بوتين يرسّخ نفوذ روسيا في قلب أوروبا

بوتين يرسّخ نفوذ روسيا في قلب أوروبا

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٥ أكتوبر ٢٠١٤

يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد غد الخميس، بزيارة ذات دلالة رمزية قوية الى بلغراد سعياً وراء ترسيخ نفوذ روسيا وحضورها في قلب أوروبا، سيما أن صربيا المرشحة للانضمام الى الاتحاد الأوروبي حريصة، في الوقت نفسه، على مراعاة حليفها التقليدي الكبير.
وازاء الفتور الذي طرأ على علاقاته مع الاتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الاوكرانية، يمكن الرئيس الروسي، الذي سيشارك في مراسم احياء الذكرى السبعين لتحرير بلغراد، أن يعول على استقبال حار في صربيا، الصديق في صفوف الأوروبيين والرافض تبني العقوبات التي تفرضها بروكسل على موسكو.
وقد أكد الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش ذلك، مجدداً في مقابلة نهاية الاسبوع الماضي، بقوله "حين قررنا التفاوض مع الاتحاد الأوروبي، لم نتحدث عن عقوبات بحق روسيا".
وقال المؤرخ الصربي سيدومير انتيتش إن "روسيا لديها الكثير من الحلفاء في العالم لكن قلة في أوروبا على استعداد للوقوف الى جانب بوتين. أما في صربيا، فالغالبية الكبرى من المواطنين لديهم رأي إيجابي في الرئيس الروسي".
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في تشرين الثاني 2013، تتبع الديبلوماسية الصربية توازناً دقيقاً بين احترام تعهداتها تجاه الاتحاد الأوروبي، الذي بدأت معه مفاوضات الانضمام مطلع العام الحالي، واحترام علاقتها مع موسكو التي دعمت بلغراد في عدد من الملفات الدولية الحساسة بينها عدم اعترافها باستقلال الإقليم الصربي السابق كوسوفو.
فبالنسبة لموسكو، من المهم الا يتضمن التقارب بين صربيا والاتحاد الأوروبي أي أضرار تلحق بشراكتها مع بلغراد أو بالمصالح الروسية.
ويرى رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة  العالمية" فيدور لوكيانوف في حديثة لوكالة "فرانس برس" أن "الهدف الرئيسي للزيارة الى صربيا هو دعم العلاقات القائمة كما أن الطاقة ستشكل موضوعاً مهماً جداً".
وتقع صربيا في طريق خط الغاز (ساوث ستريم) وهو مشروع تقدر تكلفته بـ 16 مليار يورو يشيده عملاق الطاقة الروسي "غازبروم" لنقل الغاز الى أوروبا العام 2015 بعيداً عن أوكرانيا.
وتعتبر المفوضية الأوروبية أن القواعد الأوروبية للأسواق العامة لم يتم احترامها، خصوصاً من حيث الوصول الى بلدان أخرى حصلت من بلغاريا على تأكيد بأنها ستوقف العمل في خط أنابيب الغاز، لكن صربيا ردت بوضوح أن الأشغال ستستمر في أراضيها.
كما ان "غازبروم" تملك 51 في المئة من شركة النفط الصربية.
وأثر من ذلك،  شيدت موسكو وبلغراد مطار نيش (جنوب صربيا) "كمركز اقليمي للحالات الطارئة" حيث تتمركز طائرات روسية مستعدة للتدخل في المنطقة بطلب من الدول المعنية.
وبينما كانت صربيا تعاني من مشكلة السيولة، وقّعت بلغراد وموسكو في كانون الثاني 2013 اتفاقاً حول قرض حجمه 800 مليون دولار لإعادة إعمار البنى التحتية في السكك الحديد، ثم منحت روسيا حليفتها في نيسان قرضاً آخر بقيمه 500 مليون دولار لمساعدتها على مواجهة العجز المتزايد في الموازنة.
وبالنسبة لبلغراد، تشكل زيارة بوتين مناسبة لتوجيه رسائل سياسية الى الغرب، وفقاً للمحلل السياسي ميودراغ رادوغيفيتش.
وفي حين تستعد صربيا لتسلم رئاسة "منظمة الأمن والتعاون" في أوروبا العام 2015، فإن بامكانها "محاولة تأكيد نفسها كمكان مناسب للمحادثات بين روسيا والغربيين حول أوكرانيا مثلاً، وهي  أمور لا علاقة لبلغراد بها"، بحسب قوله.
وبالإضافة الى محادثاته مع المسؤولين الصرب، سيحضر بوتين عرضاً عسكرياً ضخماً هو الأول من نوعه في العاصمة الصربية منذ العام 1985 في الذكرى السبعين لتحريرها من الاحتلال النازي.
وسيغتنم بوتين العرض لإلقاء كلمة أمام الحشود.
 ويشارك أكثر من ثلاثة آلاف عسكري صربي ووحدات مدرعة والطيران في العرض، بالاضافة الى ضيوف وصلوا من روسيا خصيصاً ومجموعة شهيرة من البهلوانيين في سلاح الجو الروسي.