الدبلوماسية الروسية تفتح عاصفة ثلجية باتجاه واشنطن وسورية باتت معززة عسكرياً

الدبلوماسية الروسية تفتح عاصفة ثلجية باتجاه واشنطن وسورية باتت معززة عسكرياً

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢١ أكتوبر ٢٠١٤

تهب رياح الشمال الباردة معلنةً مجيء عاصفةً ثلجية مهولة تحمل معها كل الصقيع السيبيري الحارق، الوجهة نحو واشنطن، والهدف تجميد كل الألسنة الإنجليزية التي تلوك التهم ضد العاصمة الحمراء.

جملة من الاتهامات الروسية تجاه أمريكا، أطلقها سيد الدبلوماسية القارصة البرودة الوزير سيرغي لافروف، أمريكا تقوم بعمل منافي لقواعد القانون الدولي وتقوم بخلق توتر بين روسيا والقارة الأوروبية، فضلاً عن محاولات أمريكا التدخل في شؤون الدول الأخرى بذريعة حقوق الإنسان.

 لافروف أوضح أن قيام الأمريكيين بقصف مواقع "داعش" في أراضي سوريا دون الحصول على موافقة الحكومة السورية لا يتفق مع قواعد القانون الدولي، مضيفاً ان واشنطن لم تقدم توضيحات لموسكو بشأن عملياتها في سوريا، كما اتهم الأمريكيين بالعمل على إسقاط الدولة السورية ودعم ما تُسمى بالمعارضة "المعتدلة".

لكن أبرز ما جاء على لسان وزير الخارجية الروسي هو إعلانه صراحةً بأن بلاده تقدم الدعم لكل من "سوريا والعراق" حليفتاها في الحرب ضد الإرهاب،

بما في ذلك تزويدهما بالأسلحة والمعدات العسكرية على نطاق واسع يعزز قدرة هذه البلدان عسكرياً، وفي الختام ذكّر لافروف بما أعلنته واشنطن سابقاً عندما زعمت انه من حقها استخدام القوة أينما تشاء.

لا شك بأن منسوب التوتر بين روسيا وأمريكا قد بلغ مرحلة متقدمة لا يمكن وصفها بمرحلة صعبة بل بحرب أكثر برودة من تلك التي كانت بين الغرب والاتحاد السوفييتي سابقاً.

الروسي وصّف الواقع كما يراه من وجهة نظره، وفي ذات الوقت بعث برسائل هامة للغاية، لعل أبرزها ما قاله لافروف من أن سوريا حليفة لروسيا، وأن الأخيرة تقوم بدعمها بالأسلحة والمعدات العسكرية على نطاق واسع بما يعزز من قدرتها العسكرية، في وقت يتزامن مع دعم جنوني من قبل أمريكا وحلفاءها لمن يزعمون انه معارضة معتدلة، مفاد هذه الرسالة بأن موسكو لن تترك دمشق التي باتت أشبه بستالينغراد مقدسة لدى الروس، ومهما حاول الأمريكيون إرسال السلاح وافتتاح المعسكرات وتدريب المقاتلين، فإن موسكو بدعمها العسكري الواسع النطاق لسوريا قد ترسل صواريخاً ذات قدرة تدميرية تحصد هؤلاء المدربين أمريكياً في لمح البصر، ولعل ما شاهدناه من معدات حربية روسية حديثة يستخدمها الجيش السوري في الميدان مؤخراً ككانسات الألغام ومدمرات التحصينات المخصصة لحرب الشوارع وقبلها الصواريخ المظلية التي ملأت سماء جوبر هي خير دليل على كلام لافروف بالدعم الواسع النطاق الذي يجهض كل الجهود الأمريكية في تدريب وتسليح "المعارضة".

بالمحصلة فإن كلام لافروف هو أقوى رسالة روسية توجه إلى واشنطن منذ بدء الأزمة السورية، بمعنى آخر فإن ما قاله الوزير الروسي هو إعلان رسمي بأن سوريا قد تحولت إلى بلد مدجج ومدرع بسلاح الحليف الروسي الذي يحارب أسلحة أمريكية تحملها أيادي مأجورة تُسمى "معارضة".