عن قوى موجودة على الأرض لمحاربة التنظيم، والابتعاد عن الشعارات الكلامية، التي تتحدث عن قوى افتراضية تحت يافطة "المعارضة السورية المعتدلة"، أو اليوم ما يسمى مليشيا "الحر"، خاصةً وأنّ الوقت ليس في صالح واشنطن وحلفاءها في المنطقة الذين باتوا يخشون على استقرار ساحاتهم الداخلية ولا يمتلكون أية أفكار واقعية يمكن أن تصب في اتجاه توفير البنية الحقيقية "النواة الصلبة" للقوة البرية التي سيطلب منها العمل على الأرض لتطهير المناطق التي يتم قصفها على أيدي التحالف من الجو.
أخيراً، يتبين أنه ليس في الخطط الأميركية على المستوى الاستراتيجي أي قرار بالتخلص مما صنعته أيديهم.. طلعاتها تشبه الدعاية والإعلان.. وغاراتها تسبه اللعب في مدينة الألعاب.. ولا تأتي بنتائج حاسمة ليبقى في سوريا جيش يمسك زمام المبادرة ويوسع استعادة السيطرة من الجولان إلى ريف دمشق وحماه وما يحيط بحلب.. وصولاً إلى كامل سوريا.