الدعم الخليجي لداعش لتقسيم العراق وسورية

الدعم الخليجي لداعش لتقسيم العراق وسورية

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤

 يستمر تنظيم داعش بالتوسع يوماً بعد آخر مستغلاً حجم التمويلات الخليجية التي جعلت من هذا التنظيم المسلّح "بعبعًا" تقتل به المجتمعات الأخرى، وتغذيه بأموالها بغية تحقيق مصالحها الخاصة على حساب الدول الأخرى بحجة تحويل هذه الدول إلى تبعيتها، وإن كان ذلك سيكلف الكثير من الأموال طالما النتيجة قتل المواطنين وتفكيك الدول، وما يحدث اليوم في سوريا والعراق هو أبسط مثال لحجم التدخل السعودي والخليجي بشكل عام في الشؤون الداخلية لسوريا والعراق من خلال إشعال نار الحرب وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية بين أبناء البلد الواحد.
وحين فشلوا طيلة ثلاث سنوات في إسقاط حكم الأسد لجأوا إلى صناعة قوى مسلحة بطابع ديني بهدف ضرب الشأن السوري من الداخل وضخ المال لهذه الجماعة المسلحة كي تتمكن من تدمير الجيش وتقسيم سوريا إلى مناطق صغيرة وكذلك الحال ينطبق على العراق، حيث شهدنا توسع وانتشار مسلحي داعش بشكل كبير وتحركهم بشكل طبيعي في مناطق واسعة واستيلائهم على المدن والمواقع العسكرية، بينما ظل التحالف الدولي في موقف المتفرج لا أكثر وهذا يكشف لنا حقيقة الممولين لهذا التنظيم والهدف الأساسي من احتضان داعش وتمويلها في المنطقة، حيث دأبت دول الخليج وخصوصاً السعودية وقطر والإمارات على إشعال الصراعات ودعم جماعات ضد أخرى بإستخدام مسميات ومصطلحات الإسلام والطائفية والمذهبية، وكل هذا من أجل تدمير النسيج المجتمعي للدول العربية الأخرى وبالذات تلك الدول التي شهدت ثورات الربيع العربي، والآثار والتغيرات التي رافقتها عقب هذا الحراك مما أدى إلى تدهور النظام الاقتصادي والسياسي، وهو مما سهل للخليج التدخل واستغلال هذه النقاط لتحقيق مصالحها في ضرب هذه الدول. وما يحدث اليوم في اليمن ليس ببعيد، فبعد أن فقدت السعودية مصالحها في اليمن عقب التغيرات الأخيرة، لجأت لدعم جماعات ضد جماعات أخرى بحثاً عن استمرار تواجدها وتقسيم اليمن وتدميره وحتى لا تنتقل رياح التغيير إلى أراضيها.
إنّ استمرار توسع داعش بهذا الحجم وتكاثر مقاتليه، يظهر حجم التمويل الخارجي حيث أوضحت تقارير ووثائق حجم التورط الخليجي في دعم هذا التنظيم المسلح، وبالتالي فإنّ التصريحات الأخيرة لنائب الرئيس الأمريكي "بايدن" حول تورط دول الخليج وتركيا أوضحت حجم المصالح المشتركة بين أمريكا ودول الخليج ضد الدول العربية الأخرى، حيث بات نفط الخيج وملياراتهم هو الدافع الأساسي لتحريك هذه الجماعات المتشددة والتكفيرية مما ولد حالة من الاختناق والارهاب المجتمعي والتطرف الذي يؤدي للقتل والنهب والتدمير للمجتمعات، وهذا ما نشهده اليوم من ممارسات تنظيم داعش في العراق وسوريا ودول أخرى كاليمن ولبنان من ذبح للمواطنين والجيش من قبل مسلحي هذا التنظيم بكل وحشية وبلا اي وازع ديني، مما يعني أنّ هؤلاء لا يمتّون للإسلام بصلة.
إنّ استمرار الدعم والتمويل لهذا التنظيم من قبل دول الخليج ينذر بتزايد معدل العنف بالمنطقة واستمرار الصراعات المذهبية والطائفية وتفيت الدول، وبالتالي على الجميع تدارك حجم هذا التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية، مما يعني رفض التدخل الخليجي وفضح تورطهم في دعم الجماعات المسلحة أمثال تنظيم داعش.