جديد طبخة الرئاسة اللبنانية.. في المطبخ المصري السعودي

جديد طبخة الرئاسة اللبنانية.. في المطبخ المصري السعودي

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢١ أكتوبر ٢٠١٤

 مبادرة جديدة تطرق باب الجمود اللبناني، فيما يخص ملف الرئاسة الأولى، أو ما بات يسمّى اليوم، ملف "الفراغ الرئاسي". فبعد عدد من التقاربات المحلّية التي لم تصب جهودها في الأهداف المرجوّة، ها هو الخارج يتدخّل من جديد، دون أن يكون لهذا التدخّل أي وقعٍ جديد على البلاد، تلك التي اعتادت ألّا يؤتى إلى بعبدا سوى بمواكبة خارجية، عادةً ما تكون عربية ذات ملامح أجنبية غربية.
هذه المرة تأتي المبادرة من القاهرة، بالتنسيق الكامل مع الرياض، التي ارتأت على ما يبدو ترحيل الملف الرئاسي إلى حليفتها العربية. بوادر المبادرة اتّضحت السبت الماضي بعد زيارةٍ قام بها موفد مصري، لم يُعلن إعلامياً عن تواجده في بيروت، لمعراب، حيث التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. جعجع نفسه الذي زار السعودية البارحة، سمع في عاصمتها ما يُكمل الطرح المصري دون أن يتبيّن ما إذا كان قد وافق عليه أم رفضه.
في التفاصيل، فقد كشف مصدر واسع الإطّلاع لـ"سلاب نيوز" عن أنّ جوهر المبادرة المصرية التي من المفترض أن تُطرح على عدد من المرجعيات السياسية اللبنانية، يقضي بتراجع كل من المرشحين الأساسيين الجنرال ميشال عون وسمير جعجع عن ترشيحيهما، مقابل محاولة التوصل إلى إسم توافقي من عدة أسماء (غير ملوّنة) مطروحة.

الدور السعودي من المبادرة يقتصر على إقناع سمير جعجع بالإنسحاب مقابل شرطين أساسيين قد تكون السعودية استنتجتهما من طروحات سابقة لجعجع:
1. شرط مادي لم تُعلن تفاصيله.
2. إنسحاب الطرف العوني أو إعلان الرابية أنّ الجنرال بات خارج المعركة ولن يعلن ترشحه رسمياً في وقتٍ لاحق.

تعوّل القاهرة على الجهود السعودية لإقناع جعجع، وفي حال نجحت، سيكون الرئيس بري هو مايسترو تدوير زوايا الثامن من آذار لمحاولة إقناع العماد عون بالإنسحاب هو الآخر، على ذمّة الراوي.
المصدر عينه يؤكد أنّ بكركي تؤيد المبادرة المصرية انطلاقاً من مبدأ عدم جواز تغييب الطائفة المارونية عن القرار السياسي في البلاد، وأنّ وصول موظّف من الفئة الأولى للرئاسة قد يجنّب البلاد خضّات فيما بعد الإنتخاب.

في الأسماء المطروحة مصريّاً وسعوديّاً لن يكون قصر بعبدا، فيما لو نجحت المبادرة، بعيداً عن سياسة ميشال سليمان في مطلع عهده الرئاسي. فلا يمكن طرح أيّ إسم إستفزازي خصوصاً وأنّ نجاح المبادرة مرتبط بتنازل من قبل الأسماء التي فتحت مجال الخلاف في البلاد منذ الشغور، بسبب عدم إجماع الأفرقاء على كلٍّ منها رغم أحقيّة إحداها بالترشّح، وكذلك بالوصول، نظراً للحيثية الشعبية وكذلك البرلمانية المسيحية.

جورج خوري، سفير لبنان في الفاتيكان، وهو قائد المخابرات سابقاً، هو أحد هذه الأسماء التي تطرحها المبادرة. وللرجل علاقات دولية وثيقة وكذلك محلية، إضافةً لحيازته على رضى بكركي وسيّدها، وربّما تزكيتها أيضاً. أمّا باقي الأسماء فهي: النائب والوزير السابق جان عبيد، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن. هذه الأسماء، والتي زار صاحب إحداها سوريا سرّاً الأسبوع الماضي (زيارة منفصلة عن زيارة إحدى شخصيات الرابع عشر من آذار لدمشق والتي انفردت "سلاب نيوز" بالإعلان عنها)، يرتبط تأكيد دخولها السباق الرئاسي مع نجاح أولى خطوات المبادرة، في حين يبقى إسم العماد جان قهوجي مطروحاً بشكلٍ دائم نظراً لكونه قائد الجيش، الذي اعتاد اللبنانيون في العهدين الأخيرين، أن يكون هو الحل لمعضلة "البحث عن رئيس".

وبحسب المصدر فإنّ زيارة جعجع للسعودية، والتي من المتوقع أن تنتهي مساء اليوم، ستكون هي الفيصل لناحية استكمال البحث في المبادرة أو توقّفها، خصوصاً مع احتمال لقائه بالرئيس سعد الحريري على هامش اجتماعاته مع قيادات المملكة. فهل تُكمل المبادرة المصرية السعودية نحو هدفها، أم أنّ للبنانيين رأيٌ آخر؟