شهر على صمود عين العرب: المصير الغامض

شهر على صمود عين العرب: المصير الغامض

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١٦ أكتوبر ٢٠١٤

بعد شهر على بدء تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"- "داعش" هجومه على مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا، لا يزال المقاتلون الأكراد يقاومون العناصر الارهابية التي تحاصرهم من جهات ثلاث، فيما لا تبدو الولايات المتحدة مهتمة بـ"التقدم الكبير" الذي يحققه التنظيم المتطرف في العراق.
ويبقى مصير عين العرب غير معروف بعد شهر من المعارك الضارية، سيما أنها ثالث مدينة كردية سورية على الحدود مع تركيا والتي أصبحت رمزاً في العالم أجمع لمقاومة تنظيم "داعش".
واحتل مسلحو التنظيم المتطرف نصف المدينة، لكن يبدو أن المقاتلين الأكراد استعادوا هذا الأسبوع مناطق خسروها بفضل تكثيف عمليات القصف الجوي لقوات التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة.
في هذه الأثناء، قال المسؤول الكردي المحلي إدريس نسيم، اليوم، ان مقاتلي "وحدات حماية الشعب"، الميليشيا الكردية المسلحة الرئيسية في سوريا، "تقدموا في شرق المدينة وجنوب شرقها". لكن من الصعب التأكد من هذه المعلومات في غياب مراقبين مستقلين وصحافيين في المدينة، بينما لا يكشف تنظيم "داعش" تطور عملياته على الارض.
وشن مسلحو التنظيم المتطرف، اليوم، هجوماً على مشارف المركز الحدودي التركي مع سوريا مرشد بينار، بهدف قطع امكانية المرور من تركيا الى مدينة عين العرب، بحسب ما أفاد مراسل لوكالة "فرانس برس" على الحدود. وفي الوقت نفسه، سقطت قذيفتا هاون على الجانب السوري وثالثة على الأراضي التركية من دون التسبب في إصابات.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها قصفت مواقع "داعش" في عين العرب ومحيطها 14 مرة أمس واليوم، ما يرفع الى أكثر من مئة عدد الغارات الجوية على أهداف في محيط المدينة منذ نهاية أيلول. لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الأميرال جون كيربي حذر من أن "سقوط كوباني لا يزال ممكناً".
وخلال شهر أسفرت "معركة كوباني" عن مقتل 662 شخصاً، بحسب حصيلة لـ"المرصد السوري لحقوق الانسان" التي لا تشمل ضحايا الغارات الجوية. وخسر التنظيم الإسلامي في المعارك 374 مقاتلاً ووحدات حماية الشعب 258 مقاتلاً، في حين قُتل 10 مقاتلين أكراد و20 مدنياً في المعارك.
وبدأت المعارك في 16 أيلول عندما شن تنظيم "داعش"، الذي أعلن "الخلافة" على مناطق يسيطر عليها في العراق وسوريا، هجوماً للاستيلاء على مدينة عين العرب ومنطقتها. ومنذ ذلك التاريخ فر من المدينة أكثر من 300 ألف شخص بينهم أكثر من 200 ألف الى تركيا والآلاف الى العراق، بحسب تقديرات عديدة.
والى شرق عين العرب، قُتل 20 مسلحاً من تنظيم "داعش" غالبيتهم من غير السوريين، في هجوم للميليشيات الكردية على بعد 30 كيلومتراً غربي رأس العين في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، بحسب المرصد. وقال المرصد إن مقاتلي الميليشيات الكردية جلبوا جثثهم وعرضوهم في عربات جابت شوارع رأس العين.
  وبهدف تعزيز التحالف ضد التنظيم الارهابي، قررت بريطانيا نشر طائرات من دون طيار كانت حتى الآن في أفغانستان. لكن التعاون الدولي ضد "داعش" شهد انتكاسة مع اعلان روسيا انه لم يتم ابرام اي اتفاق بشان تبادل المعلومات حول المسلحين المتطرفين مع الولايات المتحدة، مشيرة الى أنها "لن تشارك في أي تحالف يشكل من دون موافقة مجلس الأمن الدولي".
ودعت دول التحالف، أخيراً، تركيا الى المشاركة بشكل أكبر في مكافحة التنظيم خصوصاً من خلال السماح باستخدام قواعدها الأقرب الى مواقع الغارات.
لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو رفض، أمس، فتح حدود بلاده أمام عبور واسع الى شمال سوريا. وتمنع أنقرة مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" من الالتحاق بكوباني ما أثار غضب أكراد تركيا.
في المقابل، ترغب تركيا في أن ترسل الى مدينة عين العرب 150 سورياً تشتبه في علاقتهم بالمتمردين الأكراد الاتراك، بحسب نائب. ويرفض هؤلاء الأكراد الذين تحتجزهم السلطات التركية منذ دخولهم اراضيها، الاسبوع الماضي، التوجه الى عين العرب وبدأوا اضراباً عن الطعام.